*محمد شاكر
( ثقافات )
الإهداء:
إلى شمْس هَدتـْني لِشَرْق ِ أحْوَالي.
لا أريدُ سِوى الشَّمس
كيْ أ ُشْفَى مِن هَشاشة أحْلامي
عَالية…..أراها ….
وإذا أمْسكتُ بحبْل الضَّوء ِ
يُوهِمني ضَعفي ..أنِّي
أرْقى دَرجاتِ الوُضوحِ إليها
بشعاع من يقينْ.
تِلك رَغبتي
ِمن طفولة
لا تنفكُّ عن شواطِئ العُمر
أصَوِّبُ شوْقي
في اتـِّجاهِ ما طفـَا مِنـِّي
خفيفـــًا
لا أدْركُه إلاَّ في السِّر ِ
لعَليِّ أ ُصيبُ َمراتعَ السِّحرِ .
ا
لا أريد سِوى الشمس
لِأرى صِلتي بي
حِين يُدحْرجني جَبـَلٌ
إلى أسْفــلِ انْتبــاه ٍ
أوْ توخِزُني سَعفـة ْ
بـِشوْك المَعرفة ْ.
أ
لا أريدُ سِوى الشمس
كيْ أطمئِنَّ على ذَهَبي
في سُكونِ العاصفـِة
كي ْأ ُدمِنُ الإشْراقَ
في النَّهارات الغائِمة
أمْسحُ سُحـْبي
بـِخيْط هِـداية
عنْ زُرقة في الأعْماق
تُبشـِّر قـَلبي
بانْـدِحار الأهْواء.
ر
لا أريدُ سِوى الشَّمس
لتأنْسَ الصَّحْراء ُ
بـِحَريـر رَمْلي
وتحْضُنني شَفيفــًا
مُعَبـَّأ بالضِّياءْ
في سَفر فـَسيح ٍ
رُخاءً
تَجْري بهِ الرِّياحْ .
ي
لا أريدُ سِوى الشَّمس
بِكـَبـِدِ السماء ِ، البَريئة
من دم الغيم ِ
وإمْعان ِ ضَوْء ٍ
في الجـِهة القـُصْوى
من غَرْبِ الرُّوح ِ…
ثمة، لا يزال ُ….فاتـِرَ النبـْض ِ
كلامُ الوَمْضِ
ثمة…
لاينفكُّ عَنِّي غَمْضي
في ظهيرة صيف حالم ٍ
آه .. لوتسعفني بلاغة الصمت ِ
أو يْرسم الشُّعاعُ
بَسمة َ الوقــتِ .
د
لاأريدُ سِوى الشمس
في َثـلـْج الفصل الأخير من العمر ِ
كي أتحرَّر مِن عِقالي
أسيلُ أنهارَ عـُنفـوان
صَوْب بساتين الزَّهـر
وأكون… مَشيتُ
في رحلة البلـل ِ
مُنتعِشا بالماءْ .
س
لا أريد سوى الشمس
كيْ أ ُمرِّنَ أحْلامي
على دَرَكِ المُقبل ِ.
وَهْي الآن معي
في ضَاحية الحُبِّ
لا يَحجُبها عنِّي غيمُ الجهل ِ…
دانية القـِطاف ِ
لَـَّواحة ْ
ُتـسِّر إلى سَعف ِ الواحَة ْ
بِـوَميض ٍ
يُرْعِشُ أفراحَه ْ
يُدْني طيْرا بـِشقشقة ٍ
وهَبَّة ِ ريح ٍ
بعطر الأصْباح ِ فوَّاحة ْ .
أراني وظِلي
في حِراك النَّهار ِ
بانْسجام ِ خطو ٍ
ورغبة في الأمَام ِ
لا نَزيغُ عَن جادَّة الأحْلام ِ
لا يَشرُد عَنِّي حُضوري
أو يَسحبُ شَكْـلي
إلى غِـيابٍ َطويل ِ.
و
لا أريدُ سوى الشمس
كما تكوَّرتْ في ُطفولتي البَعيدة ْ
ذاتَ حُرِّيةٍ …
إلى مَراتِع اللهْوِ
مُنفلِتا مِن قبْضة ِ الغيْم ِ
أنطُّ خَلف دَمي…
وأسْتبقيها
خارجَ مَدار الوقت ِ…
تِلك شمْسي التي أسْـتثني
مِن كلِّ ما تعاقبَ مِن
خُسوف العُمرِ
تزَّاورُ عَـنِّي
كيْ لا أرمِّمَ يوْمي
خارجَ أستار ليْل ٍِ
يَتربَّصُ بالرُّوح ِ
حين أَلقاني في المَدى وحدي .
ى
لا أريد سوى الشمس
تاج بَصيرتي
كيْ أسْتوي على عَرش الأرض ِ
بكلِّ بَساطتي
وأشربَ نَخب النَّهار
سِحْر الجـِهات.
ا
لا أريدُ سوى الشمس
آصِرتي اليومية ْ
مْوصُولـَة
بدفء الأحْـقاب ِ
أ ُبادِلها أشعاري، عَـبر شريط ذهَبيٍّ
أراوحُ بين رائِحة ٍ
وضَوْء ٍ
يُخبِّئ لي أسْرارَ الغياب ِ:
طـُـفولة ٌ
على َطرَف الخَطِّ
مُبهمة الخِطاب ِ
هَـمْهمة ٌ
برجْع ِ أصوات ٍ
تنداحُ في عرْض الضَّباب ِ
وأنا مَشدودٌ إليَّ
بحَبْل ذَهَبيٍّ
مُنـْساب ِ.
ل
لا أريد سوى الشمس
هُنا….
في مُعتركِ اللحْظة الغائِمة ْ
دَليلا
إلى رُكن قـَصيٍّ في الأعْماق ِ
يَبسُط لي
مَعْبرا إلى فاتِحة الأشواقْ
لأرفعَ نهاري الغَريق
عاليَّا…
في وجْه الأنـــواءْ
نهاريَ الذي أوْحَشني
في سَديم المَساءْ .
ش
لا أريدُ سِوى الشمس
تمحو خوْفي الذي…
يَنصُب لي
كَـمينَ الفزَّاعات ِ
على طريق الحُلم الجَميل
أمشي واضِحا
لا يتلعثم خَطوي
أو يَضلُّ عنِّي ظِلي
أكونُ نَبَض هذا اليوم
مُترعًا بالحُبِّ
لا أغيبُ عن حَشاشة الضَّوء ِ
وهِداية الوَجيب.
م
لا أريد سوى الشمس
أمْشي بأسْبابي
إلى مَشرقِها
أرى انْدحارَ الليل
على مشارفِ ضوْء مُبين ِ
أشهدُ الغيمَ..
ينزاحُ عن زرقة الأمْن المَكين ِ
ولا غروبَ للشمس
في صَحوة الرُّوح
وصهْوةِ الحَنين ِ…
أ ُشارفُ مَغربَها
حيث لا تغيبُ
وأمكثُ قابَ ضوْء أو أدْنى
مِن صَحْوها العَجيب ِ
بما مَكـَّنَـني قلبي
مِن إشراقة الوَجيب ِ
لا الشمسُ يَنبغي لها
أنْ تَـبْرحَ دَرْبي
أو تـُرْبـِكَ لهْو الطفل ِ
في إجازة العُمر البعيد ِ
لا الشمسُ يَنبغي لها
أنْ تَسْحبَ بَهْجة الإشْعاع ِ
عنْ شُرَفِ الذَّاكرة ْ
في يوْم عيد ِ.
س
لاأريد سوى الشمس
حين تدْلهمُّ سماءُ القلب ِ
ويَكفُّ عن وَجيـبـِه ِ
صَفاءُ الرُّوح ِ
لا لونَ لي
في يوْميَّ الشاحب ِ
كيْ تـَرسُمني
يدُ الصَّباح ِ
في ِرواق الظـِّل ِ…هناكَ أمْشي
بمُحاذاتي سَوِيًّا ، لا أزيغُ عَنِّي
نِصْفيَّ الآدَمِيّ
يُجَلِّـيهِ ضوْءُ النَّهارِ
ونِصْفيّ العَدَمِيّ
سادِرٌ في الأسْرارِ.
* شاعر من المغرب