*صونيا خضر
إن كنتم لا تعرفون ..
ثمّة نساء يتجاوزن البوح المتروك بين المقاعد
إلى الهمس الخفيفِ والدخان الصاعد
ثمة نساء يهرولن
نحو آخر العمر
بلا أحذية ولا خطايا..
من شدّة الحزن أو من شدّة الليل
يغلقن عليهن الأبواب بالورد وبالحجارة..
تفضّل يا سيدي
ماذا تريد؟
تركت لك صوتي في اللوز المختبيء بين العروق
ومناخ الشجيرات العتيقة
أكتب به القصيدة..
التقط أعقاب السجائر الكثيرة من بين الدخان و طاولات المقاهي
اعبر جسد البنفسج من بابه الزاهي
أيها العاشق جداً..
هل تعرف أن النساء كالبكاء
يسيل على وجنات النص ويجفّ
يتهدّل على كتف الحنين ويختفي
أم تظنّ أن الدمع لا يرتجف..
من البرد
أو من الخوف
إن قدح شرر المعنى
وفضح الأغنيات والذكريات ..
وهل تعرف أيضاً
أن ثمة نساء يكتبن الشعر للشعر
لا ليقرأهن الشعراء
ولا ليكتبهن الشعراء..
كأنك تنسى أن تزرّر قميصك
كأنك تغدو إلهاً تنهي عن الكلام
الذي يأكلك وتأكله
هكذا يكون الكلام
هكذا يصير الكلام
جائزاً لك
محرماً عليّ
إن تحرمّت عليك قطوف شفتيّ
إن تلألأ المعدن الخافت في يديّ..
تفضل سيّدي
ماذا تريد؟
سأتوقف عن الكتابة للنبيذ.. فأنا لا أشربه
سأقلع عن تخيّل البحر.. فأنا لا أعرفه
أنت الجميل كحقل
أنت الرقيق كسحابة
نامت الغابات
ولم يبق سواك أخضر على وجهه تتلألأ عروس اللغات
أقايضك على بدائل الحب:
الجسد
الشهوة
النزوات
كلها ملك لك ولعبورك الخفيف في روائح الطريدة
فارسم لي أفقاً نظيفاً
وحررني من هذا القلب
حررني من فكرتي البلهاء (عن الحب)
من النوايا البيضاء
من النكوص من الصمت..
سيد اللغة أني انتهيت
و..
استطيع أن أكتب قصيدة
أريد
أن
أكتب
قصيدة..
_________
*شاعرة من فلسطين(القدس العربي)