* سميرة عوض
أحب الفنان الفلبيني إلمر دملاو شجرة الزيتون، فجعلها المادة الرئيسية في معرضه، ومن لون زيتها استلهم اسم معرضه (الحلم الذهبي)، الذي رعته الأميرة سناء عاصم 15 نيسان (إبريل) الجاري، في فندق الأردن انتركونتننتال، ضمن سلسة فعاليات ثقافية وفنية ينظمها الفندق احتفاء بالعيد الخمسين (اليوبيل الذهبي)، على تأسيسه في الأردن.
ومعرض (الحلم الذهبي) هو المعرض الرابع للفنان دملاو في الأردن، ويضم 32 عملا فنيا ونحتيا ورسما بالفحم، احتلت غاليري الفندق، واولها لوحة بأغصان الزيتون الجافة تمثل الرقم 50 بالأرقام اللاتينية، في إشارة لليوبيل الذهبي للفندق، يضاف لها أربع لوحات معلقة من اغصان الزيتون، شكلت بطرق مختلفة، بسيطة لكنها مبتكرة.
القطعة الرئيسة في المعرض، تشكلت من مجسم لأربعة جذوع زيتون ضخمة، جمعها في أص حديدي ضخم، يظهر سيقانها، وقاعدتها، او ما يسمى في العرف الأردني الزراعي ‘القرمية’، قام بنحتها بشكل فني، معتمدا على جمالها الطبيعي، كما غرس في سيقانها مئات بذور الزيتون أو ما يسمى ‘عجم الزيتون’، كما احاطها باربعة مجسمات أخرى لمنحوتات ‘الزيتونية’.
ويبدو أن الفنان دملاو، قسم معرضه على ‘خمسات’، فكل مجموعة تضم 5 قطع، كناية عن العيد الخمسين للفندق، حيث نجد منحوتاته الزيتونية على قاعدة حديدية، ترتفع عنها على عمود حديدي أسود، بشكل يبزز جمالها الزيتوني بألوانه وتعرجاته الطبيعية، إذ لم ألحظ وجود أي مادة أو لون ظاهر للعيان في منحوتاته.
إلى ذلك علق 15 لوحة صغيرة مرسومة بالفحم الأسود لأشجار الزيتون، كل منها كأنما يجسد شجرة حقيقية بجذعها وأوراقها وغصونها، و’قرمياتها’ الضخمة، علقت بشكل أنيق بين جداريتين ضخمتين، واحدة لجذر الزيتون ‘القرمية’، والثانية لغصن زيتون.
وعن سر تعلقه بشجرة الزيتون، رغم انها شجرة غير معروفة ولا توجد في الفلبين يقول دملاو، ‘قرأت عنها في القرآن والانجيل، وتعرفت عليها في الأردن، حيث أعيش في عمان منذ 18 سنة، واعمل مصمم إعلانات صحافية وتلفزيونية، وعرفت قيمة هذه الشجرة المباركة في التراث الأردني، والحضارة العربية، فأحببت أن اخصص معرضي لها’.
وبين دملاو أنه ‘يتجه دائما لاستخدام مواد من الطبيعة في معرضه’، الذي أقيم بحضور مدير عام فندق إنتركونتننتال الأردن يان إفسيتش، والمهتمين، وبحضور عدد من ابناء الجالية الفلبينية في الأردن. من جهتها اشارت لوسي اصلو المديرة الأقليمية للعلاقات العامة في فندق انتركونتننتال الأردن، الذي تعمل فيه منذ 33 عاما، الى ‘أن هذا المعرض يقام في إطار اليوبيل الذهبي للفندق، حيث يتم افتتاح معرض في منتصف كل شهر، وعلى مدار العام، فضلا عن نشاطات أخرى في إطار الاحتفالية’.
معرض ‘الحلم الذهبي’ الذي يتواصل في فندق الأردن أنتركونتيننتال لمدة شهر من 15 ابريل وحتى 15 ايار (مايو) المقبل، يلقي نظرة على جمال وتشابكات الطبيعة وبالذات شجرة الزيتون وما تمثله من أهمية وإرث حضاري في الأردن.
ومن الجدير بالذكر أن الفنان دملاو رسم لوحة فنية للاحتفال بالذكرى الخمسين للفندق، أظهرت ارتباط الفندق بالعاصمة عمان، وجبالها السبعة، خاصة جبل عمان، حيث يقع هذا المعلم الأردني، وقدمت هذه اللوحة كتذكار للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله.
ويذكر أن الفنان الفلبيني ديملاو حاصل على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة سانتو توماس في مانيلا/ الفلبين عام 1981، عمل مع عدة شركات دعاية واعلان عالمية في جنوب شرق اسيا والشرق الاوسط ، قادته واحدة من مهامه إلى الأردن عام 1994، ومنذ ذلك الوقت صارت عمان مكان إقامته الدائم.
أعماله الفنية مستوحاة من التراث الأردني، وجمال الطبيعة فيها، حيث صارت أعماله تنبض بالحياة، وانتشرت منحوتاته في جميع أنحاء العالم، فحصد العديد من الجوائز، خلال السنوات الماضة. فبعد نجاح معرضه الأول ‘الأردن في عيون إلمر’ عام 2010، باشر دوملار العمل على معرضه الثاني ‘العين في العين’ عام 2011، واستطاع من خلاله أن يدمج بين الأحاسيس والانفعالات والخيال في أعمال مبتكرة مستلهمة من الطبيعة، ومعرضه الثالث قدم مجموعة عكست تشابك العواطف من خلال دمجه لنوعين من الحيوانات لتصبح واحدة، في فكرة جديدة وغريبة.
بقي أن نشير الى أن قاعة المعارض في فندق انتركونتيننتال الأردن، تعد أول قاعة للمعارض الفنية التشكيلية في العاصمة الأردنية عمان، فمنذ تم تأسيسها عام 1972، خضعت للعديد من التحسينات والتطويرات التقنية، مما جعلها من أكثر مواقع العرض تميزا في المملكة.
_________
*(القدس العربي)