نهج السرد يناقش نصوص الغرف الفنية


*ابتسام القشوري

انطلق كمال الرياحى فى آخر لقاء لمختبر السرد بالتذكير بأهمية الغرف وكيفية استلهام الشخصيات فى الكتابة وذلك نظرا لتوافد عدد جديد من الكتاب الراغبين فى تتبع حصص المختبر والاستفادة من محتواها. 

فذكّر بأن الحصص التمهيدية للغرف التى تعرّف بالشخصيات تساعد الكاتب على ولوج عالم الشخصية وأنّ هذه الغرف تحمل طرافة إذ أنها لا تقدّم معلومات عادية ومتعارف عليها، وإنما تخوض فى العالم الحميمي للشخصية غرفهم. حياتهم العاطفية , حياتهم اليومية، رسائلهم الخاصة وغيرها وهذا ما يساعد الكاتب على كتابة قصة طريفة تنطلق من هذه الجزئيات كما أنه يساهم فى تكوينه وانفتاحه على أنماط فنية متنوعة كالأدب والسينما والفنون التشكيلية وبالتالي تكون له ثقافة مرجعية تساعده في كتابة نص أدبي متميز وطريف .
كما أكدّ أن طرق استلهام هذه الشخصيات يكون بطرق كثيرة وأشار أن هذا التعاطى ليس إبداعا جديدا إذ اأن لكثير من الكتاب العرب والعالميين اعتمدوا على استلهام بعض الشخصيات المعروفة .وهذا الاستلهام يمكن أن يكون مباشرا وذلك باستدعاء الشخصية كما هي أو استدعاء أحد مكوناتها كاستحضار الاسم فقط كما فعل الكاتب التونسي” خيرالدين جمعة” فى روايته” صفحات المهزلة” باستدعاء نيشه وذلك بإطلاق اسمه على شخصية من شخصياته التي تحمل الملامح النفسية والأيديولوجية لهذه الشخصية.
أو الاستلهام غير المباشر عبر التناص كما فعل واسينى الأعرج فى روايته حارسة الظلال الذي استدعى فيها شخصية دون كيشوت وكذلك الكاتب الياباني “هاروكى موراكامى” فى روايته” كافكا على الشاطئ” الذى استدعى فيها شخصية كافكا.
أو الاستلهام الشفاف الذى ينطلق مثلا من لوحة لفان كوخ وكيفية استغلاله للألوان وتركيزه على ألوان دون أخرى أو الانطلاق من شريط لشابلن أو فكرة لنيشه أو استغلال العالم الكابوسي في أدب كافكا أو الانطلاق من رسالة خاصة كتبتها إحدى الشخصيات أو كتابة رسالة تخييلية كرد على إحدى الرسائل وبالتالي نلاحظ ان المختبر ينفتح بذلك على أجناس أدبية متنوعة كالاقصوصة والرواية واليوميات والرسائل . 
ثم أعطيت الكلمة لقاصتين فقرأت “سوسن فري” اقصوصة بعنوان” ليلة بلون الدم ” وقرات حورية الغربى اقصوصة بعنوان “الرطب الجنى ” ثم نوقشت هاتان الاقصوصتان من طرف الحضور الذى كان متميزا ومتنوع الاختصاصات فحضر نقاد أدب وأساتذة ونقاد مختصين فى مجال السينما فآثروا النقاش بملاحظاتهم المتميزة. 
وقد ركزّ الرياحى فى النقاش على النقاط التالية الابتعاد عن الشعرية فى كتابة الاقاصيص. الابتعاد كذلك عن الاسلوب الصحفى الذي من شأنه أن يقلل من أدبية النص، والكتابة بنفس نسوي مبالغ فيه أو نقد المجتمع الذكوري بطريقة مباشرة. 
كما تعرض فى نقطة ثانية الى اهمية الحوار ولزوم ان يكون متناغما مع الشخصية المتحدثة اي مع ملامحها النفسية وانتماءاتها الاجتماعية كما بين اهمية ان يكون الحوار اما بالعامية او بالعربية الفصحى ولا يستحسن الجمع بينها 
وأشار فى نقطة أخرى إلى أهمية الاعتناء بالعنوان الذي يستحسن أن يكون مدروسا ومؤثرا ويجلب انتباه القارئ، ومتناغما مع محتوى الاقصوصة. 
كما تعرض لنقطة أثيرت فى النقاش مع الحضور وهي مسألة الجرأة فى التعاطي مع بعض المواضيع التى تعتبر من المسكوت عنها فى مجتمعاتنا فأكدّ أن الجرأة لا تتعلق بالمعجم أو الكلام الفج بقدر ما تتعلق بتناول الموضوع وكيفية نقله للقارئ فالمهم ليس مقول القول وإنما كيف قيل .
كما أشار فى نقطة أخيرة إلى أهمية الوفاء لروح الشخصية المستلهمة اذ لاحظ ان الكثير من النصوص تبتعد كثيرا عن روح الشخصية أو تكون غائبة تماما .
وقد ختم الرياحى اللقاء بالتذكير بموضوع الغرفة القادمة التي ستكون حصة تمهيدية مخصصة لشخصية سينيمائية وهي الممثلة مارلين مونرو وأخبر أن الغرف ستتوقف عند هده الشخصية لإعطاء الفرصة للكتاب للتفرغ لكتابة نصوصهم ومناقشتها من طرف المشرفين فى الحصص القادمة .
_______
كاتبة تونسية

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *