بينَ بُعدِ… زَهرتَين

 حسن حصاري / المغرب

 

وأتسَاءلُ…

هل تكفِيني حقاً،

كلُّ مَا أملكُ

مِن أوْقات أمْنياتي المُدَّخرَة

يَا نفسِي…

لأعُدَّ لكِ نُجومَ النَّهار؟

ففِي النَّهار فقط،

باتَ لِي مُتسعٌ فائضٌ،

مِنْ رغباتٍ جَارِفةٍ

لِلسَّهو

والإغفاءِ

والغناءْ.

 سَأجامِلكِ… حِينها،

بِباقةِ أكاذيبَ مُسْرِفة

 فِي قَصِّ،

سِيرة مُروءتي غَيرُ الناضِجة.

فهذِهِ السَّماءُ الضيِّقةُ بِقلبي،

حُبْلى بِنُجومٍ،

مِثلكِ غَريبة…

تومِضُ هَواجِسُها الفَجَّة

كلمَا داهَمني صَمتُ اليَقظة

بِوجهِ عَتْمة أسْرارِي

المُتدفِّقة

بِشراهَةِ الخَيْبة.

لمْ يَعدْ بِمقدورِ يَدايَ الخاوِيتان

مِن رِيقِ كدَحِي المُعتل

أنْ تنتشلكِ

زَهرةَ لُوتْس ذابِلة

مِن مُستنقَع فَضلاتِنا الضَّحل.

فلطالمَا حَمَلتكِ،

يَا نَفسِي…

بِجَسدي،

كنفسِي…

وأنتِ صَغيرَة

مِثلُ نًجمةٍ هَائِمة

تسْترقُ،

صَدى أنفاسِي…

حِين تئِنُّ

فِي خَفاء.

فكيفَ لي

أنْ أعُد لكِ نُجوما

لا أراها بِعينيْك

وأنتِ الآن مُتعبة،

تومِضُ لهفتكِ

لذكرياتِ ضَوئِنا الخافتِ،

بَينَ بُعدِ مَسافتين:

العينُ

والقلبُ…

فمَا أقربهُما

حِينَ نلتقِي مَعا،

تَحث ظِلِّ

زَهرةِ عُبادِ شمسِ

مُبتسمَة.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *