شفيق الدويك *
نام والدك قبل ساعة من الآن، و هذه هي أكثر اللحظات نعمة بالنسبة اليّ، لأن والدك لا يفسح الطريق لمزيد من البكاء و النحيب و العويل و الأحزان، وقد فقد الإهتمام بالزمن ( ليس مثلي ومثلك).
إنسحبت خلسة من فراشي لأتجه نحو غرفتك القريبة البعيدة، و قد مشيت على أطراف أصابعي، و أنا أشعر بأنني أطير بتهور فوق جرف.
جئت لأكون حيث تكون ، يا من تصب النور و القوة في النفس المظلمة المتعبة !
أشعر لتوي، بسبب زخات المطر و رائحته في الخارج ، أن في داخلي رغبة جامحة لأن أكتب اليك أكثر من أي ليلة قد مضت ، و ليس بمقدوري مواجهة محرك رغبتي و كبحه لأن الرغبة في الكتابة اليك تأتيني قبل النوم و أنت تعلم مقدار وهني و سرعة إستسلامي و إشتياقي للأشياء التي تركتها على ما هي عليه قبل دخولك المستشفى.
لن ألوذ بالفرار من غرفتك هذه الليلة. يا إلهي ما أروع رائحة عطرك على قميصك و يدي كرسيك الأنيق !
صورة تخرجك من الجامعة تجلس الآن على رُكبتي، و قد سندت رأسي، و يدي اليمنى التي كنت تُقبلها تكتب لوحدها !
طالما أنك ما زلت تشتاق الي … أنظر الي ، فقد أتيتك بنفس مشاعر يوم أمس.
كان لدي الكثير من الناس اليوم رغم إضطراب الجو، و سمعت درسا دينيا أدخل كمية إضافية من الصبر و السكينة في وجداني. هل سمعت دعوات الجميع اليك بالرحمة و المغفرة و أن يرزقك الله الجنة ؟
أخبروني قبل شهرين بأنك قد مــــتّ. أنا لم أصدقهم !!!. كيف أصدقهم و أنا في غرفتك ؟ !. أنت تأخرت قليلا عند زميلك بالدراسة و ستعود، و سأصنع المبرر لوالدك عندما يسأل عنك و عن أسباب تأخرك !
إقتربنا من عيد ميلادك الثالث و العشرين كثيرا. إنتظر هديتي يا حبيبي, سأضعها في نفس المكان لتتفاجأ بها عندما تصحو !
عليّ أن أتركك الآن فقد حان وقت صلاة الفجر.
الى اللقاء