الرياحي يطلق نهج السرد; مختبر الكتابة السردية في دورة محمد العربي


( ثقافات ) 

انطلق يوم الجمعة 27 سبتمبر في تونس بدار الثقافة ابن خلدون مشروع ” نهج السرد” وهو مختبر جديد يطلقه الروائي والناقد التونسي كمال الرياحي بالتوازي مع صالون “ناس الديكامرون” و يعنى المختبر بتقديم تقنيات الكتابة السردية وتطوير مهارات السرد للكتاب بمختلف أجيالهم. 
ويطمح المختبر إلى النهوض بالكتابة السردية في تونس في عديد الأجناس الأدبية كالرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية والتخييل الذاتي والسيناريو واليوميات الخاصة…
وقال الرياحي إن مختبرات الكتابة تمثل ظاهرة عالمية ناجحة نادينا بها طويلا منذ سنوات ولم يستمع إلينا أحد، إننا في حاجة ماسة إلى مثل هذه المختبرات التي نراها اليوم الطريق الوحيدة المؤثرة لإنقاذ أدبنا وفنوننا واكتشاف الأقلام الجديدة والرقي بالمنتج الثقافي التونسي إلى مكانته المرموقة داخل مشهد الثقافة العالمية مما سيجعل منه قادرا على المنافسة في لتظاهرات والجزائز العالمية والعربية. 
وأوضح الرياحي الذي أشرف على العديد من الورشات الأدبية في الوطن العربي قبل تونس أنه استفاد من تجارب في دول عربية سبقتنا كتجربة نجوى بركات مع ورشة الكتابة الروائية في لبنان والتي تبنتها دار الساقي وهي تجربة استقتها الروائية اللبنانية من التجارب الفرنسية، وفي الإمارات العربية المتحدة كانت تجربة ندوة الجائزة العالمية للرواية البوكر والتي كان الرياحي أحد المشاركين الثمانية فيها، وفي قطر أطلقت دار بلومزبيري البريطانية مع مؤسسة قطر المعهد الصيفي للكتابة، أما في مصر فالتجارب كثيرة منها تجربة مكتبة الكتب خان بإطلاق سلسلة من الورش لمعظم الأجناس الأدبية.
ويضيف الرياحي :”كم من واحد منّا قرأ رواية ثم قال متحسّرا:”فكرة رائعة لكن الكاتب خانته التجربة وارتبك في تنفيذها”، فهذا دور الورش ودور “المحرر الأدبي” الحلقة الضائعة في ثقافتنا العربية.
ويذكر الرياحي بما قاله غابريل غارسيا ماركيز عندما تحدّث يوما في ورشة لكتابة السيناريو يقول:”القصة تولد ولا تصنع.ولكن الموهبة وحدها لا تكفي,فمن يملك الاستعداد الفطري وحده ولا يملك الصنعة، فإنه يفتقر إلى الكثير”.ويؤكد مؤسس المختبر على أن المشكل الحقيقية بالنسبة للكتاب في تونس أننا مازلنا نتصور الكتابة وحيا يوحى، حتى بعد أن قرأنا ابن خلدون وقوله في الصنائع… لم نستوعب بعد أن الكتابة صنعة، وأن الموهبة لا تكفي لكي تصنع أديبا، فإذا كانت السينما فنّا يُعلّم وإذا كان الرسم يحتاج إلى تكوين فما ضر لو نظرنا إلى الكتابة باعتبارها أحد الفنون التي تحتاج إلى تكوين ومختبرات وورش؟ ويوضح مؤسس ناس الديكامرون أنه شارك في كثير من المختربات منذ سنوات في كل أنحاء العالم وتعرف على طرق اشتغالها واليوم يقوم بالمغامرة نفسها في دول عربية وفي تونس . ويضيف الرياحي ان نهج السرد سينفتح أيضا على تقنيات النقد ومدارسه والمقال الصحفي الثقافي واستراتيجيات ادارة الحوار النهري وسيستعين المشرف بين حين وحين بأسماء تونسية وعربية متخصصة في النقد والصحافة إلى جانب الأدباء.
سيشتغل المختبر لمدة سنة ثقافية يختتم بمعسكر للكتابة يدوم أسبوعا ينقطع فيه الكتاب إلى الكتابة في جنس أدبي معين وفي تيمة يقع اختيارها في آخر الموسم ويختتم الموسم بحصولهم على شهادات في دورة محمد العريي الذي اختاره عنوانا لهذه التظاهرة وهو أحد كبار الكتاب التونسيين المهمشين من جماعة تحت السور ونادي المجانين.
من طرائف هذا المختبر أنه سينفتح على الكتابة بالعامية في السرد إلى جانب اللغة العربية وسيدار في شكل حلقات للنقاش كل حلقة ستخصص لمسألة واحدة من مسائل السرد.
اللقاء الافتتاحي كان عدد مهم من المسجلين في المختبر اقيم في صالون المركب الثقافي ابن خلدون متزامنا مع معرض لبورتريهات وجوه من الأدب التونسي للرسام التونسي المقيم بايطاليا المنصف الرياحي وتمحور اللقاء الأول حول ضبط خطوط عريضة لهذا المشروع ، وطرح مجموعة من الأسئلة حول أصل الرغبة في الكتابة ، لماذا نكتب؟ ماذا نكتب، وعمن نكتب وماذا نكتب؟ والكتابة والبدن أو خل الكتابة جهد عضلي؟ علاقة لكتابة بالالم وبالذاكرة ، وكيف نواجه ذاكرتنا وعلاقة الكتابة بالتجربة وهل هناك تجربة تصلح للكتابة دون غيرها؟ ومن أين يأتون بالأفكار وكيف يمكن أن نبدأ عملا ابداعيا وماهي مزالق الكتابة غير العارفة .
كمال الرياحي تحدث عن أصل التسمية للمختبر محيل الحاضرين على نهج البلاغة للشريف الرضي وعلى فكرة البحث عن منهج وعن طريق ومسلك آمن وجدي للكتابة وفكرة النهج في المدينة وهو مسلك آمن خارج التيه . 
غير أن اللقاء ركز على أمر مهم لانجاح المختبر وهو عملية التخلص من فكرة الشياطين والالهام والوحي عند الكتابة ليؤمنوا بان الكتابة صنعة كما قال ابن خلدون، وذكر مدير المختبر بآراء جون برين والروائي الامريكي سنكلير لويس وساراماجو وريلكه 
سيدوم المختبر سنة كاملة وسيتوجه بمعسكر للكتابة بعد ان ينتهي بالتعرف على مجمل الاجناس الادبية واستضافة عدد من الكتاب مع كل حصة .
ويرفع المختبر شعارا واحدا” حرر قلمك”

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *