في الواحة – شعر

  • محمد شاكر

    في الواحة
    أقرب ما أكون إلي من حبل ضجيج خلفته ورائي
    موصولا بزحمة الدروب
    في اندحار الصمت.
    في الواحة
    أسمع خشخشات
    لما تكسر من هشيم الأعماق
    ولا ريح
    تقض مضجع الهدوء
    لا عاصفة
    تفزع عشب المكان
    في هبة خاطفة.
    أمشيني في معابر ذات فسيحة
    إذ انحجبت عني طويلا
    وراء ظلال الحزن
    وعجمة الحيطان السميكة.
    لا خارج سواي
    أتبادلني في انفراج أبواب البشىرى
    بين ذهاب وإياب.
    تلين أقفالي الصدئة
    فيمسي الصرير انسياب ماء شفيف
    أغطس فيه إلى القاع,
    حيث الصدف المترع بالمعنى ..
    معناي
    يخالطه هسيس الواحة
    وطمي الأحوال
    يصير ميسور التشكيل
    أصوغه
    أنفخ فيه روح الرغبة
    رغم خيانة الترميم
    وانهيار المبنى
    بعد حين.
    كل خطوة تتلوني
    نشيدا عذب التراتيل.
    كل ورقة بيضاء من كتاب
    هي حرف
    لم أتهجه في أمية الحنين
    هي بوح
    يصيخ له سمع السعفات.
    هي إيقاع
    عميت علي فصوله
    في حمى اللايقين

    في الواحة
    كأني أعيد تشكيل طبيعتي
    لبعض الوقت
    وفق مواسم تناءت في اختلال صلات
    أنسانيها سعيي المحموم
    في دروب الحياة
    وراء العرض الزائل
    وبدائل عصر
    جنحت بي عن أصالة الأحلام.

  • * شاعر من المغرب

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *