إعلان القائمةالقصيرة لجائزة البوكر العربية



 أُعلن مساء الأربعاء عن أسماء الروائيين الستة الذين أُدرجوا على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2013، وهم: سنان أنطون، جنى فواز الحسن، سعود السنعوسي، محمد حسن علوان، إبراهيم عيسى، حسين الواد.

وتم الكشف عن أسماء الكتّاب الستة في مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة التونسية في حضور هيئة التحكيم التي ترأسها الكاتب والأكاديمي المصري، جلال أمين، والتي بقيت عضويتها طيّ الكتمان حتى ذلك الوقت.

تكشف القائمة القصيرة لهذا العام عن عدد من الاهتمامات الروائية المتنوعة التي تُعد في صلب الواقع العربي اليوم، منها التطرف الديني وغياب التسامح ورفض الآخر، انفصال الفكر عن السلوك عند الإنسان العربي المعاصر، احباط المرأة وعجزها عن اختراق الجدار الاجتماعي الذي يحاصرها، تعرية الواقع الفاسد والنفاق على المستويات الاجتماعية والدينية والسياسية والجنسية.

وقد جرى أيضا الإعلان عن أسماء هيئة التحكيم خلال المؤتمر الصحفي ذاته، والذي عُقد في رحاب المسرح البلدي التونسي العريق بتونس العاصمة.

تشكلت هيئة التحكيم من كل من: جلال أمين، الكاتب والأكاديمي المصري، رئيسا، صبحي البستاني، الناقد والأكاديمي اللبناني، علي فرزات، رئيس اتحاد رسامي الكاريكاتير العرب ورئيس تحرير الجريدة السورية اليومية المستقلة “الدومري” وصاحبها، بربارا ميخالك-بيكولسكا، الأكاديمية والباحثة البولندية، أستاذة الأدب العربي في كلية الآداب بجامعة ياغيلونسكي في كراكوف، وزاهية إسماعيل الصالحي، الأستاذة في جامعة مانشستر والمختصة بالأدب العربي ودراسات النوع.

ويُشار إلى أن الروايات الست التي صعدت إلى القائمة القصيرة تم اختيارها من القائمة الطويلة للست عشرة رواية والتي كان أُعلن عنها في ديسمبر/كانون الأول 2012. وننوّه أيضا أن الروايات المختارة قد رَشَحَتْ من بين 133 رواية أتت من 15 بلدا، وجميعها تم نشره في الاثني عشر شهرا الماضية. وفيما يلي قائمة بالروايات المختارة للقائمة القصيرة، مرتبة ألفبائيا طبقا لاسم الكاتب /الكاتبة:

• يا مريم للكاتب العراقي سنان أنطون عن منشورات الجمل.

• أنا٬ هي والأخريات للكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن عن الدار العربية للعلوم ناشرون.

• ساق البامبو للكاتب الكويتي سعود السنعوسي عن الدار العربية للعلوم ناشرون.

• القندس للكاتب السعودي محمد حسن علوان عن دار الساقي.

• مولانا للكاتب المصري ابراهيم عيسى عن مؤسسة بلومسبري- قطر للنشر.

• سعادته السيد الوزير للكاتب التونسي حسين الواد عن دار الجنوب.

وقال جلال أمين، رئيس لجنة التحكيم: “يشعر أعضاء اللجنة بالرضا البالغ إذ استطاعوا أن يختاروا قائمة ممتازة من الأعمال الروائية العربية الجديدة، تعبر عن تألق موهبة الروائيين والروائيات العرب وتكشف مواهب جديدة في مختلف أنحاء الوطن العربي. وتشعر اللجنة بالارتياح لكون الإبداع المتميز لم يكن حكرا على بلد دون آخر، أو جيل دون آخر.”

بينما قال جوناثان تايلور، رئيس مجلس أمناء الجائزة: “يسعدني أن أرحب بستة روائيين جدد ينضمون إلى رعيل الجائزة من الكُتّاب في دورتها السادسة. لقد قامت لجنة التحكيم باختيار هذه الكتب على أساس من تميزها المتفرّد، وإنه لمن دواعي الغبطة أن تضطلع الجائزة بتقديمها إلي الجمهور العالمي من قرّاء الرواية.” 

يذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية تُخصص للنثر الروائي المكتوب باللغة العربية، حيث ينال كل من الروائيين الذين يصلون إلى القائمة القصيرة من ست روايات عشرة آلاف دولار أميركي، بينما يتلقى الفائز النهائي خمسين ألف دولار إضافية. دُشّنت الجائزة في أبوظبي بدولة الإمارات العربية في شهر أبريل/نيسان من عام 2007، وهي تحظي بالدعم الإداري من قِبل “مؤسسة جائزة بوكر” في لندن، إلى جانب الرعاية من قِبل “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة” بدولة الإمارات العربية المتحدة.

سيُعلن عن اسم الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية في احتفال يقام في أبوظبي مساء 23 أبريل/نيسان 2013 عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. وتتعهد “الجائزة العالمية للرواية العربية” بنشر الرواية الفائزة في ترجمة إنكليزية، ويُشار إلى أن الروايات الخمس الفائزة حتى الآن إما قد تم ترجمتها ونشرها في اللغة الإنكليزية أو التعاقد على ذلك.

وفيما يلي نبذة مختصرة عن كل فائزة من الروائيين الستة الفائزين ونبذة عن العمل الفائز:

• سنان أنطون

شاعر وروائي ومترجم ولد في بغداد عام 1967. له روايتان “إعجام” و”وحدها شجرة الرمان” وديوان شعر بعنوان “ليل واحد في كل المدن” والعديد من المقالات بالعربية والإنجليزية. ترجمت كتاباته إلى الإنجليزية والألمانية والإيطالية والنرويجية والبرتغالية. عاد إلى العراق في 2003 ليخرج فيلما وثائقيا بعنوان “حول بغداد” عام 2004 عن العراق بعد الدكتاتورية والاحتلال. ترجم أشعار محمود درويش وسركون بولص وسعدي يوسف وغيرهم إلى الإنجليزية. نشرت ترجمته لكتاب “في حضرة الغياب” لمحمود درويش باللغة الإنجليزية عام 2011 عن دار آرشيبيلاغو. يعمل أستاذا للأدب العربي في جامعة نيويورك منذ عام 2005.

يا مريم: رؤيتان متناقضتان لشخصيتين من عائلة عراقية مسيحية٬ تجمعهما ظروف البلد تحت سقف واحد في بغداد. يوسف٬ رجل وحيد في خريف العمر٬ يرفض أن يترك البيت الذي بناه٬ وعاش فيه نصف قرن٬ ليهاجر. يظل متشبثا بخيوط الأمل وبذكريات ماض سعيد حيّ في ذاكرته. مها٬ شابة عصف العنف الطائفي بحياتها٬ فشرد عائلتها وفرقها عنهم لتعيش لاجئة في بلدها٬ ونزيلة في بيت يوسف. تنتظر مع زوجها موعد الهجرة عن وطن لا تشعر أنه يريدها. تدور أحداث الرواية في يوم واحد٬ تتقاطع فيه سرديات الذاكرة الفردية والجماعية مع الواقع٬ ويصطدم فيه الأمل بالقدر٬ عندما يغيّر حدث حياة الشخصيتين إلى الأبد. تثير الرواية أسئلة جريئة وصعبة عن وضع الأقليات في العراق٬ إذ تبحث إحدى شخصياتها عن عراق كان٬ بينما تحاول الأخرى الهرب من عراق الآن.

• جنى الحسن

مولودة في شمال لبنان عام 1985 ومقيمة حاليا في بيروت. حاصلة على بكالوريوس وإجازة تعليمية في الأدب الإنجليزي (2006) وتتابع دراسة الماجيستير. نشرت تحقيقات ومقالات في صحف عدة. كما نشرت نصوصا أدبية وقصص قصيرة في ملحق النهار الثقافي وملحق نوافذ ومجلة البحرين الثقافية. صدر لها عن جروس برس روايتها الأولى “رغبات محرمة” عام 2009 ونالت عنها جائزة سيمون الحايك في البترون٬ شمال لبنان. وترجمت مؤخرا كتابا من مطبوعات جامعة أوكسفورد بعنوان “مستقبل التكنولوجيا في 2030”. تعمل حاليا في صحيفة “الدايلي ستار” الصادرة باللغة الانجليزية.

أنا٬ هي والأخريات: بطلة الرواية هي امرأة تدعى “سحر”. تحس سحر بالوحشة والفراغ٬ داخل أسرتها٬ وبعد الزواج٬ أرادت أن تكون صورة مغايرة لأمها٬ فوجدت نفسها تسير في نفس مسار أمها عندما تزوجت من “سامي٬ إذ لم تجد ملاذاً في الحياة الزوجية إلا في اصطناع الآخر في مخيلتها الذي يكملها وجدانيا وفكريا. رواية تتسم بالابتكار في بنائها الفني٬ وتتضمن تحليلا ناجحا لنفسية المرأة. تتميز الرواية بنظرات فلسفية عميقة٬ مع تعاطف إنساني قوي.

• سعود السنعوسي

روائي وصاحفي كويتي من مواليد عام 1981. نشر نصوصا في عدد من الصحف والمجلات في الكويت منها جريدة الوطن ومجلة العربي ومجلة الكويت ومجلة الأبواب. يعمل حاليا ككاتب في جريدة القبس. صدر له روايته الأولى “سجين المرايا” (2010). فاز بجائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابعة عام 2010 وذلك عن رواية “سجين المرايا”. حاز على المركز الأول في مسابقة “قصص على الهواء” التي تنظمها مجلة العربي بالتعاون مع إذاعة البي بي سي العربية٬ وذلك عن قصة “البونساي والرجل العجوز” في يوليو 2011.

د. جلال أمين رئيس لجنة التحكيم

ساق البامبو: تأتي “جوزفين” للعمل في الكويت كخادمة تاركة دراستها وعائلتها٬ التي تعقد آمالها على جوزفين٬ لتضمن لها حياة كريمة٬ بعد أن ضاقت بها السبل. وهناك في منزل العائلة التي بدأت للتو عملها في رحابها٬ تتعرف جوزفين إلى “راشد” الابن الوحيد المدلل لدى الأم “غنيمة” والأب “عيسى”٬ فيقرر الابن الزواج بجوزفين بعد قصة حب قصيرة٬ والشرط أن يبقى الأمر سراً٬ ولكن٬ تجري الرياح بما لا تشتهي السفن٬ فتحمل جوزفين بوليدها “خوزيه”٬ عندئذ يتخلى الأب عن الابن الذي لم يبلغ الشهر الثاني من عمره٬ ويرسله إلى بلاد أمه٬ وفي الفلبين٬ يكابد الطفل الفقر وصعوبة الحياة ويمني نفسه بالعودة إلى بلاد أبيه حين يبلغ الثامنة عشرة٬ ومن هنا تبدأ الرواية.

“ساق البامبو” عمل روائي جريء٬ يقترب بموضوعية من ظاهرة العمالة الأجنبية في البلدان العربية٬ ويطرح سؤال الهوية من خلال رصد حياة شاب وُلد لأب كويتي وأم فلبينية والذي يرجع إلى الكويت٬ الأرض “الحلم” أو “الجنة” كما صورتها له والدته منذ كان طفلا.

• محمد حسن علوان

من مواليد الرياض، المملكة العربية السعودية. حامل شهادة ماجستير إدارة الأعمال من جامعة بورتلاند، أوريغون. أصدر أربع روايات بالإضافة إلى القصص القصيرة. يكتب عموداً أسبوعياً لصحيفة سعودية.

القندس: بطول المسافة بين مدينة الرياض في السعودية ومدينة بورتلند الأمريكية٬ يخوض بطل الرواية “غالب الوجزي” رحلة عكسية في تاريخ عائلته يمر خلالها بسيرة ثلاثة أجيال من تاريخ أسرة “الوجزي” التي نشأ في كنفها نشأة مأزومة بين أبوين منفصلين وإخوة لا يجمع بينهم إلا حيطان البيت. يفر “غالب” من مدينته في خيبة الأربعين إلى مدينة بعيدة في هجرة اختيارية يحاول أثناءها ترميم ذاكرته بالقصص المبتورة مستعينا بحيوان القندس الذي رافقه أثناء رحلات صيد السمك على ضفة نهر ويلامت. تتداخل معه أثناء ذلك علاقته الملتبسة بعشيقته التي ظلت تزوره كلما استطاعت أن تغادر زوجها في أماكن مختلفة بين مدن العالم لسنوات طويلة.

• ابراهيم عيسى

صحفي مصري ولد في 1965. التحق بالعمل في مجلة روز اليوسف منذ أن كان طالبا في السنة الأولى من كلية الإعلام. وتولى رئاسة تحرير جريدة الدستور اليومية من 1995 وحتى 1998 ثم في إصدارها الثاني من 2004 حتى أقاله مالك الجريدة السيد البدوي في أكتوبر 2010. يعد ابراهيم عيسى أحد أكثر الصحفيين المصريين نشاطا واحتجاجا على ممارسات السلطة السياسية في مصر٬ ونتيجة لمواقفه أغلقت السلطات ثلاث صحف كان برأس تحريرها كما صودرت إحدى رواياته “مقتل الرجل الكبير”. نال ابراهيم عيسى عدة جوائز منها جائزة جبران تويني لعام 2008 من الاتحاد العالمي للصحف٬ وجائزة صحفي العام الممنوحة من اتحاد الصحافة الإنجليزية لعام 2010 وجائزة منظمة إنديكس العالمية عام 2011. من رواياته “دم الحسين” (1992)٬ “مريم التجلى الأخير” (1993)٬ “دم على نهد” (1996)٬ “مقتل الرجل الكبير” (1999) و”أشباح وطنية” (2008). ورغم ترك ابراهيم عيسى لمنصبه في جريدة الدستور الورقية٬ إلا أنه لا يزال رئيس تحرير موقع “الدستور الأصلي” الذي يعتبر نسخة ألكترونية منفصلة من الجريدة. يشغل عيسى منصب رئيس تحرير جريدة التحرير من يوليو 2011.

مولانا: تروي الرواية مسار الشيخ حاتم الشناوي (مولانا) الضيف الدائم للبرنامج التلفزيوني الذي يقدمه أنور عثمان والذي يجيب فيه على أسئلة المشاهدين. يصبح الشيخ حاتم (مولانا)، صاحب الشخصية الظريفة٬ من أكبر الأثرياء نتيجة لاستغلاله إلى أقصى حد الإعلام المرئي معتمدا على حنكته وعلى إجاباته التي لا تتضمن إلا ما يرضي الجمهور وأمن الدولة بعيدا عن قناعاته الشخصية.

يتعرض البطل في مسيرته لتجارب ولمغامرات متنوعة كعلاقته بنشوى المتحجبة من رأسها حتى أخمص قدميها والتي يكتشف فيما بعد أنها ممثلة تعمل مع المخابرات. على مدار الرواية تسبر الشخصية أغوار المجتمع المصري وتكشف بأسلوب هزلي وساخر عن خفايا المجتمع. تتحرك الأشخاص وتنمو في بيئة فاسدة يطغى عليها الخوف والتجسس والرشوة والتكاذب والتعلق بالمظاهر والقشور.

• حسين الواد

أستاذ جامعي باحث٬ من مواليد 1948 بالمكنين٬ تونس. له في الأدب العربي القديم والحديث والمناهج الحديثة مؤلفات عدّة٬ نذكر منها دراساته للمعرّي في رسالة الغفران٬ وللمتنبّي والتجربة الجمالية عند العرب٬ وللغة الشعرية عند أبي تمام، وغيرها. وله في الفن السردي “روائح المدينة” (2010).

سعادته السيد الوزير: رواية تحكي تجربة معلّم تونسي أصبح وزيرا على نحو غير متوقع وكيف شاهد خلال توليه لهذا المنصب الفساد المنتشر في البلاد٬ حتى يقع هو شخصيا فيه. “سعادته السيد الوزير” رواية فضلا عن ذلك غنية بروح الفكاهة٬ وتصف بنجاح العديد من أوجه الضعف الإنساني.

للمزيد من المعلومات عن الجائزة يمكن زيارة www.arabicfiction.org

أو متابعة أخبار الجائزة على موقع الفيسبوك

( ميدل ايست أون لاين )

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *