أسئلة


*حياة أبو فاضل

ما الذي يأخذ العصور البشرية الى تراجع لا قيام بعده إلا بعد زمن قد يطول الى قرون إنحطاط في مسيرة الفكر والوعي والإدراك؟

من يقف جداراً أمام أطفال جدد يأتون كوكب الأرض لاختبار الحياة فلا يصادفون إلا التشرد والبؤس ويضطرون الى العمل بدل الدراسة لإعالة ذويهم الذين أكثروا الإنجاب كي يرموا ثقلهم الجاهل على أطفال يستعبدونهم ولا يفتحون أمامهم أبواب الحياة؟
من يستطيع فك ألغاز العبودية التي تسم المجتمعات العربية، بدءاً من أسماء “الرجال”، فمعظمهم عبيد للخالق ولأسمائه الحسنى، لا هم أبناؤه ولا هو أبوهم، يخافونه فيظلّ الحب الجامع بعيداً. ومن هذي العبودية، إبنة الفكر البشري، تنتج علاقة الإنسان بكل من يتربع فوق عرش الإستعباد من الجنس البشري الحاكم، والعبودية لا تعرف الرأفة؟
هل يعرف الإنسان العبد وذاك المستعبِد ان هذي العلاقة المريضة ما عرفها من الكائنات فوق الكوكب إلا الإنسان الذي تطوّر “دماغه” وما تعقل؟ وليته حافظ على إيقاع مخلوقات رائعة لا يزال عقلها غافلاً، فهل يعرف ان من العبودية تنبت كل الشرور، فالعبودية تلغي تلقائياً فضيلة الضمير؟
ماذا ينقص هذي “الأنا” الجبارة، العملاقة، المرتكزة على مخالب الشر، “الأنا” العربية، توأم “الأنا” العبرية، حاملة نسيج الكبرياء الجاهل نفسه، لا يردعها تديّن ولا ممارسة فروض مقدسة، تتكرر على مر العصور بلا نتائج إيجابية تمحو ولو بعض جهل، فالغاية من إتمامها ما تخطت يوماً طمعاً في مكافأة أو ثواب… ماذا ينقص هذي “الأنا” فلا تتطور؟
وهل الكوكب “متروك” فما من يمسك يده؟ وهل إنسانه ساقط لا في الخطيئة الأصلية، بل في غياب الحب، في أعماق محيط حقد وبغض وأطماع، يغرق ويغرق وما من منقذ؟
وهل من خطط اليوم لانتفاضة عربية زائفة ضد الظلم، من حكام عرب وغير عرب، مسلمين، وإسرائيليين يهود، وأهل غرب مسيحيين، هل حسبوا حساب أهل شرق أحالوه مختبراً قائماً على آبار نفط ومشتقاته، يريدون جميعاً إبتلاعها، عطشهم بلا حدود الى ما تعطي الأرض، ويرافقهم جشعهم حتى بعد رحيلهم عنها؟
ما حكاية إنسان الأرض، إنسان كان همه في العصر الحجري لا يتخطى كهفاً يؤويه وطعاماً قليلاً يقيه الجوع، فصار بعد ألفيات كثيرة شهدت على تطور دماغه وإنجازه، يجوب المساحات قاتلاً بلا رحمة، باحثاً عن الثروات وعن عبيد يطيعون “أناه” وألقابه الكثيرة، فهو يمثل اله السماء على الأرض في علاقة وثنية، بدأت واستمرت وثنية، ونشهد اليوم على وثنيتها البدائية، فهل الإنسان حقاً كائن عاقل، أم انه…؟
______
*النهار

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *