*ترجمة: عدوية الهلالي
بعد حوالي أربعين عاما على تحنيط جثته ووضعه في شاشة عرض في ضريحه في ساحة تيانانمن ، يعود الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونغ مرة أخرى كشخصية كارتونية في فيلم من أفلام الرسوم المتحركة في سينما البعد الثالث تم إنتاجه مؤخرا ليعرض في السادس والعشرين من شهر كانون الأول المقبل بمناسبة الذكرى العشرين بعد المئة على ميلاده..
ويعد إنجاز مثل هذا الفيلم كسراً للمحظورات والصور النمطية الصينية إذ منعت الصين طويلا إنتاج أفلام كارتونية عن زعماء الصين وقادتها ..
مؤخرا، قامت دائرة الدعاية للحزب الشيوعي الصيني (pcc) بإنتاج فيلم للرسوم المتحركة من أفلام البعد الثالث يتناول حياة الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونغ في شبابه ، ويحمل الفيلم عنوان ( الشاب ماوتسي تونغ في شاوشان ) الذي يحرص على تصوير ثلاثين سنة من حياته هي تلك الفترة التي قضاها في الصين ..
ورغم ان هذا الموضوع هو الأكثر حساسية في الصين فقد سعى الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ بإحياء شعارات وأقوال ماو طالما يطالب العديد من أبناء الصين بأن يستخدم النظام الحاكم حقه في جمع وجرد تراث الزعيم الراحل لاسيما ما يخص ملايين الأشخاص الذين قتلتهم المجاعة وهم مطالبون بـ” القفزة الكبرى نحو الأمام ” أو في ما يتعلق بالجرائم المرتكبة خلال الثورة الثقافية …
وأوضح مخرج الفيلم لي جانلان بأنه أراد التركيز على فترة الشباب للزعيم ماو وأن يطرح الأحداث من وجهة نظر طفل صغير ثم وهو شاب قادرعلى التخلص من قيود الإقطاع ..تجري الأحداث في منطقة مسقط رأسه (شاوشان ) في مقاطعة هونان ..ويظهر ماو برأس حليق من الأعلى مع ظفيرة طويلة تتدلى على كتفه حسب التقاليد المتبعة في عهد سلالة تشينغ مابين (1644-1911) ..ويبدو كصبي ريفي لفحته الشمس ويحمل طموحات كبيرة كما يؤكد المخرج لي ، مضيفا ان الوئاثق أثبتت بان ماو كان طفلا ذكيا جدا وواثقا من نفسه ويملك شخصية مستقلة كما لديه الشجاعة الكافية لتحدي السلطة الإقطاعية …وكان ماو أيضا قد تميز بقصائده وأغنياته لكنه كان أيضا طفلا نكدا ويحب المزاح كبقية الأطفال الآخرين ..
وأطلقت شركة إنتاج الأفلام لصحيفة تشيوشي اليومية التابعة لجناح الدعاية في الحزب الشيوعي الصيني (600 ) متطوع لجمع معلومات حول ماو ..وبلغت كلفة الفيلم 30 مليون ين أي ما يعادل ( 3,5 ) مليون يورو..ويأمل الحزب ان يضع المخرج في حسبانه ثراء فكر ماو وان يستحضر جوانب من أيديولوجيته الماوية التي تشكل دائما قاعدة للحزب ..
وبينما تحقق الأفلام التي تنتجها شركات دزني الأمريكية والمانجا اليابانية نجاحا كبيرا لدى المراهقين الصينيين ، يواجه منتجو الأفلام الصينية المتحركة تحديا كبيرا حاليا ،إذ ينبغي عليهم مخاطبة جمهور صغير السن فضلا عن ان تمثيل زعماء الصين بشخصيات كارتونية هي من الأمور المحرمة والمرفوضة في الصين منذ عقود ..
ويؤكد لو هواشنج المدير الفني لتلفزيون تشيوشي ان الأطفال يحبون مشاهدة الرسوم المتحركة ولايمكننا أبدا اجتذابهم بتمثيل زعمائنا بطريقة نمطية وقديمة الطراز فنحن في القرن الحادي والعشرين وما أحوجنا إلى الابتكار ..
يذكر أن مؤلف الرسوم المتحركة الذي أراد تقديم ماو في شخصية كارتونية في عام 1948 قد انتهى خلف القضبان ولهذا السبب يواجه منتجو فيلم ماو الأخير تحديا بإرضاء أذواق الفتيان والكبارعلى السواء..
_______
*(المدى)