الفجيرة للثقافة الإعلام تقيم الندوة المصاحبة “لملتقى الفجيرة الثالث للربابة”



( ثقافات )

 

 

 ضمن فعاليات ملتقى الفجيرة للربابة في يومه الثاني والذي تنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام أقيمت صباح اليوم الثلاثاء 19 فبراير الجاري ندوتان متخصصتان وذلك في فندق الكونكورد بحضور محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة والأمين العام للهيئة الدولية للمسرح، حيث قدم خمس من الباحثين من مختلف الدول أوراق عمل تضمنت مجموعة قيمة من الأبحاث التي تمحورت حول آلة الربابة وأصلها ونشأتها وصناعتها.
وقدم الندوة الأستاذ سامي الباسلي منسق المهرجان وقال في مقدمتها “انطلقت فكرة الملتقى من “هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام” والتي أكدت للمهتمين بالشؤون الثقافية بالدولة وخارجها تناولها للأفكار الجديدة بعيدا عن التقليدية” وأضاف “إن الملتقى أقيم خصيصا للربابة ومن أجل الربابة وكل ما يتعلق بها”.
ومن جهته قال الأفخم في كلمة الافتتاح “لقد شهدنا الانطلاقة الجميلة للملتقى، وأطربنا بالحفل الموسيقي الذي أقيم بالأمس، وجاءت ندوة اليوم كجزء من اهتمامنا بالربابة، فأوراق العمل التي ستقدم خطوة لتطوير الربابة، ولا يهمنا إن كانت الربابة عربية أو أفريقية أو آسيوية بقدر ما يهمنا استمرارها والبحث حولها فالهدف أن نطرح الأسئلة أكثر من البحث عن إجابات جاهزة”.

وابتدأت الندوة الأولى بمداخلة د. الا بايروموفا مديرة المتحف الموسيقي والثقافي الحكومي لجمهورية أذربيجان بعنوان (إحياء الربابة في أذربيجان) قالت فيها “تعتبر الربابة أكثر الآلات الموسيقية غموضا ولا يقتصر ذلك لكونها تشترك مع العديد من الآلات الموسيقية المختلفة (الوترية والمقوسة) في نفس المسمى، ولكن السبب يعود أيضا لعدم وضوحها في الآداب والرسوم التشكيلية القديمة كغيرها من الآلات الموسيقية”.
وتضيف “انتشرت آلة الربابة في أذربيجان في العصور الوسطى ثم اختفت وأصبحت في طي النسيان حتى العام 1975 عندما ظهر أحد أساتذة الموسيقى المولعين بفكرة إحياء الآلات التي تعود إلى العصور القديمة، ويحتفظ المتحف الحكومي للثقافة الموسيقية بأذربيجان بكم هائل من الآلات التي تم اقتناؤها”.
وعن مهرجان الفجيرة للربابة قالت الا بايروموفا في حديث خاص للفجيرة نيوز “ساهم الملتقى في جذب الانتباه لآلة الربابة، حيث إننا في أذربيجان نواجه ذات المشكلة التي تتعلق بجمع المعلومات التي توصلنا إلى أصل ونشأة هذه الآلة، وفي الحقيقة إن الملتقى والمنتدى المصاحب جمع باحثين من مختلف المدارس لمناقشة القضايا المتعلقة بالربابة، إلى جانب تنبيه العلماء والباحثين للقضية”.
أما الإعلامي والباحث حسام عبدالهادي رئيس المنظمة العربية للتراث الشعبي بمصر فقد أشار في كلمته (الربابة بين البهجة والشجن) الى أنه “يبدو أن الآلات الموسيقية وجدت لتعبر عن الحزن أكثر من الفرح، والربابة هي سيدة الآلات الموسيقية الحزينة، وهي تعبر عن مشاعر الإنسان، ورغم قدم ظهورها إلا أنها لا تزال تحافظ على مكانتها”.
وقدم عبدالهادي نماذج شعرية لأدباء مصريين استعانوا بالربابة واشترطوا اقترانها بأغنياتهم مثل الشاعر المصري المعروف عبدالرحمن الأبنودي الذي اشتهرت الكثير من كلماته من خلال تترات بعض المسلسلات المصرية التي عانقت فيها كلمتاه الربابة. كما صاحب الباحث الفنان وعازف الربابة المعروف في مصر شاكر إسماعيل، حيث قدم باقة من معزوفاته ومجموعة من الأغنيات المصرية، حيث أتحف بها الحضور.
وأشار فهد كريم الباحث في مجال التراث بالأردن إلى “أن الربابة أو الرباب ارتبطت بالإنسان العربي منذ صدر الإسلام تقريبا، وتكرس وجودها إبان الفتوحات الإسلامية بشكل واضح، وقد أقبل عليها عاشقوا الطرب رغم محدودية امكاناتها اللحنية مقارنة مع آلة العود، فانتشرت الربابة في بلاط السلاطين والخلفاء والحكام، وقد ارتبط العزف على الربابة ارتباطا وثيقا بإثارة مشاعر الحزن لدى المستمع، وهكذا أصبح شعراء الربابة هم الرواة الحقيقيون لكثير من الأحداث الاجتماعية والسياسية آنذاك”.
وأشاد كريم بملتقى الفجيرة للربابة وقال في اقتراح صرح به للفجيرة نيوز “بما أن دولة الإمارات تلعب دورا مميزا ومهما في نشر الثقافة والآداب والفنون من خلال المتلتقيات والمهرجانات والمعاهد ومختلف الأنشطة، أقترح تأسيس معهد بالدولة يعنى بتعليم الربابة، وتحديدا في أكاديمية الشعر بإمارة أبوظبي بهدف نشر ثقافة الربابة والحفاظ عليها وتوريثها للأجيال والاستمتاع بها”.
من جهته شكر الباحث الأستاذ بلقاسم المترب من تونس خلال الجلسة الثانية ” هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام على تنظيم هذا الملتقى الذي تتولد عنه الكثير من الأفكار، وفي الحقيقة فإن الربابة وبكل أسف أصبحت تندثر في معظم الأقطار العربية، وعلى الرغم من ذلك فقد برهنت الربابة التي تم تطويرها على جودتها، ولهذا فإني أقول بأن الانقاذ الحقيقي للربابة جاء من خلال ملتقى الفجيرة للربابة، حيث أنه بمثابة ملتقى الأمل لها”.
وعرض المترب مراحل تطور الربابة في تونس من خلال تقديم عدة نماذج وأمثلة.

واختتمت الندوة بكلمة الأستاذ أنور أبودراغ الباحث من العراق والتي جاءت كلمته تحت عنوان (الجوزة العراقية والمقامات) قال فيها “بدأ العزف على الآلات الموسيقية بالأصابع ثم المضرب ثم القوس، وقد اختلف الباحثون في موطن القوس الأصلي حيث رجح البعض أن الشرق موطنه الأصلي ورأى البعض الآخر أنه نشأ بأوروبا بينما ارتأى فريق آخر أن موطنه الأصلي هو الهند”.
وعرض أبودراغ للآلات الموسيقية الأكثر استخداما بالعراق وتحدث عن تاريخها وسماتها، وقدم مقطوعات موسيقية بعزفه وصوته وقد نالت استحسان وإعجاب الحضور.
وينتظر المدعوون والضيوف والجمهور مساء اليوم الحفل الساهر الذي سيقام ضمن الملتقى في الثامنة مساء بقلعة الفجيرة، ويتضمن الحفل باقة مميزة من المعزوفات يقدمها كل من، الفنان سعد عبدالله العطوي من السعودية، والفنان فرج سحنان متروك من فلسطين، والفنان شاكر اسماعيل من مصر، وفرقة حوران للربابة من الأردن وسوريا بقيادة الفنان بيان فارس.

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *