اختتام المؤتمر العام للأدباء والكتاب العرب في البحرين



أصدر المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي انعقد في دورته الخامسة والعشرين، في المنامة عاصمة مملكة البحرين، بين الثاني والعشرين والخامس والعشرين من الشهر الحالي، بيانه الختامي، جدد فيه مطالبة الجهات المعنية الرسمية والشعبية في أقطار الوطن العربي كافة بضرورة التصدي للخطاب التكفيري والإقصائي الذي تكون عناصره مهددة للأمن القومي الثقافي وللوحدة الوطنية، مؤكدا حق الشعوب في الوصول إلى حقوقها بالوسائل المشروعة، خصوصًا تلك المتصلة بالحياة الديمقراطية، والحريات العامة، والعدالة الاجتماعية والسياسية.

ودعا الاتحاد العام إلى مواجهة مخاطر التهويد التي تزداد على القدس وعموم فلسطين المحتلة، مع حث الدول العربية، قياداتٍ وشعوبًا، على دعم مقاومة الاحتلال، وتوفير كل ما من شأنه إسناد صمود أهلنا في الأرض المحتلة. وأن تعمل المؤسسات الوطنية في الدول العربية- خصوصًا ذات الاختصاص الأكاديمي والفكري والثقافي- على ترسيخ القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى ذات الأولوية المطلقة، مع حشد كل الإمكانيات المادية والمعنوية لنصرة الشعب الفلسطيني.

ورفض الاتحاد العام، عبر البيان، التدخلات الأجنبية في أي شأن عربي، راجيا «لمناطق التوتر والنزاع في الوطن العربي التوصل إلى معالجات داخلية عبر الحوار الحر غير المشروط، بحيث يكون الحوار حالة مستمرة وغير طارئة».

وأكد الاتحاد العام أهمية الالتزام بقيم الهوية الثقافية العربية الجامعة من خلال وعي شروط هذه الهوية إزاء التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة من مشاريع تهدد وجودها البنيوي، ويدعو المثقفين والمبدعين العرب إلى الرد على التحدي بأعلى درجات المسؤولية القومية والأخلاقية من خلال الجهد المشترك، والحرص الشديد على التزام الحريات العامة، وتنوع المكونات الوطنية والمجتمعية.

وعلى صعيد البيت الداخلي للاتحاد العام، فقد جرت في هذا المؤتمر العام مراجعة للنظام الأساس، استحدثت معها مراكز ومهام وأدوار جديدة؛ ما يؤدي إلى مشاركة أوسع من قبل مكونات الاتحاد.

ورحب الاتحاد العام بما تم في بداية هذا الشهر من إحياء لاتحاد كتاب عريق هو اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا الذي كان للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب دور فاعل في إتمامه، بما يمثله من تمكينٍ لشعوب هاتين القارتين ممثلين في أدبائهما وكتابهما، آملاً أن يكون هناك تعاون أوثق في المستقبل بين الاتحادين العريقين.

وختاما دعا المؤتمر العام الخامس والعشرون للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الدول العربية كافة إلى احترام أدبائها وكتابها، فهم ضميرها الناطق، وصوتها المعبر عن همومها وأحلامها، ودعا الدول العربية؛ التي لا توجد فيها تمثيليات أو تنظيمات للأدباء والكتاب إلى الإسراع في إشهار التمثيليات التي تعتبر حقًّا مشروعًا للأدباء والكتاب.

يذكر أن المؤتمر كان عقد برئاسة الأديب محمد سلماوي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وحضور أربعة عشر وفدًا ممثلاً للاتحادات والروابط والأسر والجمعيات الأعضاء.

..ويصدر بيانا خاصا حول الحريات في الوطن العربي

كما أصدر المؤتمر نفسه بيانا خاصا حول الحريات في الوطن العربي، رصد خلاله عددًا من الانتهاكات لحرية الأدباء والكتاب في البلدان العربية، ومنها: استهداف السلطات في غير بلد عربي للأدباء والكتاب بالملاحقة والسجن، واستمرار إغلاق بعض وسائل الإعلام من صحف وقنوات فضائية، ومحاصرتها، ومحاولات الاعتداء على العاملين فيها والمتعاملين معها، ومواجهة المسيرات والاحتجاجات والتجمعات والاعتصامات السلمية والمعلن عنها بغير وسيلة تصل إلى القمع المسلح في كثير من الأحيان، وعن طريق مدنيين مدربين عسكريًّا.

ولفت البيان إلى ما يواجهه الأدباء والفنانون والمثقفون في غير بلد عربي من تهديدات مباشرة أو غير مباشرة من قبل قوى وتيارات وجماعات دينية وطائفية متطرفة ضد حرية التعبير والفكر، من خلال التهديد بتكفير وتأثيم الثقافة أو بعض تنوعاتها ومظاهرها، ومواصلة الاحتلال الصهيوني لقمع الحريات عبر رقابته على الصحافة في القدس وإغلاق العديد من المؤسسات الثقافية والأكاديمية ومصادرته لإبداعات الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني.

إضافة إلى الحيلولة دون دخول بعض الإصدارات من وإلى بعض الدول العربية.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *