سعدي يوسف
كان الشيوعيُّ الأخيرُ يجولُ جولتَهُ الأثيرةَ
في أزقّةِ طنجةَ …
هابطاً من هضْبةِ السوقِ القديمِ إلى مقاهي المرفأِ ؛
انتظرتْهُ، يوماً، مَن توهَّمَ أنها استهوَتْهُ
أو هوِيَتْهُ !
وهو، اليومَ، ماضٍ نحوَها، في المكتب البحريّ
كان يقولُ :
قد تأتي معي، لنكون في رُكْنٍ، بمطعمِها، على البحرِ .
السماءُ عجيبةٌ في شهر آذارَ !
الشيوعيُّ الأخيرُ يكادُ يغرقُ تحتَ سيلٍ دافقٍ من غيثِ آذارَ …
الملابسُ ( وهي شِبْهُ جديدةٍ حتى لأغنية الغرامِ ) غدتْ من الزخّاتِ، أسمالاً !
إذاً
يا صاحبي
يا مَن أُسَمِّيكَ الشيوعيَّ الأخيرَ
عليكَ أن تلقى حلولاً للتناقُضِ !
هل ستمضي نحوَ مَن تهوى؟
أتمضي تحتَ هذا السيلِ ؟
امْ ترتدُّ كالحلَزونِ في مُلتَفِّ قوقعةٍ ؟
أجِبْ في لحظةٍ !
قَرِّرْ !
وقَرَّرَ صاحبي أن يكتفي بالنزْرِ
ولْيدخُلْ هنا … في المطعمِ الشعبيّ
ولْيأكلْ هنيئاً : طاسةَ العدَسِ !
المدينةُ سوف تعودُ مُغريةً غداً
ولسوف يذهب نحوَ مَن يهوى … هنالك عند أرصفةِ العبورِ
إلى ‘ طريفةَ ‘
……………..
……………..
……………..
ربما رضِيَتْ صديقتُهُ أخيراً !
طنجة 26.03.2013