*سرحان النمري
( ثقافات )
أبناءُ الوطنِ يحمِلونَ السِلاحْ
وخرائطُ الشّمسِ الموبوءَةِ بالعصَبيّةِ
تُشيرُ إلى طريقِ الليلِ
هُناكَ على زاويةِ المُنحدر..
تتَسلّلُ السَلالِمُ مُتَصاعِدةً إلى عرشِ الجَريمةْ.
حَمَلَ الرّاعي نايَهُ الجَديد
مَصقولاً من انبوبَةِ بُندُقية
ومضى إلى حَلقاتِ الذئابْ،
والفلاحُ يَحرُثُ الأرضَ نَبشاً بالسِكّين
حَبّاتُ القمحِ أصابَها الهَلعُ
وهي تَتدحرَجُ بِأكفانِها
لِتدفُنَ أعناقَها في طِينِ القَبيلَةْ
في أسواقِ المَدينة
ترى السائِرينَ
بِعَباءاتِ التّذَمّرِ والجوعِ
بِلا زادٍ
وَأيديهم مُلطّخَةً بِدماءِ الرَذيلةْ
بينَ القَسوَةِ والخَطيئةْ
بَراءَةُ المُتّقينَ بصَلواتِ الغَيثِ
والآبارِ الخَاوِيَةْ
خِرافٌ بِلا ذُنوبْ
دَخَلتْ أبوابَ المَوتِ
وَعلى أكتافِها أخشَابُها
وَمَساميرُ من الأنهزامِ تُجّرِحُ أحلامَها الجَافَة
تتَوارى الحُكَماءُ عن الأعينِ
خوفاً مِنْ سِياطِ المُتنَفّعينَ القَياصِرَةْ
مَنْ يَمتِهِنُ المَكائِدَ يَكسَبُ حَربَ الأربعينَ سَنة
هكذا يَسري السمُّ مِنْ أنيابِ التّاريخ
فَيخسَرَ داحِسُ وتربحَ الغَبراء
ليعودَ لنا الخَريفُ
مُحمولاً على أعناقِ الفُرسانِ
المُندَحِرينَ مِنْ أزقّةِ المِدائِنْ
يَبْكي الوَطَنُ
وهو يَسيرُ خَلفَ جَنازاتِ الأحْصِنَةْ
إذا انحَسرَ الأمَانُ
بِلا دُموعٍ تَحتَ الشّمسِ المَوبوئَةِ بالعَصَبِيّةْ.
_______
* شاعر من الأردن