*مؤمن سمير
( ثقافات )
سَتَّفْتُ أحجاراً عريقةً
وضربتُ بقوةٍ واعتزاز .
كنتُ أودُّ تحطيم غرور الساقِ
التي مرَّ عليها أيامٌ
ولم تبكِ في حضني مثل إخوتها
فقلتُ ألصقها في ملامح الصخرةِ
ليظنَّ الأولادُ أنها نتوءٌ قبيحٌ
في ذكرياتٍ بيتٍ
يكتبونَ على شرفتهُ عباراتهم الملتبسة
ويسبُّونَ على أيامهِ الاحتلالَ والقَدَر ..
لكنَّ الخيانة هذه المرة
أن الساقَ قالت أتفتتُ
وأعودُ لجذوري ..
صارت مسحوقاً خبيثاً
يلتصقُ بالذراعِ
فتسقطَ ..
وبالأخرى وبالعيْنِ
والأنفِ والجذعِ ..
انهرتُ تماماً
وانفضَحَت الشقوقُ
التي كنتُ أُعِدُّها جيوبَ مقاومةٍ
إزاءَ زلزال الشارعِ المجاورِ ..
والناسُ ..؟
مرَّ الناسُ سريعاً
ولم يكلفوا عزمهم
عناءَ تجميعي في الجيوبِ
والأكياسِ ..
أو حتى ملاحظةِ ساقٍ وحيدةٍ
عندها بقايا كبرياء
ومرسومٌ عليها كل مشاويرِ الخيالِ
والحروبِ
وصالات الرقصِ
والأجنحةِ ..
.. وفردةِ عَيْنٍ
تظهرُ فيها قراصنةٌ ومخالِبُ
وتفردُ في الشمسِ عناقاً مفلوتأً
بدونِ أشباحٍ ولا عِواءٍ ..
.. مركونينَ على حجرٍ
يغني تحتهما
بصوتٍ مبحوحٍ ..
_______
*شاعر من مصر