باولو كويلو *
كان كونفوشيوس يسافر مع عدد من أتباعه، عندما علم أن صبياً حاذقاً يقيم في قرية ما. فمضى إلى هناك ليجاذبه أطراف الحديث وسأله مداعباً: «ماذا لو أنك ساعدتني على وضع نهاية للظلم؟».
وتساءل الصبي بدوره: «لماذا نضع نهاية للظلم؟ لو أننا سوينا الجبال بالأرض فإن الطيور لن يسمح لها بملاذ يحميها، وإذا وضعنا نهاية لعمق الأنهار والمحيطات فإن كل الأسماك ستنفق، وإذا كان عمدة القرية يتمتع بسلطة الأحمق نفسها، ما من أحد سيتفهم حق الآخرين، فالعالم رحب للغاية. دعنا نحافظ على اختلافاته».
ترك الأتباع المكان بينا أثرت فيهم حكمة الصبي بعمق. وفيما كانوا ينطلقون إلى بلدة أخرى، قال أحدهم: «الأطفال جميعاً، ينبغي أن يكونوا على هذه الشاكلة».
فعقب كونفوشيوس: «قابلت الكثير من الأطفال الذين بدلاً من أن يلعبوا ويلهوا ويقوموا بأمور تناسب أعمارهم، سعوا إلى فهم الدنيا ولم يتمكن أي من هؤلاء الأطفال، فيما بعد، من القيام بشيء له أهميته، لأنهم لم يعايشوا البراءة، ولم يعرفوا الافتقار الصحي إلى المسؤولية في الطفولة».
أهمية معرفة الأسماء
سأل زيلو كونفوشيوس: «لو أن الملك وين استدعاك إلى حكم البلاد، فما هو الإجراء الأول الذي ستقوم به؟». فأجابه: «من المؤكد أن الإجراء الأول، تعلم أسماء مستشاري». وعقب زيلو: «يا للهراء! هل هذا هو أعظم اهتمامات رئيس الوزراء؟».
ورد كونفوشيوس: «لا يستطيع الرجل، أبداً، الحصول على العون مما لا يعرف. وإذا كان لا يفهم الطبيعة فإنه لن يكون قادراً على فهم السماء، وبالطريقة نفسها، فإنه إذا كان لا يعرف من هو في جواره، فلن يكون له أصدقاء. ومن دون أصدقاء لا يمكنك أن تضع خطة.
ومن غير خطة ستعجز عن إدارة شؤون أحد، وبلا اتجاه تغرق البلاد في الظلام. بل إن الراقصين لن يعرفوا على أي قدم ستكون خطوتهم التالية، وهكذا فإن خطوة متواضعة، مثل معرفة أسماء من هم إلى جوارك، يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً، وشر زماننا هو أن الجميع يرغب في علاج كل شيء في الحال».
– البيان