*عمر محمود-أربيل
أُختتمت في كاليري شاندر بمدينة أربيل مؤخراً فعاليات معرض الفن التشكيلي والرسم على الرمال للفنان أمجد شاكر الذي اُقيم بالتعاون مع البيت الثقافي في اربيل وبحضور رسمي وجماهيري كبير أبدى اعجاباً وثناءً على محتويات المعرض الذي استمرت فعالياته ليومين.
وقال الفنان أمجد شاكر: إن هذا هو معرضي الشخصي الأول وحمل عنوان (رمال) واحتوى على 29 لوحة مختلفة مرسومة بالأسود والأبيض والألوان إضافة إلى اللوحات الرملية التي أقوم بعملها بصورة مباشرة امام المشاهدين.
وأضاف : إن التحضيرات للمعرض الحالي استغرقت مني ستة أشهر من العمل وان الفرصة جاءت لإقامة المعرض بالتنسيق مع البيت الثقافي في اربيل الذي أبدى مديره الاستعداد الكامل لدعم ورعاية المعرض ، مبيناً ان الحضور الكبير والمتميز وتفاعلهم يمثل دافعاً له من اجل تكرار المعرض في اماكن اخرى خلال الفترة المقبلة .
وأوضح شاكر: انه تلقى عروضاً من جهات لعمل دورة تعليمية وتدريبية في فـن الرسم على الرمال لمجموعة من الشباب ، مشيراً الى ان الفكرة ذات مردودات ايجابية تتمثل في الانفتاح على هذا النوع الجديد من فنون الرسم وللحصول على نواة لرسامين مبدعين في المستقبل.
إلى ذلك قال المدير العام لدائرة الفنون السريانية في وزارة الثقافة والشباب بحكومة إقليم كردستان الدكتور سعدي المالح : ان الفنان أمجد شاكر كان موفقاً في استخدام الأسود والأبيض لرسم البورتريهات للوجوه الشخصية وكذلك اختيار الشخصيات التي كانت مادة للوحاته حيث تجد مجموعة جميلة ومتنوعة من المشاهير وهي لوحات معبرة وتأسر المشاهد.
وأضاف المالح : ان الشيء الجديد في المعرض هو اسلوب الرسم على الرمال حيث سجل الفنان أمجد اسمه كفنان متعدد المواهب و كأول عراقي يختص في هذا النوع الجميل من الفن ، مؤكداً ان الرسم على الرمال يحتاج إلى مهارات خاصة وان أمجد شاكر كان موفقاً فيه.
بدورها أبدت الشاعرة نادية جبار إعجابها الكبير بالعرض الحي للرسم على الرمال الذي قدمه امجد شاكر بمصاحبة الموسيقى ، موضحةً ان المعرض يأتي في وقت مناسب جداً خصوصاً وان الجمهور في العراق لم يسبق له مشاهدة هذا النوع من الفن على ارض الواقع من قبل.
وفي ذات السياق قالت الفنانة آمال ياسين : في السابق كنت اُشاهد هذا النوع من العروض عن طريق التلفاز ولفنانين عالميين واليوم هي المرة الاولى التي التقي بفنان عراقي مختص بهذا الفن وهو امر رائع ويدعو للاعتزاز خصوصاً ونحن نشاهد هذا الكم الهائل من الحضور ومن مختلف الفئات والأعمار .
اما الكاتبة والأديبة رحاب الصائغ فقد أوضحت ان المعرض رائع وأشعرني بالفخر حين اُشاهد اول عراقي يقتحم هذا المجال الذي يُعد حديثاً نسبياً في عموم العالم ، مشيرة الى ان اللوحات التي قام برسمها اظهرت براعه وتركيز ورشاقة كبيرة في حركة الاصابع بالاضافة الى وضوح الفكرة كما ان اختيار الموسيقى المصاحبة للعرض كانت موفقة وهي صفات ضرورية في الرسم على الرمل .
ولم يقتصر الحاضرون على العراقيين والعرب ففي أروقة المعرض التقينا سونغ لي من كوريا الجنوبية وهو طالب يواصل دراسته الأكاديمية في احدى جامعات اربيل وبدا متحمساً جداً للمعرض ويقوم بتوثيق مختلف جوانبه مبيناً انه شاهد في بلاده معارض مماثلة عبر شاشات التلفاز وشبكة الانترنت واليوم ولاول مرة يشاهد هذا النوع من العروض بشكل حـي .
وعن امكانية نقل المعرض الحالي الى مناطق اخرى من العراق اوضحت مسؤولة الوحدة الاعلامية في البيت الثقافي في اربيل ماجدة محسن انهم يرحبون بهذه الخطوة ويمكنهم التنسيق مع الفنان والجهات الراغبة باستضافة المعرض في بقية المحافظات ، مضيفةً ان معرض الرسم على الرمال هو فعالية نوعية كونه الاول في اربيل والعراق وهو خطوة ترمي للارتقاء بذائقة المتلقي الثقافية.
وتتلخص فكرة الرسم على الرمال باستخدام صندوق خشبي ذي واجهة زجاجية ومصباح كهربائي بداخله وحفنة من الرمال النقية يقوم الفنان بتوزيعها ونثرها والمسح من خلالها ليقوم بتشكيل ملامح اللوحة او القصة التي يقوم هذا النوع من الفن بسردها وهي في الغالب قصص تاريخية او ملحمية تصاحبها مقطوعة موسيقية تكون ملائمة لنوع العرض وتطورات احداثه واحيانا ترافقهما تعليقات صوتية قصيرة لشرح بعض اجزاء القصص، فيما تكون عروض الرمل دائماً محددة بفترة زمنية قصيرة من شأنها ان تحافظ على انتباه المشاهدين وحماستهم التي تقل كلما زاد وقت العرض ، وتنحصر فترة العرض بين العشرين والخمس دقائق.
يذكر ان الفنان أمجد شاكر من مواليد مدينة الناصرية 1982 وحاصل على دبلوم وبكالوريوس وعضو نقابة الفنانين جمعية التشكيليين العراقيين وله مشاركات في معارض عـــدة ومنها معرض شانكا في الهند ومعرض مشترك في جمعية الثقافة الكلدانية في حين كانت آخر مشاركاته في مهرجان كلاكسي في اربيل وهو الفنان الثاني الذي يحترف الرسم على الرمال بالوطن العربي بعد السعودية شيماء المطيري.
_____________
*(المدى)