*
تشهد لندن الأسبوع المقبل العرض الأول لفيلم “ثوار على الجسر” للصحفي والمراسل الحربي مدين ديرية. ويعد الفيلم أحد أهم الأعمال التي توثق لأحداث الثورة الليبية والصراع الدائر في سوريا، كما تجري الاستعدادات في ليبيا لعرض الفيلم في كل من طرابلس وبنغازي ودرنة ومصراتة الشهر المقبل.
ويدخل الفيلم إلى عمق الأحداث والخطوط الأمامية للمواجهات ساعيا إلى نقل فظاعات الحرب والمقارنة بين الحربين في سوريا وليبيا، من خلال معايشة الأحداث وتوثيقها من الداخل، وعبر اللقاءات والشهادات من الثوار والمدنيين في مرمى النيران.
كما يتناول الفيلم -وهو من تصوير وإخراج مراسل الجزيرة نت في لندن مدين ديرية- كمّا هائلا من مواقف الأفراد والجماعات المدنية والثورية التي التحمت مع الثورة في أوقات الحرب.
ويستعرض الفيلم الوثائقي ومدته 71 دقيقة كيفية عمل نشطاء الإنترنت في رسم ملامح جديدة ومهمة في تاريخ الثورات والحروب على حد سواء، حيث يستعرض عمل نشطاء إعلام الثورة ونقلهم للأحداث لحظة بلحظة تحت القصف وأثناء العمليات الحربية، إذ تعد هذه الأعمال بمثابة ثورة جديدة لم يعرفها العالم من قبل، ويركز في الوقت نفسه على إظهار دور المراسل الحربي في أشد وأعنف حروب المنطقة التي شاهدتها منذ عقود.
وإذا كان ديرية قد أصيب في ليبيا أثناء تغطيته للأحداث، فقد نعت أسرة الفيلم ببالغ الحزن والأسى وفاة أحد أعضاء أسرة الفيلم المصور بيتر ويب إثر سكتة قلبية مفاجئة قبل أيام.
وقال مخرج ومصور الفيلم إن من المقرر عرض هذا العمل الذي أهدي لبيتر ويب بالقاعات في كل من نيويورك وبودابست وإسطنبول وغيرها. كما تلقت أسرة الفيلم عدة عروض من جامعات دولية لعرض الفيلم على طلبة الصحافة والإعلام.
وأكد ديرية أن الفيلم -الذي سيشارك في مهرجان الجزيرة التاسع للأفلام التسجيلية- يعطي أدلة قوية وجديدة على مشاركة المرتزقة في المعارك بليبيا ضمن كتائب القذافي، ويعطي صورة قوية على ضعف تسليح وتدريب الثوار في ليبيا وسوريا، الأمر الذي تسبب في مقتل الآلاف منهم.
من جانبها قالت المتحدثة باسم الفيلم شنسيا رونلدواز إنه “رغم وفاة ويب والعقبات التي وضعت أمامنا في عرض الفيلم بلندن وإلغاء مواعيد العروض في اللحظات الأخيرة، أصر فريق الفيلم على عدم حذف أي مشاهد من الفيلم بعد شروط تعجيزية من المنظمين وقاعات العرض”.
وأشارت رونلدواز إلى أن فريقا من الصحفيين والمصورين وعدد من طلبة الإعلام عملوا كمتطوعين ضمن فريق لتخطي هذه العقبات وتأمين العرض في موعده المحدد، ويعود ذلك إلى الجهود الحثيثة من قبل تلفزيون الحوار والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا وشعبة لندن للمصورين و”جمعية المصورين في جبهات القتال”، حيث تقرر عرضه في ليبيا.
ويقول محرر الفيلم هنري هارتلي إنه قدم للعمل مع ديرية في هذا الفيلم معتمدا على خبرته كمراسل حربي، مشيرا إلى قدرته على جمع تفاصيل خفية بعين فاحصة، وقد كان تعاطفه تجاه مواضيع مؤثرة من خلال عدسته سببا في جعل الكثير من أجزاء الفيلم مفهومة من غير نص عبر صورة عاطفية للحرب معززة بالصدق وتلقائية العمل.
_______
(الجزيرة)