دان براون.. يفكّك شيفرة الكتابة


إبراهيم الملا

يستضيف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحالية عدداً من الأسماء الإبداعية البراقة والمؤثرة والملهمة للملايين من القراء ومحبي الفنون البصرية والأدائية المختلفة في مجالات القصة والشعر والرواية والموسيقى والتشكيل والمسرح والسينما، ومن أبرز هؤلاء المبدعين، الذين يحلون بقاماتهم المتوهجة وصيتهم الذائع في عاصمة الثقافة العربية والإسلامية بمناسبة انعقاد المعرض، الكاتب والروائي الأميركي الشهير دان براون صاحب الروايات الأكثر مبيعاً وانتشاراً حول العالم وقت صدورها، مثل «شيفرة دافنشي» و»ملائكة وشياطين» و»الجحيم»، وهي روايات تلقفتها السينما بنهم شديد، وتحولت إلى سلسلة بصرية مشحونة بالغموض والجريمة للكشف عن أسرار تاريخية ودينية قديمة ولها انعكاساتها أيضاً على الحاضر.

سيتحدث دان براون، مساء اليوم الخميس، بقاعة الاحتفالات الكبرى في مركز إكسبو الشارقة وضمن البرنامج الثقافي للمعرض، عن خصوصية تجربته الروائية والدوافع الذاتية والمعرفية والجمالية التي قادته إلى هذه النوعية من الكتابة، التي تتضمن نسقاً بوليسياً مشوقاً، وغير منفصل أيضاً عن متاهة الألغاز القديمة والجماعات السرية والمخططات المخيفة وسط علاقات معقدة ومتشابكة بين الدين والفن والعلم والسحر والتصوف والخرافة.

وخلال لقائه مع جمهوره العريض والمتنوع سيحاول دان براون تفكيك شفرة الكتابة وطبيعتها الروحية المتعارضة مع الواقعية الجامدة والنفعية للعلوم، وهي المعادلة الصعبة التي ظلت حاضرة في معظم روايات براون ابتداء من «الحصن الرقمي» أولى رواياته، والتي أطل منها على خارطة روائية شاسعة ومغرية للكشف عن ألغاز تاريخية عالقة فيها، وبحاجة لمن يضيء دهاليزها المظلمة وصولاً إلى كشوفات جديدة ومبهرة في عالم الرواية ذاتها، ومن هنا بدأت السلسلة (البراونية) ـ إذا صح التعبير ـ في الكشف عن رؤى استقصائية مذهلة تخطف الأنفاس وسط رحلة ذهنية مدهشة ومغامرة تخيلية عاصفة بين الماضي والحاضر وحتى المستقبل فظهرت روايته «شيفرة دافنشي» في العام 2004، والتي انتشر صيتها في أصقاع العالم، وترجمت إلى ما يزيد على 40 لغة وبعدد نسخ تجاوزت سقف المائتي مليون، وهي الرواية التي تحولت بعد ثلاث سنوات من صدورها إلى فيلم سينمائي بذات العنوان من إخراج رون هاوارد وتمثيل توم هانكس، حيث تدور أحداث الرواية ـ والفيلم لاحقاً ـ انطلاقاً من متحف اللوفر بباريس الذي يشهد جريمة قتل غامضة يذهب ضحيتها أمين المتحف، وتميط التحقيقات اللثام عن تفسيرات مشككة في أصل نشوء المسيحية.

وفي تتمة لهذه الرواية الإشكالية التي شهدت إقبالاً وجدلاً واسعاً بين القراء ورجال الكنيسة، قدم دان روايته «ملائكة وشياطين»، والتي تدور في ذات الفلك من الجرائم الدينية الغامضة، ولكن مسرح الأحداث سيكون محتدماً هذه المرة داخل أروقة الفاتيكان المنطوي على منظومة مشبوهة من طبقة رجال الدين وانطلاقاً من لعبة مصالح جشعة وشيطانية يتبادل أطرافها عدد من المتنفذين في كنيسة القديس بطرس، في مقابل منظمة (المتنورين)، التي تعمل في الخفاء لتنفيذ أجندتها المروعة من خلال قتل أربعة كرادلة من الرومان الكاثوليك بشكل متلاحق قبل محاولتها تدمير الفاتيكان بسلاح سري رهيب، حيث يسعى البروفسور روبرت لا تغدون من جامعة هارفارد الأميركية لإبطال مفعول هذا السلاح بالتعاون مع الشرطة الإيطالية. الرواية بدورها تحولت إلى فيلم نفذه أغلب المشاركين في الفيلم الأول «شيفرة دافنشي» ومن المتوقع أن تتحول رواية دان براون في ذات السلسلة، وهي رواية «الجحيم» إلى فيلم ثالث.



– الاتحاد

شاهد أيضاً

أبورياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع لإنارة الطريق

الأديب موسى أبو رياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *