‘أدب الكيتش’ حطب معركة فيسبوكية


*سيماء المزوغي

اشتعلت حرب فايسبوكية بين محبي الأديبة الجزائرية أحلام المستغانمي ومناصري الأديب التونسي المنصف الوهايبي.

وتعود جذور الحكاية إلى مقال نقدي كتبه الوهايبي ونشره في عدّة مواقع إلكترونية بعنوان “أدب الكيتش، أحلام مستغانمي”، حيث يقول في مقدّمة مقاله “قرأت تقريبا كلّ ما كتبت أحلام مستغانمي، من “ذاكرة جسد” إلى “عابر سرير”، وكنت أعجب من أمر هذه السيّدة التي لم تستطع أن تتحرّر من سطوة نزار قبّاني”.
ويضيف الوهايبي في نقد لاذع لكتابتها “حتى أنّها تكاد لا تفعل سوى إعادة تسويقه، بضرب من الكتابة لا أتردّد لحظة في نعتها بـ”الكيتشيّة” سواء من خلال محاولة تجميل الواقع وإدانته في ذات الآن، أو على أساس من تجميع الكلمات بطريقة الكيتش، حيث كلمة من الشرق وأخرى من الغرب، فمحاولة صهرهما في تركيب بالنعت أو بالإضافة، “أحزاب البكاء/لغم الحب /منصة السعادة/مساء الولع/ شهقة الفتحة / ذريعة من الموسلين/ أنغام الرغبة/فتيل قنبلة الغيرة/ كمين الذاكرة/ مرمى خدعة/ ضيافة المطر /فاجعة الضوء/ ضوء ظهر/ مقبرة الذاكرة/حفريات رغباتها/ كبريت حزنك/ قعر محيط النسيان/رماد الكلمات.. وما إلى ذلك وهو كثير، ناهيك عن التراكيب النحويّة المختلّة الناجمة عن جهل بأصول العربيّة وصيغها المخصوصة أو عن أثر الفرنسيّة”.
المقال الذي كتبه الوهايبي قديم بعض الشيء لكنه عاد إلى السطح مجددا عندما احتدّ النقاش بين مؤيدي مقال الوهايبي في نقد الأديبة الجزائرية على إحدى صفحات فايسبوك .
وتنوّعت الآراء وتعددت، فمنهم من رأى أنّ المستغانمي أديبة عواطف تحسن اللعب بالكلمات وتخاطب مشاعر القارئ لا عقله، بينما رأى الشقّ الآخر، أنّها تدفع ثمن شهرتها وأنّ مقال الوهايبي ضريبة لنجاحها، خصوصا وأنّ شعبيتها كبيرة في تونس، لا لأنها تونسية المولد ولكن لأنها تصل إلى روح القارئ دون عناء.
وتطوّر النقاش الفايسبوكي إلى سجال بين أنصار الطرفين، حتى أنّ مجموعة من الأكاديميين والمثقفين التونسيين أدلوا بدلوهم في هذا السجال، فقد قال الشاعر التونسي المنصف المزغني “في تونس يجب أن تعتذر على النجاح”.
وقالت الباحثة ألفة يوسف بأسلوبها الساخر “مصائب الكتاب العرب أنهم بدل أن يساندوا بعضهم بعضا يشتمون بعضهم بعضا… الغيرة سمة العربي حتى مثقفيه، ومنطلقها أننا قوم لا نهتم بما نحن، ولكن بصورتنا لدى الآخر، لذلك لا نتمتع إلا لماما.. تنقصنا بعض أنانية إيجابية تجعلك تهتم بتحسين نفسك بدل تقزيم الآخرين”.
ورأى بعضهم أنّ “من لم يقرأ لواسيني اﻷعرج لن يعرف أن أحلام مستغانمي مجرد كاتبة عادية بأسلوبها المغطى بالماكياج، أما المنصف الوهايبي فهو قمة أدبية لا جدال فيها، وأعذر من لا يعرف الوهايبي فنحن تعودنا بسطح اﻷشياء لا عمقها”.
________
*ميدل إيست أونلاين

شاهد أيضاً

فضاءَاتُ الطفولة المُستمِرّة في “أيْلَة“

(ثقافات) فضاءَاتُ الطفولة المُستمِرّة في “أيْلَة“ بقلم: إدريس الواغيش في البَدْءِ كان جمال الطبيعة وخلق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *