الكون العاقل يخاطبك، فما هي إشاراته

*مدني قصري

 

“التزامنية Synchronicité ” مصطلح ابتكره عالم النفس والطبيب النفسي السويسري الشهير كارل جوستاف جونغ.

بطريقة ما، الحلم مُرشدنا في الليل، والتزامنية مُرشدتنا في النهار …

منذ فجر التاريخ، لاحظ الناس بعض الصدف بالتأكيد في حياتهم،ودون أن يتمكنوا من شرح سبب تجلي هذه الأحداث

علامات الكون معقدة ، لكن عليك التحلي بالصبر من أجل التواصل بهذه الطريقة والحصول على المساعدة.

ستظل بعض الأسئلة بلا إجابة باستمرار، لأنك لا تتمكن بعدُ من استيعابها بحواسك الخمس. الآن قد لا يكون الوقت المناسب لك للعثور على إجابة، لأن هناك سببًا لكل شيء، لأنه لا يوجد شيء اسمه الصدفة. يمكن أن تأتي الإجابة في أي وقت وبأشكال مختلفة، ومن حيث لا تدري. الأمر متروك لك لتحتفظ في ذاكرتك بطلبك، وأن تربط بين شيء غير عادي وبين طلبك. على سبيل المثال، يمكنك الحصول على استجابة من الكون (الملائكة) عبر الراديو، أو الرسائل التلفزيونية، أو نداء، أو ريشة، أو الحيوانات، أو الألم، أو قشعريرة، أو فكرة فورية، أو من خلال الاستماع إلى الموسيقى.

في معظم الأحيان، يحاول الكونُ أو الله أو الملائكة، إرسال رسائل إلينا، لكنّ العالم الخارجي (ومحيطنا) يشتّت أذهاننا ويُلهينا باستمرار عن هذه الرسائل، بحيث لا نسمع ولا نستمع إلى هذه الرسائل. فعندما تسأل، ستتلقى الردّ دائمًا. الأمر متروك لك لتكون متقبّلًا، وأن تمنح نفسكَ الإذنَ لرؤية العلامات أو الاستماع إلى الرسائل القادمة من الكون. يجب أن تعرف مدى أهمية الاستماع إلى حدسك (حاستك السادسة). حدسك هو صوت الله، وهو يتحدث إليك.

السؤال هو “كيف تستمع إلى حدسك؟” “. إنه تمرين طويل الأمد يبدأ بالسعي إلى الصمت وعادة التأمل.

ومع ذلك، فإن بعض علامات الكون تكون أكثر وضوحًا من غيرها. يبدو الأمر كما لو أن الله يقول لك “استيقظْ يا عبدي”، “انظر!”.

إذن، في ما يلي بعض العلامات الشائعة التي تثبت أنّ الكون يحاول أن  يرسل إليك رسالة يجب أن تنتبه إليها عن كثب.

1– التكرار

ترى الكثير من التكرار في تجاربك، أو في الأشياء التي تراها. على سبيل المثال، يخبرك صديق عن كتاب ما، فتتجاهله، ثم في يوم ما يخبرك شخص آخر عن نفس الكتاب. لكنك تظل تتجاهله. ثم ترى هذا الكتاب في إعلان على وسائل التواصل الاجتماعي، أو مجرد شخص يتحدث عنه عبر الإنترنت. كل هذا في فترة زمنية قصيرة نسبيًا. فهذه علامة من علامات الكون !

يمكن أن يحدث التكرار أيضًا من خلال الأشخاص الذين تقابلهم مرارًا وتكرارًا دون التحدث إليهم بكلمة واحدة.

2– التزامنية في الأرقام

يقول علماء الأرقام إن كل رقم له دلالة. سواء رأيتها في أحلامك أو بطريقة واعية، فعندما ترى أرقامًا مِرآتية أو مزدوجة بشكل متكرر، فهذا دليل على أن الكون يدعوك للانتباه. في مثل هذه المواقف، اِنتبه للأفكار التي كانت تدور في ذهنك قبل أن ترى هذه التزامنية (الصدفة). ربما ستثير هذه الفكرة شيئًا مُهِمًّا بالنسبة لك: إجابة، أو فكرة، أو تحذير، أو أي شيء آخر.

في بعض الأحيان ، تعتبر رؤية الأرقام المزدوجة أو المِرآتية مثل 11:11  أو 55 55 وما إلى ذلك … علامة جيدة على أنك تتماشى أو لا تتماشى مع ما تريده.

في كلتا الحالتين ، يمكنك جعل هذه الإشارة المقدسة من خلال التفكير فيما تريده عندما ترى هذه الأرقام؛ أو مجرد التعبير عن الامتنان. ولكل رقم من هذه الأرقام دلالتها التي يجب أن تبحث عنها بالاستعانة بالكتب المتخصصة (فهي رسائل من الملائكة بوجه عام)

3– الأفكار العفوية

عندما تراودك فجأة فكرة جديدة أثناء القيام بشيء عادي، أو حتى أثناء النعاس، فهذه علامة على أن حدسك يتحدث إليك بصوت أعلى قليلاً من العادة. استمع إلى هذا الصوت. معظم الأفكار التي أحدثت ثورة في العالم جاءت من لحظات “لقد وجدتها” ! eureka

يمكن أن تأتي هذه الأفكار من فضاءات مختلفة: الضمير الجمعي، أو الله أو الملائكة، أو عقل شخص في اللاوعي الجمعي (لا نعرفه) . تذكر دومًا أن قدراتك الحسية الفائقة مثل التخاطر لم تختف. فهي لا تزال في داخلك ولكنها خفية عنك فقط.

عندما تخطر لك فكرة منبثقة (عفوية)، قم بتنفيذها على الفور، أو قم بتدوينها في مكان ما. لا تحاول تأجيلها إلى الغد أو تجاهلها، وإلا ستذهب إلى شخص آخر أكثر  تقبلاً. التقط هذه الفكرة وقم بوضع خطة لاستخدامها.

4– الشعور بالسلام

بغض النظر عن الوضع الحالي الذي تعيش فيه، فإن الشعور بالسلام الداخلي في جميع الظروف هو علامة على أنك في وئام مع الله. تشعر وكأنك تتماشى مع طبيعتك الروحية. تشعر وكأنك “روحانيّ أكثر” وتشعر أنك بحالة جيدة. إنه مجرد وقت بطيء في حياتك، لكي تفكر مليًا قبل اتخاذ القرار. إنها تجربة حاسمة تسمح لك بإدراك ما إذا كنت على المسار الصحيح في حياتك أم لا.

5– قراءة قصة مشابهة لقصتك

تقرأ كتابًا أو مقالًا تتشابه فيه قصةُ الشخصية الرئيسية أو تجربتها بشكل مثير للانتباه مع قصتك. إنها علامة على أن الكون يحاول إرسال رسالة. انتبه إلى الغرض من القصة. لن يكون الأمر هو نفسه بالضرورة بالنسبة لك، ولكنه يمنحك لمحة عن إمكانية نهائية من بين احتمالات غير محدودة.

الأمر متروك لك فيما إذا كنت تريد نفس الهدف الذي تهدف إليه تلك الشخصية، أم لا؛ وفي هذه الحالة، يمكنك اتخاذ نفس الخيارات التي اتخذتها تلك الشخصية.

آمل أن تفتح هذه المقالة عيوننا أكثر قليلاً.

  1. 5. أغنية يتردّد صداها عفويًا في ذهنك وتبقى في رأسك. شاهد الكلمات ورحب بما تقوله لك.

  2. 6. صورة، أوميض أثناء ممارسة التأمل، أو لحظة من الاسترخاء وتقبل الأشياء، تشعر به وكأنه أمر بديهي. هنا، عقلك الغائب عن كل أفكاره يمكنه التركيز على الأساسيات.

  3. 7. تأخرٌ أو عطل في سيارتك، أو المنبه أو هاتفك الخلوي، أو ساعتك، يمكن أن يحذرك من وجود خطر في طريقك، وأنه يجب عليك تغيير عاداتك لتجنبه، على الأقل في نفس اليوم.

  4. 8. رائحة تعود إليك، أو تلح في البقاء. حاول أن تتذكر الذكريات المرتبطة بها.

  5. 9. كتاب أو مجلة تفلت من يدك وتُفتَح على صفحة معيّنة. اقرأ الكلمات القليلة الأولى التي تلفت انتباهك على الفور في هذه الصفحة، ربما تكون هذه رسالة مرسلة إليك خصيصًا.

  6. 10. انزعاج، أو ألم في مكان معيّن في جسدك يحدث فجأة، بدون سبب طبي، ربما هذا تحذير بأنك لست على الطريق الصحيح أو في الاتجاه الصحيح.

11 . فجأة ترى إعلانًا على التلفزيون، أو تقرأ مقالة على الرف في أحد المتاجر تنبِّهك إلى ما تحتاجه الآن!

  1. 12. فجأة تقرأ على منتج (دعاية تجارية مثلا) عبارة تكون هي الحل للمشكلة التي تشغلك والتي لم تجد لها حلا بأدواتك الذهنية.

هذه مجرد أمثلة. هناك بالطبع إشارات أخرى كثيرة يمكنك اكتشافها تدريجيا مع الممارسة.  حسبك فقط أن تُلقي السؤال الذي يشغل بالك، وأن تضع عقلك جانبًا، وأن وتنتظر الإجابة (إشارات الكون) بصبرٍ وحُسن نيّة. فالكون يرحب بأسئلتك وهو جاهز لخدمتك بلا أي مقابل.

في كل هذه الحالات العالم الخفي (العاقل) هو الذي يتدخل، ليساعدجنا في الوصول بسهولة إلى ما تعذر علينا الوصول إليه بأادواتنا العقلية المحدودة.

 لتحقيق هذه الصلة لا بد من أن تتخلى عن عقلانيتك المفرطة، وأن تؤمن بأن هناك عقل أسمى يسعى باستمرار للتواصل معنا، وأنه سخي، ولا يحب لنا إلا الخير.

أيًا كانت الطريقة التي تختارها لمساعدتك على التواصل بشكل أفضل مع أدلة الحدس ومع الأدلاء الروحين (الملائكة الخ)  فاعلم أن الممارسة المنتظمة والامتنان والبقاء على اتصال مع ذاتك الداخلية ومع الكون، كلها أدوات يمكن أن تساعدك في هذه العملية.

في الختام، علامات الكون موجودة بالفعل، لكن قلة من الناس يستطيعون إدراكها بوضوح. إنه عمل طويل يجب عليك القيام به، ولكن بعد ذلك ستجد أن علامات الكون مفيدة للغاية في حياتك اليومية.

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

2 تعليقات

  1. الكون العاقل.
    مقال مهم ربما علينا فعلا التعمق في اشارات قد تكون واضحة لو تأملناها جيدا، أعنقد أننا في خضم التكنولوجيا والفوضى والتشتت لن نستطيع ملاحظة هذه الاشارات التي تحدث عنها المقال إلا اذا مارسنا التأمل بين حين وآخر بانتظام.
    شكرا للصديق مدني قصري على طرحه الشيق.

  2. شكرا للأديبة الصديقة صفاء ابو خضرة على هذه الإضافة القيمة. ليتنا نهتم بالكون العاقل ونصغي لتعلماته وإرشاداته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *