لانا المجالي : المرأة الشاعرة ما تزال ضحية الرجل في قصيدتها


هشام عودة *

ترى الشاعرة لانا راتب المجالي أن المرأة الشاعرة في الغالب ما تزال ضحية الرجل في قصيدتها، مطالبة بضرورة محو تلك الصورة، وأن تشارك الرجل البحث عن أسئلة الوجود، مؤكدة في هذا الحوار أن مرجعياتها الثقافية متعددة وأن مساحة الأدب فيها ليست أكبر من مساحة العلوم.

الشاعرة نفسها كانت أصدرت مجموعة شعرية بعنوان «برد وكستناء ويا رب مطر»، وهي عضو رابطة الكتاب الأردنيين.

* ما هي حدود الاختلاف بين ما تكتبه المراة وما يكتبه الرجل من شعر؟

– لو كانَ التاريخ أكثر نزاهة، لقلتُ إنها ذات حدود الاختلاف بين ما تكتبهُ امرأة وامرأة من شعر، أو بين ما يكتبهُ رجل ورجل مِن شِعر.

مُخرِج المشهد الشعري التاريخي العالمي عن المرأة حرمها مِن دورها كفاعلٍ شعري يُعبِّر عَن كينونته، مُعوّضاً إيّاها بدور المفعول بهِ (الموضوع الشعري) لكتابة الرجل، بتهمةِ: «خير الكلام ما كان لفظه فَحلاً، ومعناهُ بِكراً»- كما يقول عبد الحميد بن يحيى الكاتب- ومن الواضح أنّ المرأة الشاعرة لم تتجاوز تلك (العقدة) بعد أن استعادت قلمها بصدفةٍ حضاريّة عادلة، ظنّاً منها أن مهمتها تقتصر على تأنيث الشعر الفحل، فأسهبت- إلا من رحم ربي- في كتابةِ مشاعرها الأنثويّة، على حسابِ مشاعرها الانسانيّة.

ما زالت المرأة الشاعرة داخل قصيدتها – ولا أعمّم – ضحيّة الرجل، حُبّاً أو كراهية، وعليها محو تلك الصورة النمطيّة، واستبدالها بصورة ناضجة لقصيدةٍ تكون فيها والرجل يبحثان في أسئلةِ الوجود والكون، من دون أن تتخلى عن مشاعرها نحوه.

* لكل شاعر مرجعياته.. ما هي مرجعياتك الثقافية؟

– متعددة من دون تخصيص، وعالميّة دون حدود جغرافيّة. ومساحة الأدب فيها ليست أكبر من مساحة العلوم المختلفة، كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والأحياء وعلم النفس والاجتماع والسياسة والفلسفة والتاريخ والأديان، وهي لا تحفلُ كثيراً بأسماء النُخَب، ولا بالتابوهات.

* هل تتخيلين قارئا بعينه وانت تكتبين.. بمعنى هل تكتبين لشريحة معينة؟

– لا بالطبع، على ألا يفرض القارئ أو الناقِد عليّ محددات مُعينة لا تتوافق مع معاييري الخاصة، بدعوى قانون «الجمهور عايز كِدة»!.

ويبدو أننا نعاني من الخلط بين الكتابة الصحفية التي تلزم صاحبها بشروط الكتابة الشعبوية المعروفة وبين الكتابة الابداعيّة التي تتعارض مع فكرة النهج الواحد، واللغة الواحدة، والقارئ الواحد.

ببساطة، أكتبُ للجميع، ولا أفترض أو أنتظر أن يلقى ما أكتبهُ إعجابهم وتأييدهم كلّهم، لأنني اؤمن بالفوارق الطبيعية بين البشر.

* متى تشعرين بالحاجة للكتابة، وهل تملكين طقوسا خاصة لذلك؟

– عِندما تحتاجني الكتابة، وتُسخّرني لخدمتها، فأنا لغة تَنتظر الفكرة تعتقني من القواميس، حيثُ لا طقوس خاصّة، فإذا التقطتُ – الفكرة- أو التقطتني، يبدأ النص بالنمو ذهنياً فترة زمنيّة تطول أو تَقصُر، حتى ينضج، وقد يموت قبل الولادة إن لم أجد وقتاً مُستقطعاً من حياتي- ككائن اجتماعي لَهُ ما لَهُ وعليهِ ما عَليه-، لترجمته إلى كلمات ضمن بِناءٍ يناسبه، قصيدة، أو أيّ شكل إبداعي آخر. عموماً، لا أستطيع الاستغناء عن جهاز «الكمبيوتر»، فصوت أزرار «لوحة المفاتيح» يضبطُ مزاجي أثناء الكتابة، ويشارك في تلحين موسيقى أعماقي الداخلية.

 

(الدستور )

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *