عبدالله رضوان *
نهار ميري: ميري نهض النهار فأين أنت وتفتّحت أكمام زهر الدار سنابل القمح أنتشت
الشمس تسطع في الجوار
فأين أنت؟
وأين حضورك الطاغي
تعالي….
القصيدة تدعو اكتمالاتها فيك
القصيدة تغلق حين تغيبين
فيا امرأة من حنين
تعالي نرصّع أشجاننا بالتراتيل
نغسل بالنور وجه الحياة
نلمً السنابل
إذ تتعانق مع خصرك المنتشي
فتميل حين تميلين
تُقبِّل وجنتك الذهبيّة
تزهو…
تزنّر حباتها بالأغاني
تعــالي…
صباحك فتح القصيدة
فتح الحياة،
انطلاق السنونو إلى الكامل المنتهى
لأكون أنا الأكمل
واقف عند شباك ميري
أرنو التفاصيل بالمرتجى فيك
أرفل بالياسمين
وقد أترعت بالندى بتلاته
فانتشى بالشذى
يرفل عند صباحك منفرداً واحدا
فلماذا إليك
لنهدك،
خصرك لا أصل
كأني أسطورة..
تشتهي في تفاصيلها …
…بابل.
كأنها وطني
جلست …
على يسار مقعدي الوثير
ولمّتني إليْها
حضنت رأسي بمرفقها
وَحَنَت خدّها
رَمَت شعرها
فانساب ليل طريّ،
وشاغب وجهي
تشرّبتها قطرة ..قطرة
مثل أمّ تهدهد روحي
والروح هائمة وجدت حلمها
سكنت…
واستقرّت..
و’كنكن’طفل
كأنَّكِ أميّ
أم ترى وطني!!
وأعلم أنك حبّي
صديقة عمري
..وزوجي
***
تململ ذئبٌ حرونٌ
تقافزت الرغباتُ
وسال الجسدْ
فتراجع طفلٌ
وهاج دمٌ صاخبٌ
واستفاقَ الولدْ
فكيف ألملم فيك انتشاري
وأخرج من لوعتي وانشطاري
أدخلي فيّ،
أدخلي في تفاصيل روحي
وزفي إليّ نهارك …كوني
أستويتُ على شهوات جنوني
مرمرُ صدرُك
يغسلُ بالنور جيدي
فيجمح قلبٌ تسيَّجَ بالعطرِ
يهفو فمٌ لفمٍ
تَنْهَدُ أيقونةُ الرغبة سافرةً
فاليدان…
تحضنان الحياةْ
فيلتصق الجسدانْ
ويعصفُ برقٌ
ويزدانُ صمتٌ
…بلذَّتِهِ
واصطفاقِ تراتيلِهِ
يا لميري…
وقد أطلقت خصرَها
…وتفاصيلَها
رتَّلَتْ بالمحبةِ أنوارَها
فاستفاقَ الزمانْ..
وانتشى بالجنونِ
…أنا
…والمكانْ
فم يهفو
أي حبّ توّج الزهرات فلاّ
وأراني الكون
‘كشكش الصدر’……..وجلّى
أي أقواس تناديني فأصحو
مثل طفل يتناغى
وعلى نهدٍ غبوق يتحلّى
أي جيد ينثني……فيثنّي
رغبات الكون
عند طيّات حبيب باذخ…. يتملّى
فضةَ العمر ترى
أم عسل المعنى
أم الشوق الذي صار عنقودا
من الشهوة نحوي………يتدلّى
يا قطاف العمر
مثل صعلوك أرى أيقونة الرغبة
ينبوع نبيذ………يتجلّى
فاشرب الوردة وانهل عطرها
يا حبيبي…
صرت أحلى.
عسل المعنى
كم أنا …
عند معراجك أسمو
فتصير الأيام دحنونا
…خزامى
يا حبيبي…
جرحي النازف خمرا
زغردات النار
هجر روح يتنامى
رتّل الفرحة إنجيلا حبيبي
واسكر الأيام طيبا …ومدامى
أي سيف يشتهي قتلي
أنا مملكة الماء
سهو الوقت
غار يشتهي جسد الريح
…وأجراس ندامى
شغب الضوء
تراتيل ضحىً
شهوة القمح إلى خضرته
برق وجد..
كسر الحلم
…وأشواقٌ يتامى
أي عشق مثل عشقي
زنّر العمر بريحان الهوى
وهديل مثل حلم ناعس
ناغش الأيام نهدا
وعلى حدّ الهوى
صلّى وقاما
*****
قدّاس للحب
ياحبيبي…
خذ وهج الروح
وحرّض بهجتي…
لأليق..
بتفاصيل هواك
وأكون …
سندس الرغبة
أو هجعة عند أقواسك
قداّس لقاك
سطع الحبّ
فمن أوقد أيامي شمسا
سكب الورد،
..على ظلّ خطاك
يا حبيبي..
لا تقل كان حبيبي
مايزال القلب
بستان رضاك
صوفيّة
أصعد الأيام سهوا
أستظل بظلّك العالي
موقناً…
لاحياة سوى لديك
ولاممات
سوى بعيد عن حضورك
فادفعي سيل الّلغات
واجمعي لي ابجديتك
اشتهيتك
طاعنا في خصر يومك
كلّ حسون تقافز صار صدرك
رجرج الروح الذبيحة عنده
عند ارتجافة خصرك العالي
أحبك،
كم أحب حضورك الطاغي
..وعريك
كم أحب الحبّ فيك
وسهم قوسك
فارسمي لي بعض قافية
أغنّي ضمّة النهدين
ممكلتين …أم وجعين
كل حرف ينتشي ليكون اسمك
كل زهر يشتهي أن تقطفيه
كل معنى حالم لينام عندك
يستظل بظل نورك
في مقام الوجد
عند الزعفران
وفي حدود الغيم
تحت السرّة الولهى
…أصلّي
عند كفل الفضة العطشى
أغيثيني…
أغيثي حلم آدم عند خلخال الحياة
ولملمي عطشي
جنوني فيك
أو لميّ تشتتي الجميل
على تفاحك العالي
أعيديني إليك
أنا وأنت
اثنان من فرح
ومن لون وقافية
فنصير أحلى
ونصير أغلى
ترقيص
..ميري الحبيبة
هذا زمانك
فاصعدي أفق السحاب
تحكمّي في الكون …فيَّ
تعال..
آتي
قف ونم في لحظة
فأقوم..ثم أنام
رقّص لي جنوني
واحضن الايقاع في روحي
فأرقّص الحلم المشاغب
عند جيدك أنثني
واقبّل الفرح الجميل
وخذ نهديَّ..خذني
ما تفتحت الدروب سوى لسعيك
آدم الفتّان أنت
فاشرب مدامي كلّه
آخذ الفرح البهيج
واستفزّ حليب الشهوة الأولى
خذني إليك
فما جمعت ضفائري
إلا لتسدلها أصابعك الشقية
خذ مباهجي الفتيّة
أربكت إيقاعي
واطلقت السهاد على براريّ الحنونة
خذ ظبائي كلها
تدلّلي ..هذا زمانك
بالماء سوسنك انتشى
فأغار من قطراته
تنساب
تشرب من بهائك
..ترتوي
وأنا على عطشي أظلّ
ذئب المفازة داخلي لايرتوي
كم ذا نبيذك طاعن،
بعذوق أغنية السفرجل
عند صدر باذخ الإيقاع
فأدخل في نهار عابق
يزهو بغواية الجسد
..المزنّر بالقرنفل
باكتمال المرأة الأولى
ببسمتك النديّة
لديك تجمّعت كل النساء
أنا إليك ..
وأنت لي
******
نشيد الصداحين
ميري تدقّ الباب
فرّ الباب مبهوتا ليدخلها
وتراقصت بتلات أزهار الحديقة
مالت الاشجار واضطّرب المكان
حطّ ‘دوري’وزقزق…0يا ‘لميري’..
قمر يسوق طفولة الفرح المسافر في السواقي
مملكة الحبيب
نشيد عشق يستبِّد بزهوه
شغفٌ بوصل حبيبه
دعوات قدّاس
وصليل أجراس تنادي
صداّحون يمتشقون شمس العشق
ويدخلون مباهج المعنى
ويهيّئون الصحو إذ تدخل ‘ميري’
فيرتّلون صلاة حبهم العميق
بياسمين الحب
بالمحبوب مجلوّا بفتنته
ومأخوذا بسوسن حبّه
ها يرسمون صليبهم
ها يرشفون الحبّ من أزهاره
ها يكتبون مداد فرحتهم
ويدخلون باب العشق … في مقام المحبّة
عند استدارة ‘باء’ البهاء…. ورجع السماء
وعند اكتمال الزمان .
صلاه
أمامك ميري
وخلفك ميري
فكل الجهات،
…إليها تؤوب
فكيف أوحّدُ فيها نهاري
أصلّي إليها،
ومنها أتوب.
* شاعر من الأردن
( القدس العربي )