( ثقافات )
صدرت عن دار فضاءات للنشر بعمّان، رواية جديدة للروائي الأردني زياد أحمد محافظة. وتقف الرواية التي جاءت في 200 صفحة من القطع المتوسط، على عدد من الأسئلة المقلقة التي تفرض حضورها على الإنسان؛ وتغوص بتأن في تحليل جدوى التأويلات الميتافيزيقية التي تظل تؤجل الخلاص إلى عالم الما وراء، وهي بذلك تنسج عوالم متداخلة تكاد غرائبيتها تكون مألوفة إلى درجة الواقعية، واقعيتها إلى درجة الفنتازيا. فالرواية بشخوصها وأحداثها وتداعياتها، تدور في حيز واحد لا يخرج عن مخيلة بطلها، الذي يقضي لحظاته الأخيرة في هذه الحياة، محاولاً في صراعه مع كل شيء يحيط به، بلوغ لحظة الخلاص المنشود، وناحتاً لنفسه عالماً مشبعاً بالحرية.
وهو بهذا يدرك أن الموت وهو يغير في نظام الأشياء وصيرورتها، قد لا يزيح عن كاهل المرء ارهاصات القمع والكبت التي تتكاثر حوله، بل يدفعه بالضرورة للنهوض، والتحرر من الصراعات التي تهيمن عليه. فالرواية وفق هذا المنظور تمضي نحو التصدي لقوى الظلام والقهر تحت أي مسمى كانت. وفي الوقت الذي تفرد فيه المجال للمخيلة الخصبة، لتمضي نحو عوالم جديدة لم يختبرها المرء من قبل، تسعى بلغة روائية شفافة وبناء مشهدي محكم، لخلق مقاربة تدريجية تتيح فهماً أعمق لتلك المنطقة الغامضة بين الحياة والموت؛ تلك المنطقة التي لابد أن يتوقف عندها المرء، قبل عبورها بشيء من الخوف والقلق.
ومحافظة روائي أردني مقيم في أبوظبي، يحمل درجة الماجستير في الإدارة العامة، كتب في العديد من القضايا الفكرية والأدبية. وهو عضو رابطة الكتّاب الأردنيين، وعضو منتسب لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات. صدرت له عن دار الفارابي ببيروت رواية “بالأمس.. كنت هناك”، ورواية “يوم خذلتني الفراشات” التي اختيرت ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2012، وصدرت له عن دار فضاءات بعمّان مجموعة قصصية بعنوان: “أبي لا يجيد حراسة القصور”.