العالم يشيد بشجاعة مانديلا




أثار رحيل نلسون مانديلا، أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا وبطل النضال ضد نظام الفصل العنصري، الخميس، موجة ردود فعل في أنحاء العالم لتوجيه تحية إلى هذه الشخصية الاستثنائية.

ولم يحظ أي رئيس دولة أو مقاوم سياسي أو حائز على جائزة نوبل أو سجين رأي بمثل هذا الكم من تحيات الاحترام والتعبير عن الحزن من كل أنحاء العالم.
وأجمع القادة السياسيون الذين سيشاركون قريباً في مراسم جنازة الرئيس السابق، الذي رحل عن 95 عاماً، على التشديد على الصفات الإنسانية للمناضل.
وأعلن رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، وفاة رئيس البلاد الأسبق مانديلا، وقال إنه توفي الخميس بمنزله في جوهانسبرغ، معلناً جنازة رسمية له وتنكيس الأعلام في البلاد.
أوباما ينكس الأعلام
فيما أمر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بتنكيس الأعلام للنصف حداداً على مانديلا، وقال إن العالم خسر أحد أكثر الناس شجاعة ومصداقية ونقاء.
أما الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، فقد وصف مانديلا “ببطل الكرامة الإنسانية والحرية”. وقال إن “التاريخ سيذكر مانديلا كبطل من أجل الكرامة الإنسانية والحرية والسلام والمصالحة”.
ومن جهته، صرح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بأن “نوراً كبيراً خبا”. وقال على حسابه في “تويتر” إن “مانديلا كان بطل عصرنا”. وتابع “طلبت تنكيس العلم أمام مقر رئاسة الحكومة”.

وإلى ذلك، وصف الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، مانديلا بالمقاوم الاستثنائي والمقاتل الرائع.
أما وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، فقد رأى في مانديلا “عملاقاً كان يتمتع بحضور قوي” و”أباً لجنوب إفريقيا”.
فيما اعتبر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن مانديلا من أشجع الرجال الذين قدموا دعماً للفلسطينيين.
مجلس الأمن: مانديلا سيبقى في الذاكرة
وعبر أعضاء مجلس الأمن الدولي عن “تقديرهم الشديد للصفات الأخلاقية والسياسية الاستثنائية” للراحل “الذي سيبقى على الدوام في الذاكرة كشخص ضحى بقسم كبير من حياته من أجل أن يتمكن الملايين من أن يحظوا بمستقبل أفضل”.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، إنه “يوم حزين، ليس لإفريقيا وحدها بل للأسرة الدولية بأكملها. نبكي وفاة واحدة من أعظم الشخصيات في عصرنا”.
وأكد رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، أن “جنوب إفريقيا فقدت أباها والعالم فقد بطلاً، أشيد بواحد من أكثر الرجال إنسانية في عصرنا”.
بينما قال آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا، فريدريك دي كليرك، إن مانديلا وحد شعب جنوب إفريقيا بعطفه وإنسانيته.
وأوضح ديزموند توتو، أحد أهم المناضلين ضد نظام الفصل العنصري، إن مانديلا “علمنا كيف نعيش معاً ونؤمن بأنفسنا وبجميع الآخرين”.
آسيا تنعي الزعيم الراحل
وفي آسيا، أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ “بالمساهمة الاستثنائية التي قدمها مانديلا لتطوير الإنسانية”، فيما شبهه رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ، بالمهاتما غاندي.
ومن جانبها، أعلنت إيران أنها تشارك الجنوب إفريقيين حدادهم بعد رحيل مانديلا. كما كتب وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف على “تويتر”: “كان ثورياً من أجل الحرية، وهزم الطغيان والعنصرية والفصل العنصري”.
وفي البرازيل، عبرت الرئيسة ديلما روسيف عن حزنها لوفاة مانديلا “المثل الذي سيقود كل الذين يناضلون من أجل العدالة الاجتماعية والسلام في العالم”.
وقال أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه على “تويتر”: “فقدت بطلي وصديقي ورفيقي في النضال من أجل قضية الشعوب ومن أجل السلام في العالم”.
وأعلن رئيس نيجيريا، غودلاك جوناثان، في برقية تعزية وجهها إلى جنوب إفريقيا أن مانديلا واحد من “أكبر المحررين في التاريخ” و”شعار للديمقراطية الحقيقية”.
أما الزعيم التاريخي لحركة تضامن البولندية، ليش فاليسا، فقد وصف مانديلا بأنه “رمز للنضال ضد الفصل العنصري والعنصرية”.

أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا
ومانديلا هو أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، وحاز على جائزة نوبل للسلام، كما أنه ناشط اعتقل لـ27 عاماً بسبب نضاله ومقاومته لسياسة التمييز العنصري في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
ولد في 18 يوليو 1918 في ترانسكي بجنوب إفريقيا، وتخرج من جامعة جنوب إفريقيا بدرجة البكالوريوس في الحقوق عام 1942، وانضم إلى المجلس الإفريقي القومي الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في جنوب السنغال عام 1944، وأصبح رئيساً له عام 1951.
وفي عام 1961، بدأ مانديلا بتنظيم الكفاح المسلح ضد سياسات التمييز العنصري، وفي العام التالي ألقي القبض عليه وحكم بالسجن لمدة 5 سنوات. وفي عام 1964، حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التخريب.
بعد 27 عاماً من السجن، أفرج عن مانديلا في 20 فبراير 1990، وفي عام 1993، حاز مانديلا على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع فريدريك دكلارك.
في 29 أبريل 1994، انتخب مانديلا رئيساً لجنوب إفريقيا، وفي 1999، أعلن تقاعده بعد فترة رئاسية واحدة، وفي نفس العام، أسس مانديلا مؤسسة نيلسون مانديلا الخيرية.
______
* العربية 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *