احتمالات كثيرة. . لبورترية واحدة


* لينا الهويان الحسن

( ثقافات )


يقول لي المصور : ” ابتسمي “

أقف، انظر إلى الكاميرا، وتقرأني العدسة:

هو ذا الرأس: وحيدا يتلقى ريحا هبت فجأة: شافية محرِّرة، عقب عاصفة من الجحيم.

وهي ذا العينان: ملؤهما الخطر المحدق، ذلك الطراز الذي إما أن يجعل منا حطاما أو أناسا جديربن بالاحترام. .
تتربص العدسة بملامحي، تنتظر، وأنا أنتظر لعلني أعثر أخيرا على ذلك البريق الذي يتألق ويُمنح فقط لقاهري الماضي، أحاول أن اشبههم اولئك الشجعان. . وحدهم أولئك الشجعان، لعيونهم، نظرة عرّاف اكتسب ملكاته عبر التجربة. . وثقة رحالة امتحنه الخطر عند كل منعطف.
ماذا تريد العدسة من وجهي، أية ملامح ؟
خذي وميض إصرار بدائي ورثته عن إنسان ما قبل العصر الحجري، زمن أبائنا القدماء، صيادي الماموث، وجامعي الثمار. .
هو ذا الجسد: واقفا، حوله تهس الريح وتتطاير، يستأنف نهوضه كلما سقط، مثل محارب يحمل سيفا لا مرئيا. يشبه كل الذين امتلكوا مقابل الضمير الواحد، ضمائر شتى لمواراة رذائل مشبوبة وجامحة وعيوب فتية. .

وأخيراً،
هو ذا القلب: سيبقى كما كان بالأمس جاهلا دواءه، ينتشر فيه سقم التوق . . . إنه نبوغ القلب الذي نبلغه متأخرين.

* روائية من سوريا

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *