أرشيف الوسم : لانا المجالي

إصبع صغيرة للأمير الكبير

*لانا المجالي الأمير الكبير في السنوات الأربع الأولى من عمره، كانت الدهشة تلوّن وجه طفلي في كل مرّة أروي فيها حكايات ممتعة عن الكوكب البعيد الذي جئتُ منه. في عيد ميلاده الخامس، اضطررتُ تحت ضغط إلحاحه الشديد، أن أفسّر له حقيقة القوانين التي تمنع إنجاب الأطفال في موطني الأصليّ، ولكنها …

أكمل القراءة »

على تخوم المدينة الفاضلة

*لانا المجالي (1) تفتِّش خزانة ملابسك، وجيوب معاطفك الشَّتويّة الرَّماديَّة، وأدراج المطبخ. تتأمَّل حبل الغسيل، ثمَّ تعود لتقلب المزهريَّة الفارغة فوق الطَّاولة. تحشر رأسك تحت الأريكة وترفع  طرف السِّجَّادة، قبل أن تجلس على مقعدٍ جانبيّ؛ خائر القوى، مُحاطاً بالفوضى، مُتسائلاً: ما الذي أبحث عنه؟ هل فقدتُ ذاكرتي؟ لا تقلق، أنتَ، …

أكمل القراءة »

شهادة أموميَّة؛ حبر وحليب

*لانا المجالي حبر احتفاء الكاتبة بالأمومة من موقع الابنة فقط يُحيِّد أنوثتها، ويمنح الرَّجل الكاتب ذريعة ابتكارها، والمجتمع حقّ تعليق صورة واحدة للأمومة على حائط ثقافته. المرأة التزمت الصَّمت بإرادتها الحرَّة؛ لأنّ صورة الأمومة المكرَّسة تخلع عليها هالة من القداسة، أو لأنّها ظنَّت بأنّ مهمّتها- بعد أن أُذِنَ لها بالكتابة- …

أكمل القراءة »

ابتكار الحبّ في الزَّمَن السَّائل

*لانا المجالي   ( 1 ) عندما يتساءل جان لوك ماريون: “ما الجدوى من الوجود إذا لم يحبّني أحد؟”، يضع الحبّ على رأس سلّم أولويَّات البشريَّة، ويقرِّر أنَّ الحبَّ ممكن بلا وجود، لكن الوجود غير ممكِن بلا حبّ. هذا التتويج، أعلنه ماريون في كتابه “ستَّة تأمّلات حول ظاهرة الحبّ” ، مشيرًا …

أكمل القراءة »

ضدّ النسيان … ذاكرة للذاكِرة

*لانا المجالي    “تكتسب أتفه الأشياء حين تستعيدها عين الذكريات تلك الحيوية والرهافة والأهميّة التي تكتسبها الحشرات أثناء النظر إليها عبر زجاجةٍ مكبِّرة؛ لا حدّ للبهاء والتنوّع” وليم هازلت[1] ( 1) إذا كان الماضي جَنَّة، فمرور الزمن معصية لا تَنْفَكّ تطردنا منها، أمّا الذاكرة أو مسرَّاتها، فهي ضربة الحظّ التي …

أكمل القراءة »

“مومو” إنده والدُّمَى البشريَّة المُعبَّأة

*لانا المجالي (1) كانَ الوَقْتُ يَحتَلّ طاولة عيد الميلاد المُزدانة بالشّموع؛ طازجاً. ساخناً. شهيّاً، أمّا في أيّامِنا هَذه، فإنّه يتنقَّل خفيةً داخل حقيبة سفرٍ صغيرة بين المَطارات؛ حقيبة ضيِّقة لا تَسَع أكثر من حاسوبٍ محمول، وهاتفٍ جَوَّال. الوقت الذي حوَّله بنجامين فرانكلين إلى ذَهَب، كما عرَّفَ الإنسانَ مِن قبل بأنَّهُ …

أكمل القراءة »

مِنفَضَة… لغبار العالم

*لانا المجالي (…)  الوحدة؛ ليست غرفة خاوية غادرتها امرأة وهي تحملُ مِعطفًا وأغنية الوحدة؛ قبرٌ مُكتَظّ بجسدها العاري وصمتها المبلول. (…) امرأة لا تغادر عين الباب الزجاجيّة وحيدة تُشفِقُ على مقاعد الحدائق الخشبيّة من تلاصق العشّاق قاحِلة تَخشى على البساتين من تنامي الأعشاب الضّارّة جائعة تتذمَّر من ازدياد معدلات السُّمنة …

أكمل القراءة »

طعام.. شَغَف.. كِتابة

*لانا المجالي (1) أن يكون أشهر طهاة العالم من الرجال، لا ينفي حقيقة أن الطعام المنزليّ الذي تعدّه النساء أكثر حميميّة والتصاقاً بالذاكرة. أن يكون أشهر الكتّاب من الرجال، لا ينفي حقيقة أن الكاتبات أكثر قدرة على تحويل الطعام وطقوس طهيه وتناوله إلى بطلٍ روائي. (2) “تيتا” بطلة رواية “كالماء …

أكمل القراءة »

قيثارة أورفيوس ورابسوديات العصر السعيد

*لانا المجالي (1) (دو)؛ المفتاح الحزين الذي استخدمه بيتهوفن للتعبير عن موت بطله في مارش سمفونيته الثالثة الجنائزي، شاركني سرد حكايات ما قبل النوم لأطفال هاملن الألمانيّة الذين اختفوا نتيجة تنكّر أهاليهم لصنيع الزمّار منقذ البلدة من الجرذان بعد أن استدرجها بألحانه السحريّة لتغرق في النهر. عندما رفض أهل هاملن …

أكمل القراءة »

ساعات “دالي” الرّخوة وثوب “بينيلوبي”

*لانا المجالي  ( 1) الآثار التي نحتفي بها ونزورها في المتاحف؛ أزمنة أجدادنا المتجمّدة. وجوه أحبابنا الموتى في اللاوعي؛ نوستالجيا تصويريّة. وردة مجفّفة بين أوراق دفترٍ قديم؛ قصّة حبّ مصلوبة على سور المدرسة الثانويّة. وحتى نبرأ من “بتذكر آخر مرّة شفتك” فيروز، علينا ترك الماضي في الماضي. ( 2 ) …

أكمل القراءة »