*ضياء الكحلوت- غزة
يُعرف الحقوقي الفلسطيني عصام يونس كمدافع عن ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة ووقوفه إلى جانب الحريات العامة، لكن الرجل كان يخفي وراء حضوره الحقوقي والإنساني فناناً من نوع مختلف.
اكتشف يونس الذي يجيد الرسم والخط قبل ثماني سنوات أن لديه موهبة ورغبة في تطبيق وتحويل رسوماته وما تخطه يداه إلى لوحات باستخدام سيقان القمح، وبالفعل بدأ العمل وأصبح اليوم لديه 32 لوحة متنوعة.
بدأت فكرة مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة عندما رأى لوحة بسيقان القمح في أحد الأماكن بالقطاع لكنها كانت ضعيفة، فقرر أن يخوض بنفسه غمار التجربة، وبالفعل بدأ من تلك اللحظة ومع الوقت أصبح محترفاً لهذا الفن.
الطبيعة الجميلة
يقول يونس للجزيرة نت إنه تعلم من التجارب والأخطاء في لوحاته، واصفاً التعامل مع منتج الطبيعة بأنه “لا أجمل منه” مشيراً إلى أن جميع لوحاته خالية من الألوان وإنما يعتمد على السيقان ويكون منها نوعان، الأول غامق اللون ويكون تعرض للشمس بكثرة والثاني فاتح اللون.
وقال يونس إن العمل بهذه الطريقة على متعته صعب، يحتاج من الشخص إلى أن يكون قادراً على تطويع نفسه للعمل بدقة متناهية وبمثابرة وجد، مشيراً إلى أن اللوحة الواحدة تستغرق مدة أسبوع على الأقل إذا تم العمل فيها بشكل يومي ومنتظم.
لكن بعض لوحات يونس استغرقت وقتاً أطول نتيجة اهتمامه وتركيزه في عمله الرسمي كحقوقي ومدير مركز الميزان، إلى جانب حبه القراءة والمطالعة بشكل يومي والاهتمام بشؤون أبنائه.
قيمة هذا الفن كما يراها يونس أنها تأخذه بعيداً عن العمل وضغوط الحياة، فهو لا يفكر إلا في اللوحة التي أمامه لأن الإنجاز يجب أن يكون دقيقاً والخطأ يصعب فيها، مشيراً إلى أن اللوحة مهما حاولت التفكير بعيداً عنها أعادتك لها.
ويرفض يونس وصفه بالفنان، إذ يقول “لا أطرح نفسي كفنان، لكن هذه هوايتي وأتمنى أن يكون لديّ وقت أكبر حتى أنجز المزيد من هذه اللوحات.. أردت رغم كل انشغالاتي في العمل وفي البيت أن أظهر أهمية تنظيم الوقت بالنسبة لي وللناس جميعاً”.
إطراء وتشجيع
وأشار إلى أن أصدقاء له زاروه في منزله قبل عام وعندما شاهدوا لوحاته ظنوا أنه اشتراها خلال سفرياته للخارج، لكنهم فوجئوا بأنها من عمل يده، فأخذ أصدقاؤه يشجعونه على افتتاح معرض خاص بهذا الفن ليطلع عليه الجميع.
وبالفعل أقام يونس معرضاً لرسوماته بسيقان القمح، وفوجئ مرة أخرى كما يقول بحجم الاهتمام والإشادة التي حصل عليها نتيجة مجهوده، وقال إنه لم يتوقع أو يتصور كل هذا الإطراء على هذا الفن الفريد.
ويتمنى يونس أن يجد وقتاً أطول لإنجاز لوحة فريدة يصور فيها غزة بشكل بانورامي، يريد منها أن يرى الناس غزة الحقيقية المحاصرة لكنها الجميلة، الفقيرة لكنها الفريدة في محيطها، البساطة والتاريخ، والمسجد إلى جوار الكنيسة.
وأوضح يونس أنه بدأ بالإعداد لهذه اللوحة وبالفعل أخذ صوراً لمسجد قرب كنيسة بغزة القديمة إلى جانب صورة لسوق الزاوية القديم وسط المدينة، متوقعاً أن تأخذ الصورة البانورامية وقتاً طويلاً لكنه يتوقع أن تكون فريدة.
_______
*(الجزيرة)