المرأة كيان إنساني أم أدبي في القصة القصيرة



د. أحمد كناني *

ثقافات :


صورة المرأة في القصة القصيرة الأردنية: كيان إنسانيّ أم أدبي ؟؟
 جواهر الرفايعة وسامية عطعوط نموذجاً



* تنطلق هذه الدراسة من فرضيات منها: هل صحيح أن المرأة الأديبة هي الأقدر على التعبير عن قضية المرأة ؟ وهل معرفة المرأة بذاتها تجعلها الأصدق في التعبير عن تلك الذات؟ وهل نتعاطف نحن كمتلقين مع المرأة التي تكتب أم مع المرأة التي تكتب عنها المرأة الأديبة؟ وهل نحن نميز فعلاً بين المرأة ككيان إنساني والمرأة ككيان أدبي ؟ وهل قضية المرأة أصلا تكمن في مسألة مطالبتها الدائبة في نيل حريتها من خصمها اللدود الرجل ؟ ثم هل هذا الرجل الذي ترى فيه المرأة المثقفة سبباً لهزائمها وخيباتها جدير بكل هذه المركزية في تفكير المرأة حتى لو كانت مركزيته هنا تتكرس بحضوره السلبي كما ترى المرأة غالباً ؟ ألا يشكل هذا الميل إلى ذم مركزية الرجل والبكائيات على مجرد هامشية مشتهاة للمرأة , ألا يؤدي هذا في النهاية إلى تكريس للمكرس الذي لا يراد له المزيد من المكتسبات , وحتى لو قيل أن هذا التكريس السلبي من شأنه أن يعيد التفكير الذي قد يفضي إلى نقد السياق الاجتماعي والفكري الذي يبدو فيه الخلل واضحاً في مسألة علاقة المرأة بالرجل , ولا أتحدث هنا عن العلاقة بوصفها اجتماعية وواقعية , وانما عن تلك العلاقة الكامنة بين المرأة والرجل كما تظهر في الأعمال الأدبية الأردنية التي تبدعها المرأة , مثلما لا أتحدث عن هذه العلاقة في مجمل الأعمال فهذا ليس المقام المناسب وان كان في قصد هذه الدراسة أن تتكئ على نموذجين قصصيين لقاصتين أردنيتين ربما نجد عندهما معالجات لمثل هذه الإشكاليات في فهم موضوعة العلاقة بين المرأة والرجل.
وهنا ينبغي الإشارة إلى أن الاختيار للقاصتين لم يقم على افتراض أنهما الأكثر تكريساً لهذه المسألة بين كاتباتنا وانما قام على سبيل التدليل على وجود معالجات نسوية لمثل هذه الإشكاليات , كما أنه يجدر بنا الإشارة إلى أن اختيار القصة القصيرة النسوية موطناً لهدف الدراسة قد انطلق من فرضية مفادها أنه ربما كانت طبيعة القصة بما تحتمل من إمكانيات للبوح هي التي جعلت منها الفن الأكثر إغراءً واستقطاباً للمرأة التي ما زال لديها هنا الكثير لتبوح به عن رغباتها الخاصة جداً قبل أن تنطلق إلى كتابات مختلفة من حيث المحتوى والشكل , وليس المقصود هنا غير التوصيف للحالة فليس من هدف الدراسة إصدار أحكام القيمة على المضامين وأشكال التعبير من حيث كونهما حاملين للفكر واللغة وان كان في نيتها أن تنبه إلى ذلك.



محور هذه الدراسة إذن مجموعتان قصصيتان لقاصتين أردنيتين : ( طربوش موزارت ) للقاصة سامية عطعوط و ( اكثر مما أحتمل ) للقاصة جواهر الرفايعة وفي محاولة للتقريب المبكر حالياً والمبرر لاحقاً بين مجموعتي القاصتين أرى أن كليهما ميالتان – ربما – إلى الانطلاق من مركزية المرأة ككيان أنثوي وأدبي محض من حيث الشخصيات والاشتهاءات والافتقادات التي تخص المرأة أولاً دون الانتقال – إلا نادراً – إلى الأفق الرحب الذي يجمع المرأة والرجل بصفتهما الإنسانية بعيداً عن ثنائية الأنوثة والذكورة. والغريب هنا أن تحتل قضية خاصة تماماً وهي عذابات المرأة مقارنة مع عذابات الرجل كل هذه المساحة فيما تظهر القضية الأشمل وهي قضية إنسانية المرأة عموماً على شكل التفاتات هنا وهناك , ولعل مردّ ذلك إلى شعور المرأة الهائل بأن الملام الأول في عدم استطاعتها ممارسة حريتها إنما هو الرجل والرجل فقط ,متناسيةً ربما معاناة الرجل هو الآخر مما تعانيه هي في المجتمعات غير الحرة , وربما مهملةً ذلك غداة مقارنتها بين مكتسباتها الضئيلة هي ومكتسباته الهائلة هو , وكأنها تؤمن هنا كما يؤمن الكثيرون بإمكانية النظر إلى مسألة الحرية وكأنها قابلة للتجزئة والمقارنة في الوقت الذي ينبغي فيه النظر إلى مسألة الحرية كحالة متكاملة لا تنقسم إلى كيانات متباعدة من الحريات المزعومة.



وسوف أستعين هنا بالشهادات النقدية التي حرصت كل من القاصتين على تثبيتها على غلاف مجموعتها لنرى كيف يمكن للشهادة النقدية ذاتها أن تلعب دوراً مغايراً وتنحرف حتى عن الهدف الذي وضعت من أجله أصلاً على الغلاف – ونفترض هنا انه إعانة القارئ على الدخول إلى النص – ثمّ كيف يمكن أن تحمّل بدلالات كامنة غير تلك القريبة التي لا يجتهد المرء في الوصول إليها , فعلى الغلاف الأخير لمجموعة طربوش موزارت يقول أنيس منصور :” … وهذه الأديبة سامية عطعوط اكتملت لها أدوات الأداء القوي والفن الجميل , العبارة السريعة والمعاني الطائرة والهدف القريب , والنكتة الموجعة لا تفوتها , فكتابها اسمه ( طقوس أنثى ) , أما اللحن المميز للجزء الأول منه فهو ( ما كتبت ):
هي : أنوثة تذوب في حدقتي ذكر.. أنوثة تفيض بالضعف ولا يقبّل شفتيها سوى الضجر..
هو : أراه في انكسار المرايا .. هائماً في شوارع المدينة المقفرة ..غوريلاّ تلاحق ظلّي ..ودوماً تنتصر .”



ما أود قوله هنا انه على الرغم من إشادة الناقد الواضحة بالمجموعة – وحديث منصور هنا ليس عن مجموعة طربوش موزارت وانما عن ( طقوس أنثى ) المجموعة السابقة للكاتبة – من حيث المعاني والعبارة والهدف , فان ما استرعى انتباهه إلى درجة قصوى هو التميز الذي وجده كامناً في مجرد انضواء المجموعة تحت مقولة المرأة التي لا ترى في الرجل سوى غوريلا دائمة الانتصار على أنثى تثير الشفقة بما هي عليه من ضعف ووحدة , إن تكريس مثل هذا التميز وفي هذا الموطن بالذات من شأنه أن يجعل من الشكوى انتصاراً ومن الرضا بالقهر صموداً, في الوقت الذي تفيض فيه المجموعة التي كتب على غلافها ذلك الرأي – طربوش موزارت – بمواطن كثيرة تستحق الإطراء ليس بوصفها وصفة لما تشكو منه المرأة بل ولما يشكو منه الإنسان عموماً , فإذا كانت سامية عطعوط قد وصفت عالم المرأة جيداً في مجموعتها ( طقوس أنثى ) فلعلها قد غادرت ذلك إلى رحابة اكثر اتساعاً في مجموعتها ( طربوش موزارت ) .
أما على الغلاف الأخير لمجموعة جواهر الرفايعة ( اكثر مما احتمل ) فإننا نجد نفس الإشادة التي وجدناها عند عطعوط وان كانت قد جاءت هذه المرة بلغة أخرى , يقول ناصر مؤنس : ” لا تحاول الكاتبة أن تأخذنا إلى الخيوط الغليظة لخدعة الكتابة الكبرى , إلا أن نبرتها الصادقة تفضي بنا إلى التعامل مع قصصها وكأنها ” شهود القلب ” .
فهنا أيضا نلاحظ أن إشادة الكاتب قد جاءت مرة أخرى بسبب التوصيف الجيد في المجموعة لخسارات المرأة التي وصفت واقعها النسويّ بصدق , والى مثل ذلك ذهبت غادة السمان على غلاف المجموعة ذاتها حيث تقول: ” قصص الكاتبة الأردنية جواهر الرفايعة مؤشر على الفهم المتطور والموقف الواعي لقضية تحرر المرأة , فالسلوك المتخلف عند بعض الرجال وبعض النساء أيضاً هو العدوّ الحقيقيّ ”
فبهذه الاقتباسات وضعت الرفايعة مجموعتها في دائرة النضال من اجل حقوق المرأة وهذا جميل ولكن الحقيقة أن المجموعة إن كانت قد امتازت فليس بهذا فقط فجواهر نجحت في تحريك قضية المرأة في مجموعتها ضمن السياق الذي تستحق وهو سياق حرية المجتمع عموماً, وهذا ما صرحت به السمان عندما ربطت العدو الحقيقي بالسلوك المتخلف لبعض النساء وبعض الرجال على حدّ سواء .
وفي السياق ذاته فان جواهر قد انحازت في عنوان مجموعتها إلي الإعلاء من وتيرة الشكوى ( أكثر مما أحتمل ) وهو عنوان يشي بالضعف مثلما يشي أيضا بثقل العبء الذي تعانيه المرأة /القاصة / البطلة التي تدعي الحركة من اجل التغيير بينما هي في واقع الحال مسكونة بالاستكانة إلى ما هو متاح – كما نرى في القصة التي حملت المجموعة اسمها – . أما سامية فقد انحازت في العنوان إلى الحركة والعلو ( طربوش موزارت ) وكأنها تبشر بمضمون القصة التي أخذت المجموعة اسمها والذي يتمحور حول أن الخلاص من الشكوى في أدب المرأة وحياتها لن يكون إلا عبر الحركة التي يشترك فيها الرجل والمرأة على حدّ سواء, حين يلقي الرجل بطربوشه المزعوم وينزع عن المرأة جلدها القديم الذي ساهم هو نفسه في إبقاء المرأة دائما تحت وطأته ,وبذلك فهي لا تبتعد عن جواهر كثيراً ؛ ففي حين ترى جواهر بان الخلل يكمن في الرجل الذي يحمل المرأة أكثر مما تحتمل فان سامية أيضا ترى أن الحل لا يأتي إلا عبر الرجل !!!
ومن اللافت في هذا السياق أن قضية حرية المرأة قد تسربت وان بشكل مخاتل حتى إلى الإهداء في المجموعتين, فجواهر تهدي مجموعتها إلى أمها :
” إلى أمي :-
امتلأت بك ملء التوقف!
كثيراً ..
اكثر مما تحتمل قامتي الصغيرة . “
ولا يخفى هنا أن القرائن ربما تقود التأويل نحو الاعتقاد بان هذا الامتلاء الذي يفضي إلى عدم الاحتمال هو في اغلب الظن امتلاء الشعور بالتعاطف القائم على اكثر من مجرد المحبة , ولعله الشعور بالشبه ,والتعرف إلى الأصل الذي أنتج هذه القامة الصغيرة .
أما سامية ففي إهدائها اكثر من ذلك :
” إلى أطفالي حين يكبرون ويقرأون ويدهشون
إليهم حين يدركون أن الواحد فينا متعدد
وان التعدد اختلاف
وان الأعماق لا تتسع لهذه الأشباه المختلفة “
فربما قاد التأويل هنا إلى أن الدهشة المتوقعة ستكون غداة الاكتشاف بان الازدواجية عند الإنسان ولا أقول الرجل بالذات هي التي تفضي إلى ازدحام الأعماق بكل هذه التناقضات التي تشكل في النهاية خسائر تتشابه في أنها تسبب الألم وتختلف في تنوع مصادرها .
أما على صعيد المضامين عند القاصتين فان التحليل يفضي إلى الملاحظات التالية :
أولاً : لعل المضمون الجاذب لكلا القاصتين والذي تدور حوله معظم قصص المجموعتين هو حرية المرأة وان تباينت الكيفية التي يعالج بها هذا المضمون عند القاصتين بل إن طريقة المعالجة ربما تباينت من قصة إلى أخرى عند القاصة نفسها , وهنا نورد الملاحظات التالية :
– تعالج سامية عطعوط موضوعة حرية المرأة باتجاهين :
• الاتجاه الأول : وفيه شخصيات أنثوية مستضعفة وضعيفة لا تملك سوى تلقي القمع والبكاء والاستسلام للواقع المرير ويشكل هذا النموذج ما يقارب ثلث قصص المجموعة, فقد اعتنت سبع قصص من قصص المجموعة وعددها ثلاث وعشرون قصة بنماذج أنثوية سلبية وهي(( عبث ص 9 , جمال كاد يوشك ص 15 , كرسي اعتراف ص 19 , مواقد من نور ص 32 , طريق عمياء ص 29 , على جانبي الباب ص 63 , وذات عطلة صيفية ص 73 )) ولعل ما يجمع بين البطلات في هذه القصص حالة الرتابة التي تسيطر على حياتهن إلى الدرجة التي تشعرنا بموتهن وهن على قيد الحياة , فلا غرابة إذن في أن يشكل هاجس الرغبة بالموت جامعاً بين تلك الشخصيات.
• الاتجاه الثاني : وفيه شخصيات أنثوية مسكونة بالرغبة في النهوض وحالمة بالتجديد , ويلاحظ هنا أن هذا النموذج لا يشكل سوى مساحة ضئيلة من قصص المجموعة كما نجد في (( مقدار معلوم ص 25 , طربوش موزارت ص 67 )) ففي هذين النموذجين تبدو الشخصيات الأنثوية اكثر وعياً وميلاً إلى الاكتشاف واكثر رغبة في التغيير .
– أما جواهر الرفايعة فلا تبتعد عن ذلك كثيراً ولكن ما يلاحظ في شخصياتها الأنثوية والتي تحتل مساحة هائلة من قصص المجموعة أنها تكاد تنقسم إلى نقيضين ففي الوقت الذي تبدو فيه الشخصية واعية لخساراتها فإنها لا تحاول أبداً الخروج من دائرة الخسارات إلا على سبيل التمني والتخيل , ثم لا يأتي الحل في النهاية إلا عبر استحضار الآخر الذي لا بد أن يأتي ليعين الذوات الأنثوية للخروج من هزائمهن , كما نجد في قصص (( القصّاصة ص 21 , بكلة الحذاء ص 27 , اكثر مما احتمل ص 31 , العصفور ص 41 )) .


ثانياً :لعل قمة وعي الرفايعة بخسارات المجتمع عموماً والتي تفضي بالضرورة إلى خسارات المرأة قد ظهرت في قصتها المميزة ( القتلى ) والتي قسمتها إلى مفاصل قصصية هي: البطل- الأفعى – والكلب , وهذه المفاصل تتضافر معاً لتشكل في مجموعها القصة كاملة , وربما كان التميز في هذه القصة كامناً في أن تناول خسارات المجتمع عموماً قد سمح بتناول الخسارات الخاصة بالمرأة بعيداً عن الحماسة القصصية والعاطفية فجاء الخطاب القصصي هنا محملاً برؤى موضوعية إلى الدرجة التي لا نشعر بها بقضية المرأة وقد حشرت قسراً في سياق قصة يعلو فيها القول والبوح ويغيب القصّ عنها كفنّ له أصوله خارج إطار الحدث فكلنا يعلم أن القصة اكثر من مجرد حدث, ففي مفصل البطل – الذي يشكل جزءاً من قصة القتلى – يظهر البطل على المسرح وهو مبتور الأطراف الأربعة ويدور الحوار التالي بينه وبين ممثل آخر نحيل , تقول القاصة: (( قال الرجل النحيل : أريد عشرة دنانير , رد البطل المتكوم على الكرسي : اخرس! صفق الجمهور ونبتت للبطل يد طويلة )) فهنا نلاحظ نمو آلة البطش/ اليد الطويلة في نفس اللحظة التي أقرّ فيها الجمهور البطل على استخدام آلة بطشه الأولى/ اللسان, ونلاحظ أيضاً أن غياب دور الآخر الحميم وهو هنا الجمهور قد أدى إلى تعالي سطوة الآخر السلطوي / البطل وتكون النتيجة هنا استمرار تنامي آلات البطش عند الآخر السلطوي طالما أن الآخر الحميم ساكن وغير فاعل , فنلاحظ لاحقاً كيف تنمو للبطل قدمان ثم يد ضخمة , فيما تتعالى التصفيقات الحارة والهتافات الحماسية تحيي البطل في نفس اللحظة التي كان فيها الممثل النحيل يسقط لافظاً أنفاسه الأخيرة .
كما أننا نجد مثل هذا التناول عند سامية عطعوط في قصتها اللافتة ( الطاغية ) التي تحدثت فيها عن سيرة أي طاغية , فقد أجادت القاصة كثيراً بان جعلتنا ندرك جيداً أن قضية القمع ليست قضية خاصة بالمرأة فقط , فثمة اكثر من طاغية يمارس القمع على ذات الإنسان دون اكتراث بقضية التجنيس , أما من حيث البناء فقد جاءت القصة مقسمة إلى مفاصل قصصية لكل منها عنوانه الخاص بحيث تشكل المفاصل جميعاً القصة كاملة , وما يهمنا في القصة هنا هو أن استكانة الناس قد وصلت إلى الحد الذي جعلهم لا يقبلون بالطاغية وحسب, بل انهم قد أصروا على مساعدته لحظة كاد يهوي من عليائه , تقول القاصة ((تصاعدت خفقات قلبه – والحديث عن الطاغية – واغمض عينيه عما سيحدث . لكن دهشته اشتعلت عندما شعر بأكفهم الخشنة تمتد إليه لتسنده من إليته وتساعده على جلوس مستقر, فوق السحابة التي لم تعبر حدودهم بعد )) وقبل ذلك كانت القاصة قد وصّفت بذكاء أن الناس أنفسهم سبب في تشكيل فكرة الطاغية بضعفهم واستكانتهم (( لم يشرب في طفولته حليب السباع , ولكنه أدرك بحاسته السابعة أن سواه يرضع من حليب النساء, فانتشى لقوته ))
وبعد فهذه بعض الإشكاليات التي تثيرها صورة المرأة في القصة القصيرة الأردنية , وما زال السؤال حاراً :



هل نحن نميز فعلاً بين المرأة ككيان إنساني والمرأة ككيان أدبي ؟؟


 


* شاعر وأكاديمي من الأردن

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *