فن إعداد المسرح..ماثيو سمَكَر .. صانع العوالم الصغيرة


* ترجمة : عادل صادق


إن عمل مصمم إعداد المسرح، يقول بوند هيوبرمان كاتب المقال، يتعلق بمحاولة التغلب على سلسلة من التناقضات : أولاً تحويل غرفة مألوفة إلى عالم جديد تماماً، من دون العصف بالميزانية كلها. ثانياً، تسوية متعلقات الفكرة مع التحديدات المادية. و أخيراً، خلق شيءٍ يدهش الحاضرين و يبدو متناسباً ضمن سياق المسرحية. و لا عجب هنا في أن تستأجر المسارح المحلية مصمم الإعداد ماثيو سمَكَر في غالب الأحيان؛ فهو يجعل ذلك كله يبدو أمراً سهلاً. 
و يمكن القول إن سمَكَر هو من نوع الفنان الذي لا يتعالى على أحد ليريه كم هو جيد. فقد درس المسرح و الفنون البصرية في كلية غوشين قبل أن يستقر في سياتل، و باشر عمله في التصميم و صار مطلوباً لدرجةٍ عالية من المسارح المحلية هناك. كما راح يدرّس التصميم المسرحي في كلية كورنيش للفنون.
و بتصميمه ستة إلى ثمانية عروض في أية سنة معينة، يكون سمَكَر مسحوباً خلال ذلك في اتجاهات إبداعية مختلفة كثيرة في وقتٍ واحد. ففي عام 2011، صنع لوحة يستحوذ فيها على خيال كل صغيرٍ في ( هارولد ) و ( القلم الأرجواني ) في مسرح الأطفال بسياتل، و قام بتحديث المنظر الطبيعي لمسرح آخر. و تطلَّب إنتاج هذا الموسم أن يقوم بتصميم فيلم العطلة المحوّل موسيقياً ( الجني الصغير ) و الملحمة الهندية القديمة ( رامايانا ) بصورة متزامنة.
و كي يحافظ على ذلك كله سليماً، تجده يبدأ بعملية ثابتة لكن مرنة. و يمضي في طريقه من قراءة النص إلى إنشاء إعداد المسرح بسلسلة من التخطيطات الموجزة الخام المنظمة على غرار اللوح القصصي للفيلم السينمائي. فما إن يفهم التدفق المادي physical للقصة، حتى يبدأ بإنشاء نموذج تخطيط، مع قطيعات آثاث، و مشهد و خلفيات، يقوم بتحريكها هنا و هناك إلى أن يرى كيف يكون الوضع الذي تتناسب فيه القطع المحيرة بعضها مع البعض الآخر.
و مع أن النص يقدم متطلباتٍ معينة لا يستطيع مصمم الإعداد أن يتجاهلها ( إذا كانت السيدة الرئيسة تعيش في شجرة، فإنه لا يمكنه أن يقيمها في غواصة )، يحاول سمَكَر أن يبقى مفتوح الذهن قدر الإمكان بينما يقوم بالبحث البصري المبكر. و هو يقول ” إن العملية الفنية هنا تشبه قيامك بترك نفسك تضيع في مدينة جديدة. و الصنعة هنا هي معرفة ما أنت مقدِم على فعله قبل البدء بذلك. و هذا ليس بالضرورة أمراً ممتعاً بالنسبة لي “.
و غالباً ما يكوّن سمَكَر تصميماً كاملاً بعد العثور على موضوعة أو عبارة مثيرة بوجهٍ خاص. كما حصل حين راح العالم الغريب في ( الجني الصغير ) يتنامى، على سبيل المثال، من شيءٍ ما صغير : كرة من الثلج، كان سمَكَر قد لاحظ تكرر ظهورها في النص.
عن /Seattle 

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *