نصر سامي
( ثقافات)
أمدّ الكون في ألفي ويائي
وأبسطه وأحقنه دمائي
وأشربه بلا مزج
قراحا
شراب الضّوء يشرب دون ماء
وأدعو أن يصار إلى قصيدي
فيشرب
أو يعلّق في البهاء
أدير الكأس لا أدري لماذا؟
أدير الضّوء أحسبه سمائي
نجومي فيه أبياتي
وقلبي
يضيء
يضيء حدّ الامتلاء
بحرف أستقيم على محال
بحرف أستنير على عماء
وأبذر فضّتي جنّات عدن
ببيت سوف يقرأ في المساء
وبي عطش لماء لا أراه
وبي جوع قديم في دمائي
وأكتب
كي أزيد الوقت طولا
وأكتب
كي أمدّد في الهواء
وأفتح فكرتي في الضّوء
وحدي
فيدخلها مساء ألف راء
إذا كان الغناء حمام قوم
يمرّ بهم
على شجر الضّياء
أنا ثمر الضّياء
وتلك ريحي
أداورها يميني أو ورائي
وأرسلها فراشا أو حماما
لغيري أو عيونا للبكاء
فمن يحتاج ضوءا
ها ضيائي
يمدّ الكون
ها أصوات نائي
وها ذهبي
تخيط الشّمس فيه
برانيس المحبّة والعطاء
أنا شجر الضّياء
أنا المعنّى
أنا الدرّ المخبّأ في الضّياء
طريق الشّعر أعرفه
وأدري
طويل سلّمي نحو العلاء
لقد أسريت في أقصى قصيدي
وأعرج والحضارة في ردائي
مكين في الفراغ
يفيض ضوئي
وينبت في فراغات الخلاء
كأنّ النّجم بالأيّام ينأى
من الأحزان
من شجن الرّثاء
صددت الموت
لم أفتح حياتي
لغير الضّوء غير الامّحاء
ومازالت أساطيري تغنّي
وتلهج بالحنين وبالوفاء
فهذا اليوم أفلحه بحرفي
وهذا الأمس أستسقيه مائي
وصاحبتي تمدّ الآن
طرفا
سماويّا
ألذّ من السّماء
وتبدي سحرها للضّوء بدرا
يوافي الجنّتين إلى خلاء
ونهدا مثل عاج البرق
بكرا
يخبّئ غيمه تحت الرّداء
وسالفتي ضياء أو نهار
تشفّ بها المراقي والمرائي
ومبسمها المضاء بألف نجم
وقامتها الطّويلة في امتلاء
تذكّرت البداية يوم كنّا
معا من قبل ميلاد الضّياء
أسقّي ريقها للفجر ماء
ويظمأ مرّتين لغير ماء
ويرشوني ويمنحني غيوما
لأسعده وأمنحه شتائي.
* شاعر من تونس
==
من ديوان يصدر قريبا بعنوان ” سفر البوعزيزي “
عن دار ” الثقافية للنشر ” بتونس