انقاذ الذات

* رنا حتاملة

 يأخذ انقاذ الذات منحنيات مؤلمة في تجارب متعددة ومختلفة، حيث يسعى المرء إلى البحث عن صوته الذي يسمعه باستمرار في الداخل، وكثيراً ما يجد نفسه في صراع السلم، حين يدرك بأن هذا الصوت عندما يصبح خارجاً عنه، تطوله الشوائب والغبار والاتهامات. العالم سافل في الحقيقة، حيث لا فرصة للذات أن تكون، بل تبقى مدفونة بجمالها، أو تتمرّد وتخرج لتعرض نفسها للتجريح، “صراع”.. من يستحق الأفضلية للبقاء؟ المادة والمشاعر مزروعتان في جوارحنا، ومنا من تجرأ على قتلها بصفته الأقوى كما يظن، وفي النهاية، ماذا؟ ذوات ميتة تتكاثر تغربل الأحياء، تخترق خصوصية الذات الأخرى، وكأن حقها موجود هناك في ذات غيرها، تنتزع الجوّاني الحي بأنيابها الشرسة.

من أعطاهم الحق ؟

هل هو الخوف؟ فمن يسمح أن يخترق، وكأنّه يستسلم بوهمه للقوة السخيفة أن تنهش بهشاشته.

نعود لإنقاذ الذات. إذ يبدو شكل العلاقات بين الذوات من خلال الحدس، فالجميع يتحلى بخاصية الحدس لكنها متفاوتة. بعض الاشخاص يحتفظون بحدسهم ضمن مهارات عقلية عالية، وبعضهم يكونون مفضوحين بأحاسيسهم البعيدة عن العقل تماماً، وبعضهم الآخر نجدهم اكثر اتزاناً بالتعبير والحرص على إخراج كل مشاعرهم. وهكذا تبدأ العلاقات من خلال الحدس، وتخرج بصورة “اللغة” واللغات عديدة، وهي الأهم … المخرجات الحسية والعقلية. اللغة التي تتشكل فيها الكلمات والاصوات والصور فتبدو أيضا متفاوته كما أشرت.

ماذا نتوقع من الآخر؟ هكذا نسأل أنفسنا ببساطة عند المواجهة، أي نضع أبعد الاحتمالات وأسوأها . الاحتمالات كثيرة.. علينا أن نمتلك ذاتاً مطاطية… كالكرة، أينما ارتطمت تفعل فعلها، وترتد عائدة لنا “كرة جميلة” مرحة تضفي متعة لامتناهية، وهي ترتفع في السماء ويمكن استخدمها لمواجهة كل الاحتمالات الصلبة والعنيدة كالحائط والأعمدة، وحتى عندما ترتطم في الماء تحدث طرطشات منعشة وتطفو بكل استرخائها على السطح. نأخذ شهيقاً نملىء الرئة بالهواء.. نبتسم ، ونستعد للهو قليلاً. اعتقد انها مهارة مكتسبة “الطاقة ” قادرة ان تمنح وتسلب، ثمة فن نتجاهله عندما نغضب، “فن اللامبالاة” ببساطة كل شيء زائل وأنا وأنتم وكل الاشياء نوهم أنها اشياء

ما هي أعظم الخسارات الممكنة؟ أظنها الذات، عالم مضحك للغاية.. بل أكثر من مضحك. لا اريد أن اضع قائمة بالأمنيات، أريد فقط ذاتي، كياني الذي اذا غادره الجسد.. يبقى كياناً يقول وينفي ويضحك ويلهو ويطير…!

 

  • فنانة تشكيلية وكاتبة من الأردن

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *