من المحرق إلى سجن بيت الدولة


( ثقافات )

إصدار جديد للمناضل البحريني عبد الله مطيويع عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2014 يرصد فيه تجربته في ( جزيرة جدا ) من الأعوام 1965 – 1984 . 
يقول الدكتور علي محمد فخرو في مقدمته للكتاب :
الكتب المؤرخة لممارسات حقب وسجون العنف الرسمي ، سواء إبان الاحتلال والحكم الاستعماري أو إبان ما بعد رحيله ، هي سرد لمشاهد الألم الإنساني وهي في الوقت نفسه بوح بالألم المطل من أفق المستقبل .
قصص العذابات المؤلمة ، من سجن وإهانات للكرامة الإنسانية وترويع من أجل إخضاع الروح والعقل، التي يسردها الأخ عبد الله مطيويع في هذه السيرة الذاتية تحكي عن نفسها وتفضح “أبطال” مرتكبيها . لكنها في الوقت نفسه تفصح عن القوة الروحية والنفسية التي يمتلكها أصحاب القضايا من الملتزمين والمناضلين .
وهذه السيرة ليست إلا فصلاً يضاف إلى كتاب تاريخ الاستبداد والتسلط في كل أرض العرب وعبر القرون الطويلة . وهب بالتالي سرد للتضحيات التي قدمتها أجيال عربية سابقة من أجل تهيئة مجتمعات الوطن العربي للدخول في العصر الربيعي الثوري الذي تعيشه الأمة العربية الآن ، والذي يحمل نفس الشعارات والمطالب : كرامة الإنسان وحريته وعيشه في ظل المساواة والعدالة .
وعليه ففي الوقت الذي يتألم فيه الإنسان لما عاناه أمثال الأخ عبد الله جيلاً بعد جيل ، فإنه يشعر أيضاً بالفخار ةالإعتزاز لما بذلوه من تضحيات من أجل القيم والمبادئ التي آمنو بها ، ومن أجل إذكاء 
جذوة الأمل لدى أجيال المستقبل . إذ ستكون كارثة لو أن التضحيات الماضي لم ترسم ابتسامة في الحاضر ولم تدفع نحو مستقبل يعج بصخب السمو الإنساني نحو الحق والقسط والميزان .
أما الدكتور أحمد حميدان يذكر في مقدمته أيضاً :
لقد تكونت خبرة كاتب هذه ” الأوراق ” من معايشته لأجيال من المناضلين ومن مختلف الاتجاهات ابتداء من القومية والناصرية ، مروراً بالتحولات السياسية اليسارية ، ثم بروز التيارات السياسة الدينية . كما عاصر التحركات العمالية والمطلبية ، أبرزها انتفاضة مارس 1965 ، والإضرابات العمالية في الستينات والسبعينات وتشكيل اللجنة التأسيسية لعمال البحرين في 1972 ، حيث كان أبرز عناصرها ، فقد كان الدون لاجتماعات اللجنة التأسيسية ويحتفظ بذاكرة لا تنسى أبداً ، ربما تسامح لكنها لا تنسى .
كما عاصر كاتبها جميع التيارات والحركات في فترات صعودها وما شهدته من ضربات وانهيارات حيث توثق هذه ” الأوراق ” المتراكمة منذ الاعتقال الأول في ابريل 1965 وحتى منتصف الثمانيات، ثم معايشته عن قرب لحركة دخول وخروج المناضلين للمعتقلات ، وأحلك الفترات التي عاشتها أجيال من الوطنيين ، وأوكار التعذيب والمعتقلات والحياة اليومية للمعتقل وهي تمد الذاكرة الوطنية برصيد هائل من التجارب الفردية والجماعية خاصة إذا ما أخذنا في عين الاعتبار أن تاريخ الحركة الوطنية البحرينية يعاني من فجوات واسعة راكمتها الانقطاعات بين الأجيال والمجموعات . وغياب التدوين الأمين والدقيق من قبل من عاشوها وأسهموا في نجاحاتها وإخفاقاتها ، وهو جهد لا يقدر بثمن نرجو أن يدعمه الكاتب بالكتابة عن جوانب عديدة لا زالت مجهولة لا تقتصر على ” أوراق السجون فقط ” . كما نطمح في أن يدعم هذا الجهد الكثيرون في تدوين شهاداتهم وتجاربهم في ظل الحرية والانفتاح القائمين واللذين يعتبران من أهم ثمرات هذا النضال الطويل لشعب البحرين ، وهو الأمر الذي لا غنى عنه لأي محاولات جادة لكتابة تاريخنا الحديث وخاصة تاريخ الحركة الوطنية في البحرين .
يقع الكتاب في 228 صفحة من القطع الكبير والغلاف من تصميم الفنان البحريني عبد الله يوسف .

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *