* علي صوافطة
تسلط مجموعة من المخرجات الفلسطينيات الشابات الضوء على عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني وقضاياه الحياتية في مهرجان لسينما المرأة في دورته التاسعة هذا العام تحت شعار (مخلفات).
واختار القائمون على المهرجان هذا الشعار لدورة هذا العام التي تشارك فيها عشرة أفلام روائية ووثائقية منها سبعة أفلام جديدة تعرض لأول مرة.
وقالت علياء ارصغلي مديرة المهرجان : “اخترنا شعار مخلفات لمهرجان هذا العام لتسليط الضوء على مجموعة من القضايا التي نرفضها في محيطنا ونعتبرها جزءا من تلوث حياتنا على الصعيد الثقافي والاجتماعي.”
وأضافت “المهرجان يشكل صرخة لقول لا وكفى لتدمير أنفسنا وكفى لإخفاء رأسنا تحت التراب ولنرى ونسمع ما يقوله هذا الجيل حول قضايا تتعلق بالعادات والتقاليد والبيئة وغيرها.”
وجاء في كتيب المهرجان أنه يهدف إلى “وضع ما هو من بقايا نفايات ومرفوضات موروثة ، تأتي بالخراب الزاحف والبطيء لأنفسنا ومجتمعنا وبيئتنا كالسم الذي لا رائحة له فلا نشتبه بغدره ولا بقتله.”
ويضيف الكتيب “تسلط المخرجات الشابات الضوء على ما يرغبن أن يكون منبوذا اجتماعيا مثل نمطية التفكير بالمرأة …والتحرش اللفظي والبصري في الأماكن العامة الذي يمثل اغتصابا للمرأة.”
وتقدم الأفلام المشاركة في المهرجان رؤية لقضايا “تهميش المرأة المسنة والمرأة المقعدة وعدم السماح لهن بالحياة الطبيعية وتحطيم آمال الشباب بصنع المستقبل نتيجة البطالة والدمار البيئي بما هو محيط بنا من جمال في بحر غزة وجبال الخليل.”
وتقدم زينة رمضان طالبة الصحافة في فيلمها القصير (هش) قصة “لمياء”; فتاة تلاحقها انتقادات المجتمع لتكون الفتاة المثالية التي يريدون وهي بالنسبة لهم الزواج والانجاب والسكوت فلا مصير أفضل من ذلك لأي فتاة ، وأي خيار غيره سيجلب الفضيحة والعار.”
وقالت زينة خلال مشاركتها بمؤتمر صحفي للإعلان عن انطلاق المهرجان “ما سمعته من انتقادات كبيرة ورفض لفكرة فيلمي الأول (تكسي بنت) وما واجهته من مضايقات كان سببا في عمل هذا الفيلم تعبيرا عن رفض نظرة المجتمع للمرأة.”
وأضافت “إنني سعيدة بإتاحة الفرصة لي للمشاركة في هذا المهرجان الذي أضاف لي الكثير بما تعلمته من المشاركين فيه.”
وتقدم مؤسسة شاشات وهي مؤسسة غير ربحية الدعم الفني والمادي للمشاركين في المهرجان من خلال الدورات التدريبية والإنتاج وتنظيم العروض والمشاركة في المهرجانات العربية والدولية.
وتشترك المخرجتان الاء الدسوقي وأريج أبو عيد من قطاع غزة في فيلم الصور المتحركة (منشر غسيلو).
وكتبت المخرجتان عن الفيلم انه “يسرد بإسلوب ساخر جزءا من قاموس التحرش الجنسي اللفظي الذي تتعرض له المرأة مهما ارتدت من ملابس إضافة اإلى الاغتصاب البصري الذي يعريها مهما غطت نفسها فتعرض المرأة لهذه التحرشات لا يتعلق بما ترتديه.”
وتتناول المخرجة منى مطير في فيلمها الروائي القصير (ع الفرازة يما) قضايا الزواج وأهمها اختيار العروس.
وقالت إن فيلمها “يعبر عن حالة اجتماعية ملموسة في واقعنا بحيث يكون الشاب غير أهل للزواج وتحمل المسؤولية الكاملة التي سيبدأ بها مرحلة حياة جديدة.”
وتقدم المخرجة فادية صلاح الدين في فيلمها الوثائقي (اولادي حبايبي) قصة امرأة تعيش على مقعد متحرك واجهت الكثير من المعارضة من قبل المجتمع والمحيطين بها عندما قررت ان تمارس حقها في الإنجاب بحجة أنه لا يحق لها الإنجاب بسبب ما تعانيه من مشاكل.
وذكرت فادية أن المهرجان لا يساعد المخرجات فقط على إنتاج الأفلام بل يوفر لهن فرصة كبيرة للعرض والدخول في نقاشات مباشرة مع الجمهور إضافة إلى إتاحة الفرصة للمشاركة في مهرجانات عربية ودولية.
واختارت المخرجة فداء نصر في فيلمها الوثائقي (ريف بالأسود) أن تقدم معاناة سكان الريف القادمة منه في دورا جنوبي مدينة الخليل.
وتعرض المخرجة رهام الغزالي في فيلمها الروائي القصير (ان جي كوز) مشكلة بطالة الشباب من خلال رحلة الشاب حمزة التي استمرت خمس سنوات في البحث عن عمل بعد تخرجه من الجامعة.
وقالت إن البحث عن العمل “خلق لحمزة علاقة غريبة مع ورق السيرة الذاتية وشهاداته الجامعية والذي أصبح يسبب له الخذلان .
وتستعرض المخرجة رنا مطر في فيلمها (شكلو حلو بس) ، واقع بحر غزة وما يتعرض له من تلوث بسبب النفايات ومياه الصرف الصحي.
وأوضحت ارصغلي أن المهرجان يستمر حتى العشرين من ديسمبر كانون الأول القادم ويشتمل على 100 عرض في 20 مدينة وستة مخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
________
* رويترز