( ثقافات )
صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب “مكامن الدر”: سيرة حياة فخري أبو شقرة . حرر هذه السيرة وقام بها الأستاذ محمد الظاهر وهو كاتب وصحفي , وهو يقول في معرض تقديمه للسيرة :
أراد صاحب هذه المذكرات أن يطلق عليها عنوانا قريبا إلى نفسه وقلبه وهو (بحر جدتي) , ولكنه لاحظ أن بحر جدته يحضر ويغيب في هذه المذكرات , فكان لا بد من البحث عن عنوان آخر يمكن أن يحمل رائحة ذلك البحر ويكون قادرا في الوقت ذاته على التعبير عن المحتوى العام لهذه المذكرات .
ولما كان صاحبنا قد اختار هندسة البترول طريقا لهذه الحياة التي يعبر عنها , واختار التخصص في المكامن التي تدل على الذهب الأسود الذي أصبح يشكل الثروة الوحيدة في الأماكن التي عمل فيها , اهتدينا الى عنوان يليق بهذه المذكرات , وهو (مكامن الدر ) فهو من جهة يعبر عن صدفات ولآلئ بحر جدته , ومن جهة أخرى يكشف تأثير الذهب الأسود الذي كان من أشهر غواصيه في الوطن العربي .
الحياة بالنسبة لصاحب هذه المذكرات كلمة بسيطة في معناها, لكنها بحر هادر في فحواها, أخذته إلى حيث رسم له القدر, ودارت به حيث تدور , سرقت منه اللحظات , وهربت العمر من بين أصابعه . لذلك تأتي هذه المذكرات لتوقظ في ذاكرته درر الماضي ولآلئه, يلمع من خلالها فرح المشاوير, وتمتزج في عتمتها الآسرة فتنة الإحباط .
كان سؤال البداية الذي شجعه على ضرورة أن تكتب هذه المذكرات , هو سؤال ابنته الحبيبة الى قلبه : أبي من أنت ؟ لذلك كان لا بد من البحث عن هذه الدرر في مكامنها , ونظمها في عقد حباته من أيام حياته , وخيوطه من مسافة المحطات التي مر بها قطار هذه الحياة , ليقدمه هدية تليق بتلك الابنة الحبيبة .
وخير ما يريد صاحبنا أن يقوله هو أنه كان صيادا في مكامن الدر , سواء في بحر جدته , أو في بحر الذهب الأسود , إلا أنه إنسان عادي , ليس ملاكا , ولا مرفعا عن أخطاء البشر , لكنه حاول طيلة حياته الاحتفاظ بخلق ثابت لا يتغير . لذلك فهو يأخذنا إلى مكامن الأصداف ليعرض لنا لآلئ تجاربه الحياتية , أما الأصداف التي تشتمل على درر حياته الشخصية , فقد احتفظ بها في مكمن سري من هذه المكامن , ورمى بمفتاحه في بحر الحياة , لان تلك الأصداف تحتوي على درر يعتبرها من أملاكه الخاصة التي لا يحق لأحد أن يطلع عليها .
تقع السيرة في 224 صفحة من القطع الكبير .