( ثقافات )
في إطار “اسبوع الفن في عمان” تقيم صالة رؤى32 للفنون معرضاً لأعمال الرسام والمصور الفوتوغرافي هاني حوراني، تحت عنوان “وجوه مدينتي”، وذلك ابتداء من السابع من أيلول 2013 .
“وجوه مدينتي” وهو المعرض السابع عشر لهاني حوراني، يتناول موضوعاً رئيسياً هو مدينة عمان بأسلوب يجمع ما بين التصوير الفوتوغرافي والرسم، حيث يبحث في تحولات المدينة ما بين الاربعينيات في القرن الماضي حين كانت أقرب ما تكون إلى بلدة صغيرة، تتركز معالمها في الوادي الفاصل بين جبالها وتلالها السبع وبين حالها الحاضرة حيث تغطي جبالها و هضابها سلاسل لا حد لها من الابنية في نسق معماري فريد فرضته الحروب الاقليمية والهجرات الداخلية والتحولات الاقتصادية الاجتماعية.
و يجسد المعرض الذي يضم نحو عشرين لوحة، قراءة في جماليات المدينة في مسارها التاريخي وفي واقعها الراهن ، مقدماً اياه كرسالة حب الى عمان التي كانت أبرز مكونات هوية صاحب المعرض، كما يقول في تقديمه له.
وقد نفذت غالبية الاعمال بألوان الاكريليك والألوان الزيتية على القماش أو الخشب، بقياسات كبيرة ومتوسطة.
و الى جانب أعماله عن عمان يضم معرض هاني حوراني بعضاً من أعماله الحديثة التي تتطرق الى موضوعات حضرية ومفردات اخرى، غير مألوفة كموضوعات للفن مثل تفاصيل من قطار عثماني قديم وسطوح خشب القوارب العتيقة ومقطع أثاث وعربة أطفال… الخ.
هذا، ويستمر معرض “وجوه مدينتي” حتى السابع عشر من شهر تشرين الأول القادم، في قاعة مركز رؤى32 للفنون، شارع ابن الرومي ما بين الدوار الخامس والسادس، خلف أبراج إعمار.
ويذكر أن هاني حوراني أحد تشكيليي السيتينات، ولد في الزرقاء عام 1945، تناوب على اهتمامات عديدة خلال حياته، فقد مارس الرسم في شبابه المبكر، وكان أحد مؤسسي ” ندوة الرسم والنحت” عام 1962 وأقام خلال الستينيات ثلاثة معارض شخصية، قبل أن تجرفه حرب 1967 إلى الاحتراف السياسي. تلقى عدة دورات على التصوير الفوتوغرافي في بيروت وموسكو في منتصف السبعينات. ومارس خلال السبعينات والثمانينات العمل الصحفي والكتابة النقدية في الصحف اللبنانية والعربية.
في أعماله الفوتوغرافية والرسم يولى هاني حوراني أهمية كبرى للملمس والتفاصيل التى لا تلفت إنتباه العيون العابرة في العادة ويحتفى بأثر الزمن على الأشياء المحيطة بنا، مثل جدران الشوارع وسطوح المواد المتقادمة مثل الخشب والمعادن والبيوت المهجورة وأجسام السفن والسيارات القديمة وغيرها.
له مشاركات في معارض جماعية داخل الأردن وخارجه، آخرها مشاركته في بينالي القاهرة الدولي للفنون التشكيلية، دورة 2009/2010 القاهرة، وفي متحف المنامة للفنون التشكيلية، البحرين، 2011. وقد حصل مؤخرا على شهادة لجنة الحكام التقديرية من رابطة التشكيليين الأردنيين.
وحول فكرة معرض ” وجوه مدينتي” كتب هاني حوراني ما يلي:
“لطالما أعتبرت نفسي شخصاً متعدد الهويات، لكني نظرت إلى نفسي باعتباري عماني في المقام الأول. لقد طور هذا الاحساس بهويتي رؤيتي لجماليات عمان. فعمان ليست مجرد مدينة للعيش، و انما هي، بالنسبة لي، مكاناً للتأمل والتمتع بجمالياتها، والتي هي مزيج مدهش من هبه الطبيعة وفعل الإنسان. كيف بدأت في قاع الوادي لتكون أقرب الى صورة القرية الوادعة، ثم كيف تحولت، بفعل تفاعل الناس مع الاحداث والتطورات الإقليمية الى مدينة مليونية، تتسلق السفوح حتى قمم الجبال، وكيف تتراصف عمائرها فوق بعضها البعض في نسق يجمع ما بين الجماليات العشوائية ومحاولات اللحاق اللاهث لتنظيم حياة مدينة لا تكف عن النمو. لا تنبع جماليات المدينة من تنظيم او تخطيط مسبق، او من نمطها المعماري او المواد المستخدمة في بنائها، وانما قبل ذلك كله من هذا التراصف المدهش للابنية التي تتسلق سفوح الجبال لتغطيها حد الاكتظاظ.
ويضيف:
إن جماليات عمان نابعة من مسعى أجيال من الاسر لتأمين موائل لها، ومن محاولاتها المستمرة لتحسينها وتوسيعها رأسياً.لا تستطيع ان تنظر في سفوح عمان دون ان تفكر في الناس الذين يقبعون وراء مئات الالاف من المباني التي تغطيها. وهكذا فان هذه الحشود المتراصفة والمتراكبة من المباني تبدو وكأنها صوراً شخصية لقاطنيها. انها ليست مجرد أبنية اسمنتية (حجرية احياناً) تعلوها اللاواقط وخزانات مياه الشرب والسخانات الشمسية، وانما هي بورترية جماعي للعمانيين”.
ويختم تعريفه لمعرضه الجديد بقوله:
“في” وجوه مدينتي” أحاول أن أروي قصة عمان من خلال إعادة انتاج بعض صور المدينة في الثلاثينات والأربعينات، عندما كانت أقرب الى البلدة الصغيرة ، حيث طوبوغرافيتها وتضاريسها الطبيعية هي السمة الأبرز لصورتها ، وفي المقابل تظهرلوحات عمان اليوم كيف طغى النسيج العمراني على تضاريس عمان ، وجعل من كل سفح جبلي من سفوحها لوحة فسيفسائية مزدحمة بالتفاصيل والألوان”.