فَاطْمَهْ


عبدالله حبيب


(مقاطع مختارة من نص طويل قد يتطور كي يكون مجموعة مستقلة بذات العنوان أعلاه)
-1-
أبكيها
كمن يتذكر العشب
ويسقيه.

-2-
القِطارات في خِدرها
السنوات في قميصها.

-3-
أكبرُ من التأوّه
أصغر من الرئة.

-4-
لم تكن تريدني كثيراً
لكنني كنت أريدها كثيراً
والآن عليَّ أن أكتفي بالقليل من أكثر الأشياء.

–5–
لم تقبّلني إلا مرة واحدة
ومضيت إلى الآخرة بلا شفتين.

-6-
في إحدى الليالي كنا على الشاطىء
وفي كل الليالي غاب القمر.

–7–
انتظرتها كأنها أمي
وهي نزّهتني عن محبة الأشقاء.

-8-
في السيارة الزرقاء الصغيرة
وضعت رأسها على كتفي
والليل يعود.

–9–

في أعضائها يكمن السديم.
-10-

في الطريق
كنت أخشى علينا من الخطوة.

-1-
قالت: أنت ذَكَري، وأنا أُنثاك
ثم اختفى الكلام عن الكلام.

-12-
بين وركيها
تغيب الزهور في البذور.

–13–
صارت تسافر إلى العديد من البلدان
وأنا أتذكرها تحت الأرض.

-14-
كلما رأيتها
اندلق اللون الأبيض على غطاء أجمل شجرة في العالم.

–15–
حين يختبىء الظل فيها.

-16-
لو أحببتها بما يكفي
لما كان هناك حب.

-17-
أسافر إليها
ولا أعود إليها.

–18–
لم تكن تطمع كثيراً:
أريد أن تكون كتبنا قرب بعضها البعض على رفوف المكتبة
أريد أن تكون ثيابنا قرب بعضها البعض في خزانة الملابس


الآن صارت الضلوع قرب بعضها البعض
وصار الفقد ممكناً.

-19-
في ابتسامتها
تفسَّخ الكَرز.
-20-
كانت فراشة
ولم أبحث عن جناحين.

-21-
حبيبي: إرجد عندي شويّه
حبيبي: أنا نِسيت الليل كِلّه**.

–22–
ستنام مع غيري قريباً
وكَفُّها في حضني.

-23-
تتكىء إلى الرمل
وعكّازي الريح.

–2-
أصابعها
لم اتأمل أصابع أي أحد قبل ذلك
لكن حول البنصر خاتم مربّع
ثم غابت الأيادي.

-25-
أخافنا القرب كثيراً
فاعتمدْنا شرشفاً طويلاً.

–26–
يصير كل شيء موجوداً
حين يتردد السرير.

–2-
أتذكرها
في كل يوم لا يهطل فيه المطر.

-28-
نحو ثلاث سنوات أكبر من الحب بكثير.

-29-
يكتفي الحب بالذهاب
ويختار الذهاب الحب
وهي شاءت الإثنين.

-30-
في إبطها حديقة
لكنها نامت الآن
وغفت الأغراس.

-31-
اخترتها
فاكتشفتُ انني سواي.

-32-
أتلمسها بصيراً يبحث عن عتمة.


كلما تذكرتها
طرق بابي شخص ميت.

–34–
لديها ما لدى كل النساء
وما من امرأة أخرى لديها ما لديها.

–35–
لا يتطلب الأمر أكثر من غرفة صغيرة
فيها جهاز تكييف يعمل جيداً
وبطانية مزدوجة ثقيلة
كي يحدث كل هذا الغياب.

–36–
أضع يدي على رأسها
كي أمسّد الماضي
وهي تذهب إلى الجمجمة.

–37–
أرهقَنا العمر في الانتظار
والآن لم يعد الانتظار قادراً على الإنتظار.

–38–
لم يكن البحر إلا احتمالاً
لكننا تدثرنا بالمياه.

–39–
لا أحبها
إلا حين ينبض قلبي
وتفزع الروح.

–40–

في آخر كل ليلة
يبحث النجّار عن نثارات الخشب
وأنا يهطل علي صوتها.

–41–
جميلة هي
مثل هواء قديم.

–42–
أنتظرها
كمن يخاف الابتسامة.

–43–
أقول لها: لا تذهبي
تقول لي: لا تذهب
وتخلَّق الطريق.

–44–
أحبها
أحبها
أحبها
فأنا الخوف.

–45–
أريدها
مثل يتيم
وتريدني كأنني أمٌّ عاقر.

–46–
عندما وصلنا إلى المقبرة
غابت الحمامة.

–47–
تقول لي: أحبك
أقول لها: أحبك
والشاطىء يبحث عن ثمرته.

–48–
لثغة على الحِنّاء.

–49–

تشتكي مني
وأشتكي منها
وكانت النخلة.

–50–
لم ينفعني تسويف الدهر
وهي أسعفتها الدهور.

–51–
تقول لي: هذا الصباح يشبه أغاني فيروز
ثم تنساني في القهوة.

–52–
أحببتها مرة
أحبتني مرتين
أحببتها ثلاثاً
أحبتني أربعاً

….
ثم تثكلت الأرقام.

–53–
زنبقة في الغياهب
غَيْهَبٌ في الأبجدية.

–54–
ذات ليلة غابت الليالي
وأشرق الليل.

–55–
ثمة علينا في البحر موجة أسرفت عليها كل الأمواج.

–56–
ترتدي فستان سهرة ذات سهرة
ثم ينسجها الوقت في كل الوقت.

–57–
أمسكتني في السِّر
وتَلَت عليّ السِّر
وفضحتني في السِّر
ثم نسينا السر.

–58–
تسألني سؤال من يأكل تفاحة
تتذكرها الأرض
ولا أريد أن أكون في الجنّة.

–59–
في غيابها
تزدهر الشهور
وتشيخ السنوات.
–60–

بقي الكأس فارغاً
لأننا لمسناه
وكان الأذى مجرد مزاح.

–61–
كل خطوة عريشُها
وفي كل وقفة ينعس التراب.

*يُقرأ العنوان/الاسم بالدارجة العُمانيَّة (حسب التشكيل الوارد) وليس بالفصحى.
**يُقرأ هذا المقطع بالدارجة العُمانيّة وليس بالفصحى.

( القدس العربي )

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *