*اسكندر حبش
«امرأة مسرح»، «المرأة المناضلة»، «…التي كسرت كل الحواجز لتحقق حلم المرأة»، «عميدة المسرح اللبناني»، وغيرها من الصفات التي انهالت مساء أمس، على الفنانة نضال الأشقر، خلال حفل التكريم الذي أقامته لها «الجمعية المسيحية للشابات» مساء أمس الجمعة، بمناسبة يوم المرأة العالمي. صفات وإن تعددت لا تختصر هذه السيدة التي عرفت كيف تصوغ حضورا وارفا في الحركة الفنية العربية، لتكون واحدة من أبرز العاملين فيه، إن من خلال الأدوار العديدة والمتألقة التي قدمتها، وإن من خلال تأسيسها لفرقة المسرحيين العرب، وإن من خلال إخراجها لعدد من المسرحيات، وإن أيضا من خلال عملها كمنشطة ثقافية منذ أكثر من عشرين سنة في مسرحها «مسرح المدينة» الذي لعب في فترات عديدة (ولا يزال) دورا بارزا في الحياة الثقافية في لبنان.
هو أكثر من مجرد تكريم، ولنقلّ أكثر من «مجرد احتفال مسرحي»، هو احتفاء بهذه الذاكرة اللبنانية والعربية التي نفقدها مع مرور الأيام، ذاكرة بلد عرف كيف يبني ثقافة، فقدنا الكثير من بريقها مع كل الحروب التي توالت على هذا البلد، من هنا، قد تبدو نضال الأشقر في تكريمها أمس، كأنها تختصر جزءا كبيرا من عمر هذه الحركة المسرحية، من هنا قد يكون وزير الثقافة غابي ليون قد أصاب كثيرا حين اعتبرها في كلمته «سيدة المسرح»، مانحا إياها في ختام الحفل درع وزارة الثقافة تقديرا لها ولجهودها وباسم كل من احبها، وهو درع أتى أشبه «بالمفاجأة» إذ لم يكن مقررا على الأقل في برنامج الحفل الذي وزع على الصحافة قبل البدء بالاحتفال.
كلمات لكل من عائدة عبد الصمد (رئيسة الجمعية) وألين كرم (ممثلة شركة ألفا موبايل، الداعمة للنشاط) وكلمة وزير الثقافة وباتريسيا شرفان (رئيسة لجنة المساندة)، وإن دلت الكلمات على شيء، فهي في استذكارها تاريخ الفنانة اللبنانية التي جعلت من حضورها ومن حضور فنها مسيرة حقيقية في ثقافة لبنان المسرحية، بل أيضا في الثقافة العربية.
وكأن نضال الأشقر لم ترغب أيضا في أن يأتي الحفل جافا وحكرا على الكلمات وحدها، إذ بدأ الحفل برقص معاصر على خلفية غناء صوفي، وهنا أيضا يبدو اهتمام الفنانة، في جمع العوالم والثقافات وهي من الأشياء التي ميزت مسيرتها وثقافتها، كما شهد وصلة غناء لرنين الشعار حيث قدمت أغاني لفيروز وصباح وأم كلثوم.
هو ليس احتفاء مسرحيا ولا مجرد تكريم بل لنقل محاولة لقول إن تاريخا ما كان موجودا في هذا المكان الذي يفقد كل شيء.
__________
* (السفير)