حذاءُ


*محمد الهجابي

( ثقافات )

أنا نائبُ وكيل الملك، وهذا حذائي. منْ لم يره من قبل، فليلقِ عليه الآن نظرةً. قد تكونُ هذه النظرة هي الأخيرةُ إلى الحذاء. لديّ حدْسٌ فحسب، لا أدري باعثُه بالتعيين، يفيد بأنّ حذائي، دون سواه من المداسات، ستكون له حكايةٌ. لذا، رجاءً ألقوا النّظرةَ عليه، وروّزوه قليلاً، وأطبعوا صورته في شاشة دماغكم الجوانيّة إلى الأبد، أقصدُ إلى غاية انتقالكم إلى الطّين الذي جئتم منْه، ولم يجئْ منه حذائي المعظّم ثلاثاً!
بعد الذي حدثَ في ورشة المطالة، لا أفكّر في التخلّص من هذا الحذاء. أنا اطلعت على عوالم الأحذية؛ أعني دنياها، أفقهُ سرّها، وأعجمُ خبرها. الحذاءُ نعمةٌ، يا سادة. والحذاءُ نقمةٌ أيضاً. وغالطٌ، إلى أبعد الحدود، من يظنّ أنّ وجود الحذاء مختزلٌ في احتواء الأقدام والكمش عليها. مثلما هو مخطئٌ من يعتقد أنّ الكرسي منحصرٌ في احتواء السوءات واحتضانها من كلّ جانب. قطعاً، غالطٌ من يعتقد في ذلك. اسألوني، أفصل الشّرح قدامكم. هل قلت لكم إنّ الكرسيّ كالحذاء؟ أي نعم، إنّ الحذاءَ كالكرسيّ. هذا كذاك. يشتركُ الحذاء مع الكرسي في شمائل. هل حُزتم موعظةً من قصة حذاء أبي القاسم الطنبوري؟ أقول لكم: إنّني إذ أنتعل الفردةَ كلّ صباح، ألفي حكاية هذا الرجل ماثلةً قدام ناظري. أفكّر في الحكاية هذه كما لو أنّ وقائعها، التي صارت بها الألسنُ عبر أقطار المعمور، جرت قبل حينٍ فقط. وقصّة حذائي ليست شبيهةً بقصة نكيتا خروشوف، ولا هي نظير حكاية حذاء غاندي، ولا هي بقصة حذاء منتظر الزيدي الذي رمى به جورج بوش الابن كما شاهدتم في التلفاز. متأكدٌ أنا من أنّكم سمعتم بهذه القصص، لكن حتماً لم تسمعوا بقصة حذائي. كنت أمنّي نفسي بحكاية لحذائي هذا. حكاية مميّزة. وظللتُ أنتظر تحقّقها. وها قد حصلَ. وجاز لي، بالتالي، أن أحتفظَ بهذا الحذاء الاستثنائي في قمطرٍ مصانٍ كما تحتفظ المتاحف الرّاسخة بكنوزها. وصار من حقوقي المحفوظة أنْ أحكي مجريات حكايته مثلما حصلت، لا كما تصادت بها الصحف والمجلات والفضائيات! 
ففي صباح يوم 16 فبراير 2013، وهو يوم عطلة أسبوع، تبعاً لما تخبر به الأجنداتُ واليومياتُ والمفكراتُ، قرّرتُ أن أرومَ ورشة المطالة. ومنْ بالكوني، بالكون الفيلا، في ذلك الصّباح المشهود، رأيتُ الفراغَ والصمتَ في الجوار. كانت ندفُ الغيام قد بدأت تتّسع لأشعّة شمسٍ شاقوليّةٍ. وقبل ذلك بوقتٍ، كنت استويتُ وزان مرآة الحمام. حلّقتُ العارضين والذقن، وطبطبتُ على الوجه بمرهم “نيفيا”. ثمّ ولجت غرفة النوم، وانسلكتُ في لباسي. القطعة عقب القطعة. ثمّ احتذيتُ الأسيلَتيْن. وأمام مرآة دولاب خشب الصندل رتّبتُ هندامي المكوي وتأنّقتُ وتعطّرتُ. وتراجعتُ إلى الخلف حتّى أبروزَ الجميلتيْن، وأسعدَ بطلعتهما المهيبة. أيّ شعور بالزهو يتملّكني حقاً إذ أرنو إليهما!
من البالكون استرقتُ نظرة عجلى إلى الخارج، أسنتبئُ الأجواءَ. وفي ما أنا أهمّ بالمغادرة إلى كراج الفيلا لحقتْ بي امرأتي، وأمّ عيالي الثلاثة، عند الدرج، ثمّ جعلتْ تمسحُ الهبريّة منْ على الكتفيْن وهي توشوشُ لي في تمام صغو الأذن برسم الاهتمام بالسيارة. وكنت أهزّ رأسي مطمئناً وموافقاً. وما إن ولّت حتّى ركبت وشغّلتُ المحرك وانطلقتُ. خمّنتُ في أن أعرجَ على مقهاي المفضلة وأحتسي قهوتي. لا تبعدُ المقهى عن ورشة المطالة سوى بخمس دقائق ركوباً. هذه الدقائق، بعد قليلٍ فقط، ستسرطُها سيارتي الكات كات سرطاً. في المقهى، تصوّرتُ كيف تكون امرأتي وهي تبصرُ سيارتها في شكلها الجديد. قطعاً، ستفرحُ. وربما زغردت. سأرى عينيها تتوسّعان وتبرقان، وفمها يصدرُ تلك الذبذبات الرائقة، فيما شعيرات شاربها الدقيقة، التي يكاد لا يبيّنُها غيري، ترقص بهجةً. وحتماً ستعانقني. ثمّ وإذْ تديرُ لي ردفها الممتلئ مغادرةً نحو المطبخ ستلتفتُ وتغمزُ لي وهي تمرّرُ السبابة على الوتَرة. وفي المساء، ستدخل الدوش وتمرق منه مجلوّةً. سنحتفلُ معاً على الفراش بالعودة الميمونة للسيارة كما يقتضي الحال. وسأدخلُ فسحةَ ساقيْها كما لو أدخلُها لأوّل مرة. واثقٌ أنا من أنّها ستفتحُ لي جسدَها الماتع عن الآخر. ويا لأحوال امرأتي كيف تصيرُ بين ذراعيّ بديل خدماتي!
ألقيتُ نظرة إلى حذائي اللامع. أسود اللون ومن طراز رفيع، صرعة Gianni Russoالشهيرة. هذا الحذاء مهدىً إليّ منْ قبَلِ زبون. ولنقل صديقاً لي. أضحى صديقاً بعدما كان إلى وقتٍ قريبٍ مجرد زبون. في الحقيقة، لا أصدقاء لي. في المهنة، في هذه المهنة بالضبط، لا أصدقاء. وكيل الملك لا يملكُ أصدقاء. ولا نائبه بالأحرى. ليس لديه منْ أصدقاء يعوّل عليهم. هي ذي الحقيقة في كامل عريها. ما يعجبُني في حذائي هو كعبه ومقدمته. الكعب مرتفع قليلاً والرّوْق حادٌ وموشىً بتطريزات تأسرُ القلب وتخلبُ العقل. وسيور زلقة ذات بهاء. عندما أطأُ به الأرض أحسّ بنعله الداخلي المبطن مثلما لو كان خدّ كاعبٍ لم تمسسْه شفةُ عاشقٍ بعد. في الواقع، لم يستقدمْه لي صديقي من الخارج بمحض صدفةٍ. ليس ثمّة من صدفةٍ. أنا الذي عيّنت طبيعة الطلب، وهو لبّى مشكوراً. قال هذه هدية من بلاد الطاليان، وهي منّي إليك يا صديقي العزيز، ألا رجاءً فلتقبلها منّي عربون محبّةٍ. ولقد قبلتُها. أعرف أنّه يحابي فحسب. بيْد أنّه لا بدّ لي من أن أقول إنّ ما يروقني في هذا الحذاء الاستثنائي ليس شكله، ولا بطنه المريح فقط، وإنّما دور صاحبه في فيلم Le Parrain. أحببتُ Carlo Rizzi من ذلك الفيلم في سبعينات القرن 20. أعني أنّني أُعجبتُ ب Gianni Russo منذ ذلك العهد. أحببتُ فراشة عنقه، ثمّ أحببتُ لاحقاً حذاءَه. في الحقيقة، أحببتُ الرجلَ. أظلّ أنظرُ إلى وسامته. تسحرني ابتسامته التي تجلو أسناناً مصطفّة بيضاء كالحليب. يفتنُني هندامه. قميصه الأبيض المفتوح عند الصدر. سترته الكحلية. المنديل الأحمر بخاصة الذي يزيّن الجيب. الخواتم في أصابعه. قعدته الباذخة فيما الكفّ على الكفّ. وزانَ المصوّر أسعى إلى استحضار هذه الهيئة. آآآآهٍ، لكم تفتنُني! لم يكن صدفةً طلبي ذاك. وحقاً، فصديقي لمْ يدرك سرّ ارتباطي هذا بالحذاء هذا. كيف يدرك؟ والآن، أَنظرُ إلى الفردتيْن كما لو كانتا توأماً. أعشق هذا التوأم. هاتان الأميرتان لي معهما تخيّلات، وأيّ تخيّلات، آآآآآهٍ!
سدّدتُ ثمن الفنجان وزايلتُ المقهى. لم أرُمْ ورشة المطالة رأساً، فكّرت في جولة إلى المكتب أولاً. يوم سبت من كل أسبوع تقريباً أطلّ على المكتب. إطلالة خفيفة، لا تحرج أحداً، ولا سيما من حراس وشرطة الباب الرئيس للبناية. أجري مكالماتٍ من هاتف المكتب، واهتمّ بأمر حذائي. في نيّتي، هذه المرة، أن ألمعَ عنق الحذاء بكريم فازلين متميّز، اقتنيتُه من زنقة كاستيغليون بقلبِ باريس. لا أترك الحذاءَ لفراشي ماسحي المقاهي تعبثُ بنعومة جلده. أغتنمُ لحظات في المكتب وأُخرجُ الأدوات منْ سفَط المكتب، ثمّ أشرع في دهنه وتلميعه ومسحه بمحرمة من قماش صوفي رطب. وقد أرشّه بالورنيش. أفعل ذلك بحرصٍ وانتظامٍ. في المنزل، وقت المساء، أرشّه بقدر من البيكينج صودا. ولا أتوانى في استعمال مواد أحذية نسائية، جلبتُها من باريس كذلك لفائدة امرأتي، كي أطردَ من حذائي الروائح الحامزة التي قد تنكمي فيها، وأنعّمه وألطّفه. وأفعلُ ذلك في الفيلا من غير أن أعيرَ كبيرَ انتباه للتعاليق، فهذا الحذاء مفخرتي بامتياز. أجدُ المتعة، كلّ المتعة، في هذا التّماس الجسدي مع الحذاء. ولكُم أنتم أن تأوّلوا هذا التصريح كما تبغون، فلست معنٍ بالتأويلات التي قد تتفصّد من عقولكم. وأجهرُ القول أيضاً إنّني لو أستطيعُ لكنت كتبت يوميات حذائي من لحظتما رمقه بصري في قدم بطلي القديرGianni Russo .
أي نعم، حذائي يستحقّ ذلك وأكثر. أركبُ الكرسي الدوار بالمكتب، ثمّ أمدّد الرجليْن قدامي حتى تبدو الفردتان في منتهى أبّهتهما. أدور في الكرسي ويدور الحذاءان بالتبعية. يا لروعة هذه اللحظات! يحدثُ في أوقاتٍ أن أتّكئَ بكامل جسدي على المسند، فيما أرفع الحذاء إلى سطح الطاولة كما يفعل الكاوبوي في صالات القمار أو كما يباشر Clint Eastwood، إذ يسدل فوق عينيه قبعته المعروفة، وهو يحرس أخطر المجرمين.
وأفهمُ يوم هنّأتني زميلتي الشهوانية، ذات الفلجة بيْن الأسنان، في دهليز المحكمة. ثمّ لمزتني، وقالت إنّها تزنُ الرّجلَ الواحدَ منْ حذائه. هل أقول إنّ ما خطر لي، يومها، هو أن أكاشفَها برغبتي في أن أرى لسانها اللّزج يخرج من بيْن شفتيها العامرتين كما لسان أفعى ويطفقُ في لعق حذائي؟ وأيمَ الله لأدفعنّ النقد بالأوراق المورّقة والملوّنة والمؤلّفة لو تفعل.
وها قد طابَ لي بعد هذه الاستراحة بالمكتب أن أنصرف في اتجاه ورشة المطالة. سقتُ الكات كات بتُؤَدةٍ بالغةٍ. أرسيتُ السيارة بالحذاء، ونزلتُ. فكّرت للتّو في كيف يترجّل بطلي من سياراته الفارهة. لا شك أنّ أحدهم يفتحُ له البابَ، ويوسّع. أكاد أسمعُ الموسيقى المصاحبة للكبير Nino Rota. وأَحلفُ بأغلظ الأيمان إنّني لسمعتُ المقطع الموسيقي نفسه وهو يرافقني عند مبارحتي لسيارتي. صدقوا أو لا تصدقوا. موسيقى هزّت كياني من أساسه، حتّى أنّ خطوي بات أثقلَ وأبطأَ وهو يشقّ سبيله نحو الورشة. وعند حينٍ، شعرتُ بمسدسيْن نبتا في جنب خصريّ، الاثنين معاً، مدلّيْن من زنّار جلد، وأبصرتُ مهمازَ الحذاءيْن بعين حدْسي تماماً كقرينه لدى الكاوبوي. متيقّنٌ أنا منْ أنّكم لنْ تشعروا بما أشعر به لحظتها. لا مناصَ لكم من حذاءٍ من طراز ما أحتذيه حتّى تخبروه. 
رفعتُ بصري إلى السماء، فإذا بالشمس تجنحُ نحو البُهرة. نظرتُ إلى الجهتيْن، فإذا أنا وحدي. ظهرتْ لي باب الورشة بظلفتيْ خشبٍ مهترئٍ ومشرعٍ، وسيّاج حديدٍ صدئٍ ومعلّقٍ. تمثّلتُ على الفور باب صالون بار، وتحسّستُ ماسورة مسدسيّ المفترضين. في عمق الورشة بدا لي شبحُ سيارة؛ سيارةُ امرأتي. ثمّ لمحتُ ظلّ شخصٍ يتحرّك بالقرب. أهو صديق أم عدو؟ خاطبتُني. السيارة اختبرتُ حقيقتَها من الوهلة الأولى. لا يمكن أن أخطئَ. يحدثُ أن أخطئَ، لكن لن أخطئَ عقلَ سيارة امرأتي.
هو شابٌ في بدايات الثلاثينات من العمر ذاك الذي أقبلَ عليّ يستوضحُ. من كسوته حدستُ أنّه ليس بصاحب المحلّ. من جديد تحسّستُ الماسورة. أين القيّم على الورشة؟ سألتُ. تراجعَ قليلاً إلى الخلف من غير أن يحر رداً. ثمّ جعل يمسحُ يديْه في قطعة كتان مبقّعة بالسواد، بينما هو يهربُ بنظره إلى أشياء في المحيط. هياكل سيارات. قطع محركات مفككة. أدوات عمل. آليات متنوعة. ثمّ أخبر بأنّ اسمه: السي محمد، وبأنّ ربّ الورشة مشغولٌ. سألتُ عن السيارة بوجو 307. قال إنّها في طور الإصلاح حتّى تمطلَ وتصبغَ. قلت له أريدها الآن. قال إنّ ذلك غير ممكنٍ. قلتُ له: آآآآآلسي محمد، لمَ لمْ تنهوا عملية المطالة؟ قال: تنتظر دورها، هناك سيارات من قبلها. سألتُ: متى يعود صاحب الورشة؟ أجاب: ما بعد الظهر. نبرتُ: هذا كثيرٌ. ثمّ رحتُ أحتجّ. هذا الاحتجاج أكّدته بمختلِف الصيغ في مخفر الشرطة. لم أكن في حاجة لمسدسيْ زنّاري كي أسوقَ المطّال إلى المخفر. كان شرطيان من المفوضية كافيان لإفهامِ هذا الولد الأسيف أنّ من جاءه إلى الورشة ليس من “أيها النّاس”. أنا سبقتُه إلى المفوضية وهو أُلحق بي مخفوراً بالمخزن. كان مداساه من بلاستيك، ويكبس عليهما سخام واهتراء. ولم يكن ثابت الوقفة. ولقد حلا لي أن أمطُل حذاءيّ البارقين والرّاسخين أمامه. كان لامعيْن. وها إنّ التخيلَ وجّ في دماغي وهجسَ في خاطري وأنا لا أكفّ عن النظر إلى الفردتيْن الأميرتيْن، واستمراء دفئ جوفهما النفّاخ. شفّ الولد عن خوفٍ، ما في ذلك من شك. الشرطيان أيضاً فقها جردةَ حاله. وكشفتُ أنا عن معدني حتّى يعجمَه وهو الجاهل به قبل لحظات فحسب. جرّستُ به وسمّعتُ. أنا ابن المخزن ومنَ المخزن ومنْ ورثةِ المخزن، صحتُ فيه. وقلت له: ألا وقد قصّرتَ في فروضك أيّها المعتوهُ المطّال، وجاوزتَ الحدّ، فقد حان لك أنْ تعرف أيّ “النّاس” أكونُ. ولما صار الخوف ينزّ من بؤبؤ العينِ، عينُه، وقد محلت سيماء وجهه، بصمتُ على حنكيْه بجِماع كفّ يداي، فدوّتِ الغرفة بأصداء. ثمّ أبصرتُ الفردتيْن تغمزان. أَقسمُ إنّهما تململتا في موضعهما، وخاطبتاني. وأنا لمْ أفعل سوى أنّني لبّيتُ النداء. قلتُ للمعتوهِ المطّال: الآن، لزمَك أن تسجدَ، فسجدَ. وقلتُ له وأنا أرمّق النّظر إليه من علٍ كما لو كنت أنظرُ إلى كلب جيراننا الباست المقرفِ: قبّلْ قنّة رأس الأميرتيْن من غير دنسٍ، فقبّلَ. كرّرتُ، أنا نائب وكيل الملك، الأمر إليه مرّاتٍ، فما خذلَ. وقتها فقط، فكرتُ في فيلم Le Parrain. واستعدتُ صورَ حذاء بطلي؛ حذاء Gianni Russo، ولا حسد!
ماي 2013
*النص القصصي هذا هو محض تخييل سردي ليس إلا ل”وقائع” قد تكون جرت بمدينة مغربية في بحر شهر فبراير من سنة 2013!
_________
*قاص وروائي  من المغرب

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *