*
بدأت ناسا بحصاد محصولها من ملايين الرسائل المتبادلة بين الناس على المستوى العالمي، والكثير من تلك الرسائل تخص الأمريكيين حسب تصريحات مسؤول كبير في “الوكالة الوطنية للأمن –ناسا”.
وبرنامج جمع المعلومات، الذي لم يعلن عنه من قبل، كان يتسلل إلى تسجيل كافة العناوين للمراسلات التي تتم عبر الإنترنت (e-mail)، وكانت تلك الرسائل كافة أو المعلومات الخاصة التي يخزنها المرء في جهاز الحاسوب الشخصي له، تحول بعد إغلاق الجهاز مباشرة إلى (ناسا)، وكانت غاية “ناسا” تحليل كافة تلك المعلومات الخاصة والتعرف على العلاقات الخاصة بين الناس، والى رسم خارطة لها، تتيح لها التعرف على أسرار وأهداف الدوائر الأمنية عالمياً. ففي خلال يوم واحد فقط في العام الماضي، جمع المصدر الخاص للعمليات في ناسا، اكثر من 444،743 عنوان من (ياهو) فقط، 105،068 من (هت ميل)، 82،857 من فيس بوك، و33،697 من Gmail، و 22،881 عنوان من مصدر لم يذكر، وهذه الأرقام تصف الحصاد اليومي لجمع الوثائق وتصنيفها بعدئذ، وقد تبين ان هناك اكثر من (250) مليون رسالة يتم تبادلها عبر تلك الوسائط يومياً في العالم، كما ان الاتصالات المباشرة حسب تلك الإحصاءات، تقارب 500،000 عبر خدمات (التحدث المباشر-الجات)، وإضافة إلى كل ذلك ما تم الحصول عليه من سجلات (inbox).
وهذه المجموعة تعتمد على ترتيبات خاصة وسرية مع الشركات الاتصالات السلكية واللاسلكية أو خدمات وكالات الاستخبارات المتحالفة.
وعلى الرغم من ان جمع المعلومات يتم في أماكن عبر البحار، فإنها تكتسح أيضا العلاقات الخاصة لعدد كبير من الأمريكيين، كما أيدّ ذلك موظفان كبيران في الوكالة الوطنية، وقد رفض الاثنان تقديم معلومات تخص عدد الأشخاص أو تحديده تماماً ولكنه يقارب الملايين أو عشرة الملايين.
وقال ناطق عن مدير الاستخبارات الوطنية، ان الوكالة تركز على كشف وتقدم الاستخبارات وعن الأهداف المختلفة للاستخبارات الخارجية، ومنهم الإرهابيون ومهربو المخدرات ونفى اهتمام الوكالة بالمواطنين الأمريكيين العادّيين.
وقال الناطق (شون تيرنر) مضيفاً، ان القوانين التي تم تأييدها من قبل المدعي العام تطلب من ناسا تقليص عدد الأمريكيين، وخاصة أولئك الذين لديهم إقامة دائمة في البلاد.
ومجموعة ناسا الخاصة بالولايات المتحدة من التسجيلات، وضمن برنامج منفصل، وهي قد أثارت جدلاً واسعاً منذ الكشف عنها في شهر حزيران الماضي، وقد دافع المدير العام لناسا الجنرال كيث ب ألكسندر عن العملية قائلاً إنها ضرورية وهي ضد الإرهاب، وأيضاً أداة مهمة لجمع المعلومات الخارجية، مضيفاً “انك تحتاج إلى القش من اجل العثور على الإبرة).
والمعلومات التي استقتها ناسا عن طريق الاتصالات والرسائل المتبادلة عبر مواقع الإنترنت المتعددة، زودتها بمصادر غنية من المعلومات تفوق تلك التي تحصلها عبر المكالمات الهاتفية الدولية، وتلك المعلومات التي تتضمنها الملفات الشخصية لا تضم فقط أسماء الأشخاص وعنوان (الإيميل) فقط، بل أيضاً أرقام الهواتف أيضاً، وعنوان الشارع، وعمل الشخص وعائلته أيضاً.
وهذه المعلومات ستتيح لناسا، ان تتم الموافقة، على رسم خرائط مفصلة عن حياة شخص ما من نواحٍ عدة: الشخصية والعملية والسياسية وأيضاً الدينية، وهذه الصورة قد تكون مزيفة أيضاً.
ولم يمنح الكونغرس أو محكمة الاستخبارات الخاصة تفويضاً رسمياً للناسا لجمع كافة تلك المعلومات، وقال مسؤول كبير في الاستخبارات انه امر غير قانوني- أي القيام بتلك المهمة من داخل الولايات المتحدة الأميركية، وهي ممنوعة ايضاً من للاطلاع أو الاتصال مستهدفة أهدافا تخص الاستخبارات الأجنبية.
* ماذا عن مواقع الإنترنت؟!
ولشبكات الإنترنت فقد نفى متحدث باسم (غوغل) معرفته بما كان يجري أو علاقته بالعمليات التجسسية على الرسائل المتبادلة بين الألوف من الأشخاص، وعن شبكة ميكروسوفت قال المتحدث عنها نيكول ميللر، ان الشركة تسمح لأية حكومة الدخول إلى مواقع زبائنها للحصول على المعلومات الخاصة بهم، وان الشركة ستهتم بجدية بتلك الادعاءات وصحتها، وكذلك نفت فيس بوك علاقتها بتلك الصلات، أما ياهو فأعلنت أنها ستحمي مراسلاتها من وكالات الاستخبارات.
أما ناسا فقد أعلنت أنها في حاجة إلى وقت طويل لفحص كافة تلك المعلومات التي قد لا تريد معظمها.
_________
عن الغارديان( المدى)