أسبَحُ في ماء ِ الأبدية


*محمد شاكر

(ثقافات)

“إلى صديقي الرائع/ م. المَهدي امْحمدي
ذكرى صحراء َعلمَتـْنا الحُبَّ”
الميـِّتون ، على مَبْعدة من قبور الأحْياء ، يـَنِطـُّون
كجَراد البراري
تحَّررواْ مِن عِظام واهِــيَّة
يَهزمُها ، كلَّ يوم تعبٌ الأحْلام .
الميِّتون ، ما بين الأرض ِ، والسماءِ، بأجنحَةِ المُطلَقِ …
يَجوبُونَ الآفاقَ بغير ِ زمن ٍ فائض ٍ..
ينداحُ على شُطآن ِالمَجَرَّاتْ….
بغير زمن ٍ فائِضٍ
شـرِبتْ مِنهُ البـِداياتْ..
إلى جَفاف ٍ مُقبل ٍ
لا ينتهي التَّحليقُ به عِندَ مَقابر الأحْياءْ.
——————–
لكن…تنْقُصُ المَشهدَ ، أغـْرودةُ طائر ٍ، غريب ٍ
أعْرفـُه في صِباي..
يَنهضُ مِن رماد الخوْفِ ، ويَحطُّ على شجَر المَواسم ِ.
هو طائرٌ، مِن غيْم الغابات ِ
مَشدودا إلى خيط ِ الرُّوح
تـُحرِّرُه ريحُ الحَنينِ….
جوَّابَ سَماء ، بحُلم ٍ أزرق..لا يكادُ يَسْتكين… 
على’ رفيف ِ لوْن ٍ
وخَفـْق جَناحْ.
——————–
والموتى/الأحْياء، في هَزيع ِ الحيْرة ِ الأخير ِ
وشـَساعة الصَّمت ِالمَريرِ
يَرسمونَ ، الآن، نَهارا تابثا، لا مَشْرقَ للشـَّمس ، فيه
ولا مَغربَ في عَين ٍ حــَمــِئـَةْ…
ليْسوا في حاجة ٍ إلى أن تكشِفَ الأضواءُ
مسرحَ حياة ٍ بئيسة ْ
كيْ يزْهو بفضائِه التـَّصفيقْ
——————–
الميِّتونَ..أشباهي، يَكشِطونَ ظـُلمةَ العَدم ِ
ويَرسُمون َ بَهْجةَ السَّديم ِ
إذ ْ أسْبحُ في ماءِ الأبدية ِ..بغيرِ جهات ٍ ..ولا بَللْ
ولا أثرَ للموتى /الأحْياء 
لأحْياءٍ/ موْتى’
أقلقوا عَدمي
في الهَزيع الأخير ِ مِن الحُلم ِ .
____________________
*شاعر من المغرب/
الخميسات
14/07/2013

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *