معيتيق: أدخل عالم اللوحة بشكل عفوي بدون تخطيط




*خلود الفلاح
( ثقافات )
عدنان معيتيق من جيل الفنانين التشكيليين الشباب البارزين على الساحة الفنية الليبية، والمهتم بتقديم قراءات فنية لعديد الفنانين التشكيليين وكأنه بذلك يساهم في التعريف بالفن التشكيلي الليبي، ثمة سمة تميز لوحات الفنان عدنان معيتيق، مساحات كبيرة تتنفس رائحة المكان، دائمة البحث عن أفق أرحب، يأتي إلى اللوحة بانسيابية لا تفرضها قيود الوقت والمكان. في لوحاته ذاكرة فنية وإصرار على الدخول في المعنى التجريدي للوحة.. فهل تبحث لوحاته عن عمق الأشياء من حوله؟ فكان رده: “(ذاكرة فنية) من المهم جدا أن يكون للفنان مخزون بصري وثقافي كبير يستند عليه في تجاربه الفنية ومراحله المختلفة لان الإنسان امتداد لما قبله وما بعده والاتساع في المدارك وصقل الموهبة تتأتى من الاطلاع والعمل المتواصل في هذا الحقل ومعايشة الرسم والحالة التشكيلية بشكل عام”، مضيفا: “في حياة الفنان اليومية حتى وان كان مجال عمله الذي يقتات منه بعيد عن مجال الفنون التشكيلية, فيجب الربط بين ما يعيشه الفنان وما يبدعه في عمله الفني. وأما بالنسبة للدخول في التجربة التجريدية هو نوع من البحث المستمر وما تتطلبه الفكرة أو الحالة التي تكون ملازمة في هذه الأوقات أو تلك ولا تكون بشكل قرار مسبق بل هي عملية تلقائية”، وأضاف: اللوحة: وطن, ملاذ , حلم , موسيقى, لقاء, شعر, قصة نتعلم منها الصمت وحُسن الاستماع, تدريب على التخييل. تحليق إلى هناك حيث تولد الأحلام.

إسقاط اجتماعي أم سياسي
اللوحة التشكيلية هي انعكاس لداخل الفنان كانسان ومدى تفاعل لوحاته مع العالم الخارجي؟ عن ذلك قال الفنان عدنان معيتيق:” إن العلاقة مع الواقع المعاش وثيقة الصلة حتى وأن لم يعلنها الفنان في آرائه التي يصرح بها من وقت إلى أخر في حواراته. فالدافع في اغلب الأحيان ما يلتقطه من بيئته ومحيطه حتى وان عاش في داخله وتقوقع على نفسه العمر كله”.

لوحاته تمارس فعل الإسقاط سواء اجتماعي أم سياسي فتبدو اللوحة مشبعة بأحاسيس عدة.. وعن الذي يدفعه للبدء في انجاز اللوحة أوضح الفنان عدنان معيتيق:” لا شيء إلا الرغبة في الرسم.. فقط الرغبة في الرسم وكل ما أنتجه يأتي خلال عملي دون أي تجهيز مسبق وهذا لا يمنع ما كان يعتمل في داخلي قد مضى عليه وقتا طويلا إلا أن اكتمال الصورة ووضوحها عندي تومض بشكل سريع ويتم التقاطها خلال العمل في اللوحة وربما تتدخل الخبرة والتكنيك في إكمال اللوحة من حيث التوازن وغيرها من شروط التكوين في العمل الفني.”

متعة المشاهدة
هل من الضروري للفنان التشكيلي أن يكون مطلع على فنون عدة كالسينما والمسرح والرواية والشعر؟ وهل شكلت قراءته الشعرية مصدر حيوي في لوحاته؟ يقول الفنان عدنان معيتيق:”كل ما ذكرته يدخل في إطار الفنون التشكيلية ولو بشكل جزئي فالسينما والمسرح تعتمد على المشاهد البصرية التي يخرجها المخرج وغالبا ما يكون ذو خبرة بصرية كبيرة والرواية والشعر تعتمد على الوصف البصري ولو كانت بتقنية التدوين لان الكاتب يعتمد على المخيلة الخصبة في تشكيل نصوصه التي يكتب فلذا لا مفر من الفنون التشكيلية في كل مجالات الإبداع”.
وعن مهمته كفنان تشكيلي بتحقيق متعة المشاهدة للمتلقي قال: طبعا متعة النظر من أساسيات الترغيب والتواصل مع العمل الفني حتى يتمكن الفنان من إيصال ما يريد إيصاله ولكن تقع على الفنان مسئولية كبير منها ترقية الذوق العام وتزيين الحياة وجعلها أجمل وأسهل والمساهمة في المجالات الفنية الأخرى التي تحتاج الفنان في التصميم والعمل الصحفي والمسرح والهندسة المعمارية وغيرها والعمل على ترسيخ العادات الحضارية التي تتمشى مع مجتمعنا والمساهمة في تحسين تفكير المجتمع بتناول موضوعات ذات صلة بالموروث الحضاري وما تزخر به البشرية من ارث رائع.

الألوان صديقتي
تنتمي لوحات الفنان عدنان معيتيق للمدرسة التجريدية فهل تمنحه هذه المدرسة حرية أكبر في التعبير؟ فكان رده:” من زاوية نعم ومن زاوية أخرى لا. فالرسم التجريدي عالم رحب دون قيود نعم، ولا توجد فيه نماذج سابقة فغالبا ما تتم عملية الدخول إلى عالم اللوحة بشكل عفوي بدون تخطيطات سابقة”، وأضاف: علاقتي بالألوان مستمرة تبدأ من الصباح وتنتهي في المساء وربما تستمر إلى الفجر. فتأمل الصباح والنور المتسللة إلى المنازل حسب تعبير فرمير يثيرني جدا حتى الآن وغروب الشمس والسماء المتلألئة بالنجوم. مازالت تستوقفني ألوان الملابس والأزياء والسيارات والتصاميم الحديثة للمنازل والديكور الداخلي حتى في الكتالوجات ومحطات التلفزيون وشاشات الدعاية في الشوارع وكل ما هو متناسق وفق رؤية معينة تروق لذائقتي البصرية.

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *