ذهبت.رأيت. وانتصرت



*فيكتور هوجو /ترجمة: حسن لشهب

( ثقافات )

لقد عشت فعلا ما يكفي، لأنني في آلامي
سرت، دون أن أجد أذرعا تنجدني
لأنني أبتسم بالكاد لأطفال يحيطون بي
لأنني لم أعد مستمتعا بالأزهار.
لأنني في الربيع، حين يجعل الله الطبيعة في احتفال
أشهد، وروحي بلا فرح، هذا الحب الرائع
لأنني الآن في ساعة يهرب فيها الإنسان من النهار
واحسرتاه! يغمره كل الحزن السري.
لأن الأمل الهادئ في روحي انهزم
لأن هذا فصل العطور والزهور
يا ابنتي! أتوق للظل حيث تستريحين
ولأن قلبي قد مات فقد عشت فعلا ما يكفي.
لم أرفض مهمتي فوق الأرض
أخدودي؟ ها هو. ورزمتي؟ ها هي.
باسما عشت، ودوما أكثر لطفا
واقفا، ولكن ميالا نحو الأسرار
لقد اجتهدت ما استطعت، خدمت وسهرت
وكثيرا ما رأيتهم يضحكون من ألمي
اندهشت من كوني موضوع حقد
أنا الذي كثيرا عانيت وكثيرا كدحت
في هذا السجن الأرضي حيث لا ينفتح جناح
داميا، بلا شكوى، وواقعا على يدي
كئيبا، مرهقا، من تهكم السجناء البشر
حملت حلقتي من السلسلة الأزلية
والآن وعيناي نصف منفتحتين
لم أعد أستجيب لمن يناديني
ذاهلا، ضجرا مثل إنسان
استيقظ قبل الفجر بلا وسن
لا أكثرت حتى، في كسلي المظلم
بالاستجابة للجسد في فم من يكيد لي
فافتح لي يا إلهي أبواب الليل
حتى أروح وأختفي
_______
*مترجم وباحث من المغرب

شاهد أيضاً

أيها الكتاب، احموا حياتكم الداخلية

(ثقافات) أيها الكتاب، احموا حياتكم الداخلية حياة الكتابة ومهنة الكتابة شيئان منفصلان بقلم:  لان سامانثا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *