جلال برجس
على مرأى من الصيف،
كانت تلوّح لشتاء واقف في الجبال
في قلبها شجر
وفي روحها “تشيللو” تعرف جيداً كيف تراقب من وراء النافذة
سقوط المطر
في عينها زمن شتائيّ
وفي صدرها أغنيات لا تسرّ بها إلا للشتاء.
2
كلما أنجبتْ غيمةٌ برقاً
تذكرتُ موعدنا الذي سرقته بنت الريح
ليلة زفاف المجرة على قادم من تعاليم المساحة
كلما شهقتْ سماءٌ أمام امرأة تخضب سرّتها بزيت القرنفل
تذكرتُ حديثكِ عما وراء الأنوثة
كلما طوى شارعٌ ذاته واختفي في الفراغ
تذكرت كيف ذاب الكلام أمام شمس واضحة.
3
العاشق مطر، بإزميله المائي ينّحت في التراب وجهَ الحياة
ويكْسر بالحياة ظهر اليباب
هو الغائب عن وعي، إلى وعي خلاسيّ
هو الدائخ في مسرّات الوصال
والدائخ، في مفازات التعب
كالذئب، يخرج من مجاز القطيع، على أسياده
يعوي على جبل في السديم
ويقهر قامات المَحَل.
العاشق هذا النبيّ الأحمر
رغم شوك واضح في دربه
هو سيّد ما يرى
هوخادم ما يرى أتباعه.
4
ها نحن نسلّم عهدتنا للريح ونمضي
أنت في جهة
تسير كما كُرة من القش نحو التيه
وأنا في جهة
تروح كقطعة ثلج ،تحت الشموس، نحو الفراغ
بينما الريح واقفة تلهو بما كان بيننا
تماما كما يلهو طفل، عثر على صوَر قديمة
لزوجين قررا الموت برصاصة في الذكريات.
– شاعر من الأردن
( عن الدستور الثقافي )