قـِيـامَة


ورود الموسوي *

( ثقافات )


آخِرُ الصَّفِّ يرقُبونَ فَـتَـحَ جراحِك
مُشاعة كذنوبِ الفقراء 
يتهامسون على عددِ الجراحِ ويَـنْـسَونَ أنَّـكَ الآنَ مَيْت
وروحُك في علياءِ غـيْـبِـها تَـهُـشُّ الـوَجَع
هل تُـغـنّي يا صاحبي …؟
الأغاني محرمةٌ في بلادٍ تُـبَـدِّلُ قُـطْـنَ آذانِها 
و شاشَ الجِراحِ دونَ مُـخَـدِّرْ
هل تغني ؟
وصوتُ طفلِ الشوارعِ موسيقاكَ واللّحن 
دَعـهُـمْ آخِـرَ السَّطْـرِ يَـكْـتُـبونَ ابْـتـداءه
وغنِّ فوقَ جراحِ الشَّوارع 
أغنية الرِّيفيّ القديم
ماتَ المُغنونَ ومَات اللحنُ في حَـناجِرِهم
الرَّبَـابةُ كسَّرتْ أوتارها وانْـتَـحَـرتْ بـِصَمْـتْ 
وبالـصَّمْتِ ذاته أحرقوا الكتاب وقالوا:
صحيفة ذاكَ المُعَـيْـديِّ تكفي لتكونَ دليلَنا يوم القيامة 
نسوا أنَّ القيامة لا تـغْـسِـلُ الـماء 
وأنَّ المُعَـيْـديَّ يَـسْـمَـعُ جِـدالَـهـم
ماذا تريد ؟
بعض مَـنٍّ وسَلوى وقبرٍ دونَ عذابْ
ضَـحِـكَ الخليفةُ كالــمُـهـرِّجِ
كم تُشبهُ أحلامُك مافي الصَّحائف
خُـذْ ما قرأتَ واشْـعِـلْ فِـرْدَوْسَـكَ الـيَـبـابْ
وخُـذْ ذاكرةَ الأمْكنَة
فالقيامةُ أجَّـلتْ مِزْمَارها
والقبورُ ما زالتْ تَـعُـبُّ الـمَـكانَ بالصَّمْـتْ
لم يَـعُـدْ كافياً أنْ تُـطـأطئَ كالخوف 
إحـجـز مـقْـعَـداً خَـلْـفَ هذي الرؤوس
وانْـتَـظِـرِ الـقـيـامة …!

* شاعرة من العراق تعيش في بريطانيا

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *