في جُبَّة الأجمة

خاص- ثقافات

*العربي الحميدي

(جُبَّتِي)
كَسَرْت جناحي حتى لا أتمكن من الطيران
أخدت كرامتي ووضعت كفني
بين يدي من الطغيان
أَرْهَبْت نفسي داخلي
من رؤية  حمم  الجحيم
بِرَميي في وديان النسيان
في عز الأيام الحسان

(جُبَّتِي)
سَرَاباً جافا أنت أتنفسه
بين الموتى والأحياء
جسد  في أيام الصيف من الفخار
أنت زهرة الخشخاش من إكسيرها
يطول طريق عذابي
وألم يولد كل يوم
في سويداء القلب من غنائي

(جُبَّتِي)
أنت دَفَّة صحراء تُفْقِدُ الشعور بالأمان
لا أعرف أين أضع
قدمي من عمى الأحزان
كالضرير
يبحت عن الضياء في النجوم الحسان
أنت أعظم درس حب  حُفِّظْت
مند الولادة على الإطلاق
سحابة تحجب سِرَّ الكلمات
والحقيقة عن الفرسان

(جُبَّتِي)
أنت المرئي والمخفي تحت  زَبَد البركان
أبحت عن بذرة الجذور
بين حجارة مَخْبَأ عقارب  وأفاعي
أنت مذبح يهوى دماء القربان
أنت أين أحببت  العيش
وأكثر من ذلك بكثير
أنت صمت عطش الأيام القاتل
صورة  لامعة من
الماضي القديم  والقادم القاتم

(جُبَّتِي)
أنت اللعنة التي أصابتني
حطمت شوكة كبريائي وآمالي
أنت   كَوْر  الدبابير
الخوف منه أشد من
لهيب النار
أنت الريح الباردة لفحتها
تجري خلف جسمي  العاري
معك  لا أعرف ساعة يقظتي
ولا وقت منامي

(جُبَّتِي)
عندما تقترب نهايتي
سأقول للجميع أعرف كل شيء عن جمال
موطني..
سأقول لهم كيف أهواك مع كل المآسي
بالأسود لون الحداد والأخضر لون الربيع
والأرق التي تفخر به  كل السُدُود
والرمادي الذي لا يزال يأخذ أنفاسي بعيدا في الْأَزَلِ

(جُبَّتِي)
أَصْبَحْتُ شعاعا من أشعة المهانة في دروب الغرب
فقط
واحدة من ابتساماتك الصادقة
يا موطني
تذهب الأحزان بعيدا عني وعنهم… إخوتي
فَنُحْسِن بك الظَّنِّ
لتعلو  الرؤوس  كشجر الصفصاف
أعلم أنني ابنك الأكثر حظا الذي
ولد فوق تربتك وتحت هذه السماء
أنت كل شيء بالنسبة لي وأكثر من ذلك بكثير

العربي الحميدي / المغرب

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *