( ثقافات )
يسرد الفنان التشكيلي العراقي النرويجي يحيى الشيخ في كتابه الجديد الصادر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (2013) مسيرته الفنية ولعله ابلغ من يصف فحوى هذا الكتاب الممتع حينما يقول:
لا أتوقع من ذاكرتي ما هو خارق , ولا اكتشافات ما وراء العمر تغيّر موقفي . أنا أعرفها , كما أعرف أن الفشل نصيبي . لكنه فشلي أنا , رمادي , ولن أمسحه عن جبيني . إنه مادتي الخام التي أقف بصددها . مشروعي الذي استهلكته في استيعاب الآخرين وفهم العالم . حطبي الذي دفأني ودفأهم , ربما أحرقهم بلا ذنب . الآن ! حان وقتهم لاستعادة وجودهم في حياتي . أقصد ما تبقى من حياتي عليهم أن ينهضوا في دمي كما أتوقعهم أرواح مهيبة تتكلم. من أجلهم ومن أجل نفسي ؛ سأتحلى بصبر باحثي الآثار وجلدهم , وهم يمسحون التراب عن قطعة عظم بائد بفرشاة صغيرة . في هذا المنحى يبدو لي أن عليّ إنتاج ذات من طراز آخر . ذات متسامية تعاين ذاتها القديمة بعدالة , وترمم ذاكرة بترت أطرافها ونجت بما تبقى . ذات لا تاريخية .
يقع الكتاب في 150 صفحة من القطع المتوسط