ماذا تعرف عن تكنولوجيا الملابس الذكية

*ترجمة: أحمد الزبيدي

هناك عدة تسميات لهذا النوع من الأجهزة، فهناك من يطلق عليها مصطلح “الملابس المحوسبة” (Wearable Computing) أو “الأجهزة الملبوسة” (Wearable Devices) أو “الملبوسات التقنية” (Wearable Technology)، وكلها تعابير تحيل على “الملبوسات الإلكترونية” (Wearable Electronics) أو “الملابس الذكية” (Smart Wearables)، ويعني هذا المصطلح كل التقنيات الذكية القابلة للارتداء، كالساعات اليدوية والأساور والنظارات التي تتنوع وظائفها بين الترفيه والرياضة والصحة، وهي واحدة من أهم الاتجاهات في إنترنت الأشياء حالياً، وتتنافس العديد من الشركات العالمية كشركة “آبل” (Apple)، غوغل (Google) أو سامسونغ (Samsung) وآخرين في مجال تصنيع هذه الأجهزة.

يتم تثبيت الملبوسات الإلكترونية مع أجهزة استشعار وبرمجيات، تقوم بجمع البيانات والمعلومات عن المستخدمين، وبعد ذلك يتم معالجة هذه البيانات لاستخراج الإحصاءات الأساسية حول المستخدم. الكثير من الشركات بدأت  بالفعل ركوب موجة تكنولوجيا الملابس الذكية لتحسين الخدمات لعملائها.
وقد اشعلت التكنولوجيا القابلة للارتداء، مثل الساعات الذكية وسماعات الواقع الافتراضي خيال الجمهور، حيث تم بيع ملايين الأجهزة منها بالفعل.
ومن المتوقع أن ينمو انتشار هذه الأجهزة، و يتوقع أن يتم بيع 96 مليون من الأجهزة القابلة للارتداء هذا العام و بحلول عام 2021.قد يتجاوز الرقم المليار عندما نفكر في الأجهزة القابلة للارتداء، نميل إلى ربطها مع المستهلك –
ولكن ماذا عن الشركات ومؤسسات الأعمال؟ كيف يمكن لها الاستفادة من الاتجاه المتنامي لتطور التكنولوجيا القابلة للارتداء لتحسين خدمة العملاء،؟
وكان هذا السؤال قد تم طرحه في احدى شركات  السفر التي اقامت ندوة  لتناقش كيفية اجتذاب  مجموعة جديدة من المصطافين على سفنها السياحية. وقد تم تصميم “ميدالية المحيط”، وهو رمز بحجم قطعة معدنية من عشر بنسات ، تحل محل الهواتف الذكية وبطاقات الائتمان وغيرها من الأجهزة بمجرد أن يكون العميل قد استقل السفينة.

ويمكن للمسافر ارتداؤها على معصمه، او كسلسلة أو تحمل في جيب أو محفظة، ويمكن استخدامها للعديد من الاغراض في السفينة بما فيها القدرة على دفع ثمن السلع التي يشتريها.

قامت شركة السفروتدعى(Princess Cruises)  بتثبيت 122 كم من الكابلات و 7000 جهاز استشعار و 650 قارئ لانجاح هذه التجربة وجعلها  سلسة، وترى  الشركة ان هذا استثمارا مجديا لإجتذاب أكبر عدد ممكن من الزبائن  كروز. يقول توني روبرتس، نائب رئيس قسم المملكة المتحدة وأوروبا في الشركة : “إن الهدف هو تعزيز تجربة ضيوفنا بحيث نصبح الخيار الأول لهم.
“نحن نقدم للضيوف تجربة أكثر امتاعا وفائدة  وتمنحهم الاستفادة القصوى من وقتهم في  اثناء العطلة. ونعتقد أن هذه هي الطريقة التي سيستمتع بها الناس بعطلتهم في المستقبل، وبحلول عام 2025، سيكون هناك 500 مليون سماعة VR  للواقع الافتراضي في الاستخدام في جميع أنحاء العالم
وهناك عدد لا يحصى من القطاعات الأخرى التي يمكن أن تستفيد من الاستثمار في التكنولوجيا القابلة للارتداء. وتعتبر سماعات الرأس الخالية من اليدين مع تقنية العرض المتطورة مثالية للعاملين في حالات الطوارئ وفرق البحث والإنقاذ والفنيين والمهندسين في الميدان – مما يسمح لهم بالوصول إلى المواقع أو تنفيذ الإجراءات المنقذة للحياة أو فحص وصيانة المعدات بدون الاضطرار إلى حمل الجهاز باليد. مدير تقنية احدى الشركات و هو بلين توكي من أشد مؤيدي استخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء في هذا المجال. “هذه هي الثورة التي نبحث عنها، وهي النموذج الجديد الذي يمكن ارتداؤه في عمليات التنقيب عن النفط والغاز”،. ” . ومن بين الامثلة الشائعة في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء اختراع نظارة غوغل

إن التقنية الأبرز التي تعمل بها نظارة غوغل هي تقنية الواقع المُعزز). والواقع المُعزز هي تقنية حديثة تقوم بعمل نوع من الربط ما بين الواقع الحقيقي (الأجسام الملموسة المحيطة بنا) وبين عالم الحوسبة عن طريق إظهار طبقة افتراضية من المعلومات المفيدة فوق الجسم المطلوب. هذا المفهوم ليس بالجديد حيث تم طرحه ضمن تطبيقات متعددة للهواتف الذكية، حيث تستطيع توجيه كاميرا الهاتف إلى الشيء المُراد معرفة المزيد من المعلومات عنه (مبنى، شارع، موقع أثري .. الخ) كي تظهر طبقة المعلومات على الشاشة.

نظارة غوغل هي عبارة عن نظارة يمكن ارتداؤها كأي نظارة عادية لكنها لا تمتلك عدسات (المزيد عن هذا لاحقًا)، تحتوي بداخلها من الأجزاء ما يجعلها أشبه بجهاز كمبيوتر متنقل (معالج وذاكرة واتصال لاسلكي، وغير ذلك) تعتمد على تقنية الواقع المُعزز لإظهار المعلومات في الزاوية اليمنى العليا لعين المستخدم. وتعتمد على مجموعة من التقنيات الأخرى التي طورتها غوغل منذ تأسيسها وحتى الآن مثل طلب المعلومة والحصول عليها بشكل فوري وتقنية التعرف إلى الصور التي طرحتها غوغل سابقًا في تطبيق Google Goggles، والأوامر الصوتية، وخرائط غوغل، وغير ذلك من التقنيات التي تعمل جنبًا إلى جنب وبشكل مدروس لتقديم التجربة المطلوبة. ورغم أن العديد من الشركات تعمل حاليًا على إنتاج منافس لهذه النظارات إلا أنه ليس من السهل منافسة غوغل في هذه النظارة وذلك لأنها تعتمد على تراكم من التقنيات العبقرية التي طورتها غوغل خلال السنوات السابقة. وبالتالي فهي ليست مجرد “نظارة”. فالنظارة بحد ذاتها وبناءها هي البداية فقط. في الحقيقة فإن ما يحقق الفائدة الفعلية من هذه النظارة هي خوارزميات غوغل في البحث وأرشفة المعلومات وتقنياتها الأخرى التي جعلت غوغل هي الأفضل في هذا المجال. هناك علوم كاملة من الرياضيات وتقنيات الويب وتقنيات الحوسبة ومن مخدّمات غوغل الجبارة القادرة على معالجة مليارات الطلبات في الثانية. وبالتالي فالنظارة هي الواجهة فقط التي تقدم كل هذه التقنيات مجتمعة لتقديم المعلومات المناسبة في المكان والزمان المناسبين.

________
*عن التلغراف/المدى

شاهد أيضاً

كيف تعلمت الحواسيب الكتابة: تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره في الأدب

كيف تعلمت الحواسيب الكتابة: تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره في الأدب مولود بن زادي في كتابه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *