صدرت مؤخراً في عمان عن مطبعة جراسيا المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر إيهاب الشلبي وحملت عنوان “أحزَنُ الماءِ نهْراً”. ويأتي صدور هذه المجموعة وهي الثالثة للكبار بعد نحو عشر سنوات من صدور مجموعته الشعرية “قبل حين من الورد” التي نشرتها وزارة الثقافة ضمن سلسلة إبداعات، حيث كان الشاعر الشلبي قد أصدر خلال المدة المذكورة خمس مجموعات للأطفال والفتيان.
وقدَّم للمجموعة الجديدة الناقد د. زياد الزعبي، أستاذ النقد الأدبي الحديث في جامعة اليرموك، مشيراً إلى أن ” هذا الديوان يعدُّ نموذجا لكتابة تُحدِّدُ طريقاً يأخذُها دائما إلى هدفِها : الوطن الذي لا بدَّ أن يستعاد وتستعاد معه الحياة بكل مكوِّناتها وصوَرِها الجميلة التي تسكن أرواح أهله وأجسادهم” مضيفاً أن “قصائد هذا الديوان مكتوبةٌ بحسٍّ إنسانيّ لطيف، تُسعِفُهُ رؤيا متبصِّرة، ولغةٌ تنبع من موضوعها، ومقدرةٌ فنيَّةٌ تمنحها صوتَها وملامحَها الخاصة بها” وبرأي د. الزعبي: ” في هذا الديوان يجد القارئُ لغةً شعريَّةً مُشَكَّلَةً من رؤى وصوَر مفاجئةٍ تمنحهُ مداخلَ للتأمُّل الممتع ، واكتشاف معنى اللغة التي تُفارقُ أُلفتها، لتُقدِّمَ كوناً جديداً من الرؤى والصور والأفكار” . تجيء المجموعة في 174 صفحة من القطع المتوسط وتضمّ اثنتي عشرة قصيدة مشتملة على ثماني لوحات فنية قدَّمتها الفنانة التشكيلية الفلسطينية المقيمة في الولايات المتحدة نانسي الحبشي. ومن أجواء الديوان نقرأ في خاتمة القصيدة الملحميَّة” أيَّارُ يوقظني”:
الساعةُ الستُّون
يا أَيَّار
أنا لم أَنَمْ
منذُ السُّؤَالِ عن الأَلَمْ
منذُ السُّؤَالِ عن الحياةِ أَمامَ لَيْلِ الموتِ
منذ حقيقتي منذ العَدَمْ
سأكونُ يا أَيَّارُ
صَدِّقْنِي
كما تَتَوَضَّحُ الأشجارُ في بُستانِها
وكما يضيءُ القمحُ من فجرِ القُرى
وكما يُغَرِّدُ للنَّدَى الحَسُّون
سأكونُ يا أَيَّارُ في وطني
وأُقسِمُ أنَّني سأَكونْ
ويذكر أن للشاعر الشلبي العديد من الإصدارات السابقة ضمَّت: إيلا تُعِدُّ لنا المائدة عام 2000، دارةُ القمر(للأطفال) 2001قبل حين من الورد 2002، أُغنِّي مع كَرَم( للفتيان) 2006، سيما الحلوة (مختارات للأطفال)، ( سارة وأرجوحة الفرح للأطفال) ، أناشيد أسمى (للأطفال) ، فضلاً عن عدد من الدراسات والتقارير من منشورات مركز الأردن الجديد ضمن سلسلة المجتمع المدني والحياة السياسية الأردنية، ويشار إلى أن الشاعر إيهاب الشلبي يخوض الآن غمار المنافسة على لقب شاعر الأردن 2012 في المسابقة التي تنظمها وزارة الثقافة بالتعاون مع التلفزيون الأردني وتنتجها مؤسسة فجرنا للإنتاج الفني، وهو يحلّ في مقدمة المتنافسين على اللقب.